شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 35)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
مستوحاة». وهذا ما عكسته: أيضاًء اذاعة موسكو باللغة العربية في تعليقاتها. ومن الممكن ان تكون
هذه المعارضة المعلنة, بقصد احباط محاولات كيسنجر للتفاوض من أجل الوصول الى اتفاقية اردنية
- اسرائيلية» تلك التي أصبح من الواضح انها تهدد تسوية مثل هذه المشاكل من دون اشراك أي من
الاتحاد السوفياتي أى الفلسطينيين. ولقد أصدرت, في الفترة عينهاء أول تصريحات سوفياتية تتعلّق
بالدولة الفلسطينية قبيل عقد مؤتمر الرياط في العام 05591/5).
لكن السوفيات عبّروا عن معارضتهم هذه للطرح الاردني بشكل موجنء فقط» وبصورة خفيفة,
وحتى انهمء فعلاء أرادى ان يصوروا موقفهم الموضوعي في تقريرهم عن المعضلة بين الاردن ومنظمة
التحرير الفلسطيتية قبل اجتماع الرباط. وزيادة على ذلك؛ انهم قبل الرباط ويصورة خاصة بعدهء
سعوا » اجمالاً, الى التأكيد على نقاط الانقسام. ولقد أكدوا في تقريرهم لمؤتمر الرباطء بعبارات موجزة
جداً؛ تنفيذ «التسوية المؤقتة» من الطرفين كعلامة على التعاون الطوعي والسعي من جانب كل منهما.
وبالطبع؛ لم يلق هذا التطوّر استحساناً مؤكداً من جانب الفلسطينيين: ولكن الاتحاد السوفياتي كان,
على ما يبدوء مصراً على الحفاظ على خياراته مع الاردن. وبالتأكيد: فانه حاول تحسين علاقاته مع
عمان حتى خلال ازدياد دعمه للفلسطينيين. وهكذاء انتقل رئيس الوفد السوفياتي الى مؤتمز جنيف
لمحادثات السلام؛ فيغفرودوف, الى عمّان مرات عدّة لاجراء محادثات على مستوى عالء تتعلّق؛ على
الارجح؛ يجهود السوفيات لاعادة عقد موّتمر جنيف. كما زاروفد على مستوى عال: في آذار (مارس)
56 كما ان وفداً حكومياً اردنياً على مستوى عال ذهب الى موسكو في كانون الاول (ديسمير)
6, بعد زيارة عرفات للعاصمة السوفياتية بأسابيع قليلة(؟*). وقد بلغت هذه العلاقات قمتها مع
زيارة الملك حسين للاتحاد السوفياتي في حزيران (يوذيو) 19177, وسطرعاية واحتفاء كبيرين» بينما لم
تكن الزيارة أى التقارب السوفياتي الاردني مرحباً بهما من قبل منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن
هذا كان أقل خطراً على مصالح السوفيات في الشرق الاوسط مما كان عليه سابقاً يسبب فصل
التقارب السوري الاردنيء والتحرك الاردني الاقرب الى الجناح الراديكالي من الدول العربية حيث
ان مصر باتت متميزة: اجمالاًء بالاعتدال المستوحى من واشنطن اثر الاتفاقية المصرية الاسرائيلية.
وكجزء من هذا الجهد السوفياتي تجاه الاردن» زار قائد سلاح الجى السوفياتيء المارشال كوتاكوف,
عمّان وعرض على الملك حسين تزويد الاردن بنظام دفاع صواريخ أرض - جو كبديل عن صفقة
صواريخ «هوك» الاميركية الاردنية المعقدة. وهكذاء عرّض الاتحاد السوفياتي علاقاته المميّزة مع
منظمة التحرير الفلسطينية للتوتر من أجل كسب موطىء قدم له في الاردن: وذلك لكي يحد من التأثير
الاميركي هناك اضافة الى جعله وسيلة لكسب خيار جديد في الشرق الاوسط. فقي الوقت الذي قدّر
بأن علاقاته مع منظمة التحرير الفلسطينية لن تتعر. ض لهزة أكيدة نتيجة هذ! التحولء فقد كان يعتبر
ان الدعم الدبلوماسي والدعاوي الذي قدّمه للمنظمة؛ في الوقت عينه, تعويضاً كافياً. فلقد تمّ افتتاح
مكتب المنظمة في موسكو قيل حوالى اسبوع من وصول الملك حسين اليها. بيد ان هذا التحرك عكس
التفضيل السوفياتي للتعامل مع دولة مؤسسة ومستقرة في كل ما يمكن ان تقدّمه على شكل مصالح
استراتيجية وغيرها(”*).
وفي كل الاحوال, لم يكن من الصعب تلمّس التجسدات الملموسة لهذا التوجه في علاقة موسكى
بمنظمة التحرير الفلسطينية. فقد ظل الطرفان» السوفياتي والفلسطينيء في تلك الفترة, لا يتفقان,
مثلاٌء على أسلوب الكفاح المسلح. ففي حديث اذاعي سوفياتي مطوّل باللغة العربية, بت في 4؟ أيلول
(سبتمبر) 1915 عن الفلسطينيين, تم التطرّق الى بعض التفاصيل في دروس كتاب لينين
3 شْيُون فلعطنية العدد 55١-55١ آذار ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 1551 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)