شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 37)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 37)
المحتوى
د. نبيل حيدري
لم يكتف السوفيات برفع أهمية الجبهة الوطنية الفلسطينية على حساب خط المنظمة السياسي
فقط, بل ظهر اتجاه لدى موسكيوء على الرغم من الدعم الثابت لزعامة عرفات منذ العام 151/7 الى
تحسين الاتصال وزيادة الدعم للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. فقد ازداد الاهتمام السوفياتي
بأمينها العام نايف حواتمة بعد مشاركته في الوفد الفلسطيني الذي زار الاتحاد السوفياتي»: بعد حرب
تشرين الاول (اكتوبر) ‎١9177‏ مباشرة. ووفقاً للمصادر السوفياتية: وافق حواتمة على فكرة انشاء دولة
فلسطينية صغرى؛ مع انه بنفسه قال, بعد هذه الزيارة, بأن هذا لا يعني, بأن شكل من الاشكال,
نكران الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني بعودته الى كامل وطنه. وبعد سنة من ذلك التاريخ, انتقد
محرر صحيفة «ازفستيا», تولكونوف, في يوم وصول وفد منظمة التحرير الفلسطينية الى موسكى؛ كل
الذين يشجّعون انشاء دولة فلسطينية بدلا من اسرائيل؛ مدعياً ان معظم فصائل المنظمة وافقت على
موقف واقعيء حيث أيّد الكثيرون منهم فكرة اقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع. وقد استعمل
تولكونوف عبارة «واقعي» لمشروع حواتمة الذي أطلقه في العام 1917 والداعي الى انشاء «مسلطة
وطنية فلسطينية في الضفة والقطاع». وكمثال آخر لجهود السوفيات في تصويرهم حواتمة كرجل
معتدلء كان البيان الايجابي للمقابلة التي وافق المسؤول الفلسطيني على نشرها في اسرائيل»
مستندين الى هذا الحادث كبرهان على ان الصهيونية فشلت في محاولاتها لدفع المنظمات الفلسطينية
نحو «التطرف». وقد أأحرج الاتحاد السوفياتي؛ بشكل خاصء بعد ستة أسابيع من نشر المقابلة,
عندما قامت وحدة تابعة الى الجبهة الديمقراطية باحدى أعنف الهجمات: وحجزت ‎6٠١‏ طفلاً من
التلاميذ الاسرائيلية في معالوت في أيار (مايو) 151/4., كرد فعل على تهجم بعض فصائل المقاومة
الفلسطينية على مقدار اخلاص حواتمة (8),
وبالرغم من ذلك فقد ضاعف الاتحاد السوفياتي دعمه لحواتمة بدعوته إلى موسكو مستقالاً عن
الوقد الفلسطيني: : اولا في تشرينٍ الثاني (نوفمبر) 19174 (بعد مؤتمر الرياط مباشرة؛ وقبل زيارة عرفات
التي شارك فيها حواتمة) ؛ وثانياًء في كانون الاول (ديسمبر) 1916. بعد زيارة عرفات التي لم يرافقه
حواتمة فيها. ومع انه لم يعلن عن الزيارة الاولى في وسائط الاعلام السوفياتية» فقد التقى حواتمة
غروميكى بقصد مناقشة المظهر الايجابي لحكومة فلسطينية في المنقى. ولقد كان موقف الاتحاد
السوفياتي وحواتمة متطايقاً. ولذاء كان من الطبيعي» نوعاً ما لموسكو ان تسعى الى تقوية وجهة النظر
هذه من طريق حواتمة؛ في الحوار الذي كان يجرى داخل أطر المنظمة. وقد أثني على حواتمة لوحده
كشخصية سياسية ذات خبرة وأسعة المعرفة: وذلك قبل زيارة وفد المنظمة في أيار (مايى) ‎١51/5‏ متميزاً
بذلك عن «العناصر الرجعية» التي هدّدت الطبيعة التقدمية لقيام دولة فلسطينية. لقد كانت زيارته, في
كانون الأول (ديسمبر) 15176 لموسكو ذات أهمية كبرىء لا لأنها أتت بديلاً من مشاركة الوفد
الفلسطينيء بل لأنه» في هذه المرة» أعلن عن زيارته, وأصدر بيان ( (ولولم يكن مشتركاً) في نهاية الزيارة.
وقد أوحى هذا بمساعي السوفيات في تشجيع حواتمة مستقلاً عن عرفات, مع أن وقده دعي على
مستوى أدنى (من قبل لجنة التضامن الافرو- آسيوية) . وكان حواتمة مستعداً للمساعدة: في البيان
الختاميء أكثر من عرفات مثنياً على مبادرة موسكو في طرح الدعوة, مجدداً؛ الى عقد مؤتمر جنيف.
وكان لانفراد حواتمة أهمية استثنائية» لأن زيارته جاء في وقت الانشقاقات دآخل أطر منظمة التحرير
الفلسطينية نتيجة اندلاع القتال في لبنان» ومساعي سوريا للهيمنة على القرار الفلسطيني من طريق
منظمة «الصاعقة» التابعة لها(ةة).
ولكن» باشتداد الحرب الاهلية في لبنان» أصبح موقف الاتحاد السوفياتي وجهاً لوجه مع
71 شيُون فلسطيزية العدد ‎54٠‏ -١54؟,‏ آذار ( مارس ‎ )‏ نيسان ( ابريل ) 19551
تاريخ
مارس ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10276 (4 views)