شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 64)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 64)
- المحتوى
-
ب فكرة التسوية في الساحة الفلسطينية...
نتائج هذه الحرب الى ان حسمت أي تردد أبدته دول المحيط العربي ازاء التسوية» وجعلت المطالبة
العربية بازالة آثار العدوان الذي تمثل بهذه الحربء سقف المطالب العربية. ويهذاء لم يعد الأمر
القبول العربي بالتسوية, فحسبء بل أمر تدني الشروط العربية للتسوية: من الدعوة الى تطبيق قرار
التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في العام ١141 الى الدعوة لانسحاب القوات
الاسرائيلية من الاراضي التي احتلتها في عام الحرب: هذهء وبضمنه الان اب من الضقة
الفلسطينية وقطاع غزة.
في ضوء هذه النتائج» واجهت م.ت.ف. مشكلة مستجدة, ليس مع اسرائيل والدول التي أيدت
أهداف اسرائيل فحسبء بل مع الدول العربية التي مالت ميلا حاسماً نحو تسوية قوامها ازالة آثار
العدوان.
ويكاد يكون من المتعذر الالمام الوافي بتفاصيل الحوارات والاحتكاكات التي أجريت بين الجانب
الفلسطيني والاطراف العربية في الفترة التي أعقبت تكشّف وقائع الكارثة الجديدة في العام /1551.
بل يكاد يكون من المتعدّر حتى ايجاز ذلك. وهذ! هوما يحمل على الحديث على ما يمكن اعتباره جوهر
الأمر. وجوهر الامر, هذاء يتمثل في اختلاف رؤية غالبية الفلسطينيين و قراءتهم لنتائج الحرب عن
رؤية غالبية الدول العربية وقراءتها لها. لقد رأت غالبية الدول العربية المعنيّة مباشرة بالصراع مع
اسرائيل؛ في نتائج الحربء ما أكد لها ان اسرائيل المحمية من دول الغرب الكبرى وأخصها الولايات
المتحدة الاميركية تملك مقدرة عسكرية هائلة يصعب على الجانب العربى ان يتفوق عليهاء
واستنتجت,؛ في ضوء ذلك, ان تحقيق شعار تحرير فلسطين بكاملها وازالة اسرائيل من الوجود أمرليس
في متناول العرب. وكان من شأن استخلاص كهذا ان يدفع اصحايه الى الميل نحوتسوية سققها ازالة
آثاى العدوان القائم الجديد. أمّا الجانب الفلسطينيء فقد رأت غالبيته؛ ان الذين تعرضوا للهزيمة في
الحرب هم قادة الانظمة العربية. وقد نسبت هذه الغالبية أسباب هزيمة هؤلاء القادة الى عوامل ذاتية
تتصل بقصور استعد اداتهم في هذا المجال أوذاك؛ واخطاء ادارتهم للصراع في هذا الميدان أوسواه.
كما رآت الغالبية الفلسطينية ان الطاقات الفعلية لشعوب الامة العربية لم تستخدم في الصراع» وان
بامكان سياسات اخرى غير التى مورست من قبل الانظمة أن توفّر الظروف الملاتمة لهذه الطاقات
كي تستخدم في الصراع بحيث يمكن: ليس فقطء مواجهة العدوان القادم» بل المضي في المعركة حتى
تحرير فلسطين. ووجدت الغالبية الفلسطينية» في نتائج الحرب: ما يبرهن على صحة ما دأبت على
التحذير منه؛ وهى ان مخاطر التوسّع الاسرائيلي لا تطال أرض فلسطين؛ وشعبها وحدهما فحسبء بل
تطال البلدان العربية كافة, واستخلصت, في ضوء ذلك؛: أن هذه البلدان ستجد نفسها ملزمة على
خوض الصراع واستخدام طاقاتها كافة فيه. وبحصيلة هذه الرؤية؛ تشبثت الغالبية الفلسطينية
بهدف تحرير فلسطين وازالة اسرائيل وأخذت تحث شعو الدول العربية على التشبث به وتدعوها الى
مقاومة أي ميل الى التسوية لدى حكامها.
هذا التشددء القديم المتجدد, عززته تأثيرات الانطلاقة الواسعة التي شهدها العمل الفدائي بعد
كارثة حزيران (يونيو) 1177. وقد اعتقد الفلسطينيون انهم بنشاطهم الآخذ بالاتساع؛ وبالتضحيات
الهائلة التي يقدمونهاء انما يصنعون نموذجاً لا بدٌ ان تحتذي الشعوب العربية به.
وهكذاء وياستثناء الشيوعيين الذين رأوا في نتائج الحرب برهاناً جديداً يؤكد على عقلانية دعوتهم
السابقة الى التسوية» فإن غالبية الفلسطينيين اندفعت نحو مزيد من الرفض للتسوية.
العدد 15١-78٠ آذإر ( مارس ) تيسان ( ابريل ) ١5515 شؤون فلسطزية 517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)