شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 48)
- المحتوى
-
ب الفكر السياسي الفلسطيني قبل العام /19414
حيفاء في كانون الاول (ديسمبر) :157١ ودعا الى اقامة «حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي»
في قفلسطين: دون ان يشير الى الوحدة مع سوريا('"), فكان» بذلك, نقطة الانطلاق الحقيقية للوطنية
الفلسطيئية.
الوجلنية الفلسطينية ومهادنة بريطاتيا
لم تتخذ الوطنية الفلسطينية» عند انطلاقتهاء موقفاً مناهضاً للاحتلال البريطانيء وركزت
طاقاتهاء طوال مرحلة العشرينات: على النضال ضد اليهوب والحركة الصهيونية؛ وبقيت قيادة الحركة
الوطنية الفلسطينية تراهن على امكانية احداث تغيير في مواقف الحكومة البريطانية الداعمة لمشروع
الوطن القومي اليهودي؛ وتسعى الى التوصل الى حل وسط معهاء يحفظ مصالح بريطانيا في فلسطين
في مقابل تخلي هذه الاخيرة عن دعمها للمشروع الصهيوني.
ويلاحظ المتتبع للمواقف التي اتخذتها قيادة الحركة الوطنية تجاه بريطانياء خلال تلك المرحلة»
بأن هذه القيادة بقيت عاجزة عن فهم طبيعة الظاهرة الاستعمارية الحديثة: وادراك حقيقة الأسباب
والمتطلبات الاستراتيجية التي دفعت بريطانيا الى قرض سيطرتها على فلسطين: حتى ان كلمة
الاستعمار. كما أشار عادل حسن غنيم؛ لم تكن ترد في معظم بيانات اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي
الفلسطيني طوال السنوات العشر الاولى من الانتدابء في الوقت الذي كانت فيه شعارات مقاومة
الاستعمار مرفوعة. بشكل جليء في القاهرة ودمشق ويغداد. وقد أكد محمد عزة دروزه على هذه
الخصوصية في توجهات قيادة الحركة الوطنية في فلسطين بقوله: «في كل البلاد المستعمرة. تقاس
الوطتية بموقفها القومي من الاستعمار. أمّا في فلسطين, فصار يستساغ ان يكون لمن يعقد أواصر
الصداقة مع الانكليز ويخدم أغراضهم ويروج مطالبهم ان يكون له شأن في الحركة القومية اذا ما
كان مناوئاً لليهود والحركة اليهودية»(؟5؟ . ومن جهه ة أخرى. يلاحظ المتتيع لمواقف هذه القيادة أنها لم
تعملء في تلك المرحلة» على تعميق الاستخلاصات التي كان توصل اليها بعض المفكرين الفلسطينيين
والعربء قبل الحرب العالمية الأولى حول علاقة الحركة الصهيونية بالدول الغربية الكبرىء وظلت»
بالتالي» عاجزة عن ادراك طبيعة الترابط العضوي بين الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني,
مُرجعة التأييد البريطاني لمشروع الوطن القومي اليهودي الى إعتبارات ثانوية؛ مثل عدم المام بريطانيا
بحقيقة النوايا والاهداف الصهيونية, أو وقوع حكوماتهاء أحياناًء تحت تأثير النفوذ الصهيوني.
وكان يكمن وراء هذا الموقف المهادن لبريطانيا عوامل عديدة, سياسية» واقتصادية: وفكرية. فقد
كانت القناعة السائدة لدى بعض مكونات الوطنية الفلسطينية, ويخاصة في بداية عهد الانتدانء بأن
بريطانياء التي وقفت إلى جانب الثورة العربية وتحالفت مع زعيمها الشريف حسين: لن تسمح: على
المدى البعيدء بقيام سيطرة صهيونية على فلسطين: وان رغبتها في الحفاظ على الامن والاستقرار في
امبراطوريتها ستدفعها الى مراعاة مشاعر ملايين المسلمين: من سكان هذه الاميراطورية» الذين
ينظرون نظرة خاصة الى فلسطين ومقدساتها الدينية. ومن جهة أخرىء كانت الطبيعة الطبقية لقيادة
الحركة الوطنية العربية الفلسطينية تفرض على هذه القيادة: حرضاً منها على مصالحها الاقتصادية
ومكانتها السياسية؛ تجنب الاصطدام المباشر بالسلطات البريطانية. ومن جهة ثالثة: كان هناك في
إطار الوطنية الفلسطينية, مَنْ يؤمن بقدرة بريطانيا وعزمها على لعب ذور «تحديثي» في فلسطين: ينهي
التخلّف الذي كان مهيمناً عليها في العهد العثماني, ويفتح أمام شعبها أبواب التقدّم والمدنية. وقد
عكست جريدة «مرآة الشرق», لصاحبها بولس شتحادة:؛ ذلك الايمان بالدور «التحديثى» لبريطانيا
العدد 255١ 54٠ آذار ( مارس ) _ثيسان ( أبريل ) 1551 شُُون فلسطيزية لع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6627 (5 views)