شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 55)
- المحتوى
-
د.ماهر الشريف سد
طموح البلاد الى الاستقلال التام والوحدة العربية»9'*). ورأى بعض الباحثين بأن المطالبة
بالاستقلال في إطار الوحدة العربية كان يمثل؛ في ظروف تلك المرحلة» «هروباً الى أمام». خصوصاً وان
الاقطار العربية الاخرى كانت على أعتاب الحصول على شكل من أشكال استقلالاتها الوطنية. ومهما
يكنء فقد فرض تطور الاحداث اللاحق على الوطنية الفلسطينية ان تفصل الاستقلال عن الوحدة
العربية» ودفعهاء في محاولة منها لقطع الطريق على مشروع التقسيم الذي طرحته لجنة بيل البريطانية
في تموز (يوليوى) 1517, الى دعوة عصبة الامم الى الغاء الانتداب البريطاني لتحل محله دولة
فلسطينية مستقلة؛ ترتبط مع بريطانيا بمعاهدة تضمن لهذه الاخيرة مصالحها المعقولة: كما تضمن
مصالح الاقلية اليهودية في البلاد('*). وعندما تبنت بريطانيا فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة تحت
حمايتهاء على أساس «الاستقلال المؤجل» لمدة عشر سنواتء كما ورد في «الكتاب الأبيض» البريطاني
للعام 1575: تصدّى الحاج آمين الحسيني للميل الواضح والغالب؛ في إطار الوطنية الفلسطينية,
لاتخاذ موقف ايجابي من هذه الفكرة: وذلك لأنه كان يترقبء آنذاك, اندلاع الحرب «ويراهن على أن
دول المحور سوف تنتصر فيهاء ولم يشأء بالتالي» ان يهادن بريطانيا في وقت كهذاء بل اتجه الى التعاون
مع المانياء(؟ ؟).
ورأى بعض الباحثين بأن من أسباب تخبط الوطنية الفلسطينية وافتقادها لزمام المبادرة تجاه
مستقبل فلسطين واستقلالهاء عجزها عن تقديم حلول ديمقراطية لمسألة الوجوب اليهودي في فلسطين,
يتجاوز الاقرآر بشرعية .وجود نسبة ال " بالمئة من اليهود, الذين كانوا يقطنون في اليلاد قبل الحرب
العالمية الاولى. وعندما أجريت الموافقة؛ بعد أندلاع ثورة العام :١15557 على مشاريع للاستقلالء» يتمثل
فيها اليهود بنسبة عددهم الى مجموع السكان:ء كان الوقت قد فات. حيث اقترب عدد اليهوب من
نصف مليون: , وصاروا يمثلون ما يقرب من ثلث مجموع السكان, كما صارت مؤسساتهم تشكل دولة
داخل الدولة(**). وفيما بعدء لم تدرك الوطنية الفلسطينية التغيّرات العميقة التي أحدثتها الحرب
العالمية الثانية, والتي حوّلت المهاجرين اليهود الى قومية محدّدة الملامح والى قوة اقتصادية وسياسية
كبيرة وخلقت أجواء من التعاطف الدولي الواسع مع اليهود» كما لم تنتبه الى خطورة التوجه الذي أقرٌ
في مؤتمر الصهيونيين الاميركيين» في آيار (مايو) 1517 لاقامة دولة يهودية في فلسطين؛ تكون جزءاً
عضوياً من «العالم الديمقراطي الجديد», ذلك التوجه الذي صادق عليه المجلس العام للمنظمة
الصهيونية العالمية في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسهء وكان ايذاناً ببدء انحيان هذه المنظمة
الى الولايات المتحدة الاميركية(؟).
دعامتا الحل
بقيام عصبة التحرر الوطني؛ خطا الفكر السياسي الفلسطيني خطوات كبيرة على طريق تحديد
ملامح تصوره لمستقبل فلسطين: مدرجاً شعار الاستقلال» لأول مرة؛ في إطار حل ديمقراطي
ل «العقدة» الفلسطينية.
وكان شعار الاستقلال برز في برنامج الشيوعية الفلسطينية منذ ظهورهاء الا انه اندرج» طوال
مرحلة العشرينات؛ في إطار مشروع طوياوي كان يهدف الى ضمان انتصار الثورة الاشتراكية في
فلسطين عبر تحقيق التضامن الكفاحي الاممي بين العمال اليهود والعرب «في معركتهم المشتركة ضد
الاستغلال الراسمالي والاضطهاد الاستعماري»(''). وقد بقيت هذه النزعة «اليسارية الانعزالية»
مسيطرة على توجهات الشيوعية؛ ولو أنها اتخذت أشكالاً جديدة في ضوء تطبيق خطة التعريب»
كك شْوون فلسطيية العدد ,58١- 154١ إذأر ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 19951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6885 (5 views)