شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 54)
- المحتوى
-
ل الفكر السياسي الفلسطيني قبل العام /194
ربط مطلب الحكومة الوطنية بشعار الاستقلالء معترفة. ضمناء بشرعية الانتداب البريطاني على
فلسطينء فوضعت نفسها بذلك أمام مأزق سياسي شديد. ١
أمّا بريطانياء التي كانت ترفضء أصلاً, الاعتراف بوجود العرب الفلسطينيين كشعب له حقوق
سياسية:, والتي كانت مصممة على ضمان سيطرتها المطلقة على فلسطين وتوفير شروط نجاح مشروع
الوطن القومي اليهوديء فلم تكن مستعدة لقبول أي مطلب يذال من هذه السيطرة المطلقة. وعليه فقد
رفضت بريطانيا مطلب اقامة الحكومة الوطنية المسؤولة أمام مجلس نيابيء وأنكرت على الهيئة التي
تقدمت به, ممثلة باللجنة التنقيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني» شرعيتها بتمثيل سكان فلسطين
العرب؛ مكتفية؛ عندما كانت تطوّرات الاحداث تدفعها الى ذلك» بعرض مقترح اقامة شكل من أشكال
الحكم الذاتي بالاستناد الى بنود صك الانتداب. غير ان الوطنية الفلسطينية» التي كانت تطمح الى
لعب دور رئيس في تقرير مصير فلسطين وترفض الاقرار بأي حق للمنظمة الصهيونية في المشاركة
بتقرير هذا المصير, رفضت كل مشاريع الحكم الذاتي التي تقدّمت بها حكومة الانتداب» فأعلنت
مقاطعتها لانتخابات المجلس التشريعيء التي دعت اليها الحكومة في منتصف تشرين الثاني (نوفمير)
,, وأكدت اللجنة التنفيذية العربية؛ في ردها على هذه الدعوة» بأن فلسطين كانت ترسل في الماضي
نواباً عنها الى البرلان العثمانيء ولا يمكتهاء بالتالي أن ترضى لنفسهاء الآن» المشاركة في مجلس
تشريعي مجرب من كل سلطة؛ وتتوقف قراراته على مصادقة المندوب السامي( '؟). كما رفضت اللجنة
التنفيذية العربية: كذلك, بعد فشل مشروع المجلس التشريعيء الفكرة التي طرحتها حكومة الانتداب
لاقامة وكالة عربية» تكون لها صلاحيات مماثلة لتلك التي منحت للوكالة اليهودية طبقاً للمادة الرابعة
من صك الانتدابء وذلك لرقضها القبول يوضع العرب على قدم المساواة مع اليهود في فلسطين.
وهكذاء كان الفشل من نصيب كل مشاريع المشاركة السياسية؛ على قاعدة 8 الدكم الذاتيء التي
طرحت في عقد العشرينات» نتيجة رفض الوطنية الفلسطينية الحازم لهذه المشاريع» وعدم جدية
بريطانيا في اتجاحهاء وكذلك نتيجة رفض المنظمة الصهيونية لقيام أية مؤسسات تشريعية تمثيلية في
فلسطين طالما لم يعترف العرب بمشروعية الوطن القومي اليهودي» وبالتزامات سلطات الانتداب
تجاهه.
وقد برنء فيما بعدء في سياق تقويم موقف الوطنية الفلسطينية من مشاريع الحكم الذاتي
البريطانية: اتجاهان: الاولء قدّر بأن العرب الفلسطينيين» برفضهم المجلس التشريعي» حرموا
أنفسهم من أداة هامّة كان في وسعهم استخدامها في نضالهم للحفاظ على مصالحهم وعرقلة بناء
الوطن القومي اليهودي والحد من هجرة اليهود الى فلسطين. وكان من بين أنصار هذا الاتجاه بعض
الوطنيين المعروفين, مثل عوني عبد الهادي الذي اعتبر بأنه كان ينبغي على العرب قيول المشاركة في
المجلس التشريعيء مع تحفظهم بأن هذه المشاركة لا تعني الاعتراف الصريح بالانتداب وينوده(١؟).
كما كان من مؤيدي هذا الاتجاه دعاة سياسة التعاون الصريح مع بريطانياء الذين دعواء على قاعدة
ميدأ «خذ وطالب», الى قبول ما تقترحه بريطانياء والتأسيس عليه لطرح مطالب جديدة في المستقبل.
أمَا الاتجاه الثاني فقد قدّر بأن قبول القيادة العربية لمشاريعٍ الحكم الذاتي البريطانية كان
سيضعف النضال الوطني, وسيمثل استسلاماً أمام الانتداب» وقبول ضمت يوعد بلفور.
ومنذ مطلع الثلاثينات, ومع تجدد نشاط تيار القومية العربية وتزاوجه مع تيار الوطنية
الفلسطينية, عاد الى اليروز شعار استقلال فلسطين في إطار الدعوة الى تحقيق الوحدة العربية» وصار
يُنظر الى مشاريع المشاركة السياسية: على أساس الحكم الذاتي» باعتبارها «لا تنسجم مع
العدد 55١-75٠ آذار ( مأرس ) _نيسان ( ابريل ) 1451 شْيْين فلسطيزية م6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)