شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 66)
- المحتوى
-
سح فكرة التسوية في الساحة الفلسطينية...
الأعباء الثقيلة التي يرتّبها عليها استمرار الصراع العربي الاسرائيلي ومنها تأثيرات هذا الصراع
على علاقات هذه الاطراف بدول الغرب المؤيدة لاسرائيل. وكان من الطبيعيء ازاء عاملين قويين كهذين
العاملين: آلا تفلح نداءات الشقيري ومحاولاته لاستنهاض الهمم والنخوات العربية العتيقة في
الحيلولة دون غلبة الاتجاه الى التسوية على الساحة العربية. والواقع؛ أن رئيس م.ت.ف. خرج من
المؤتمر وقد أغضب الجميع؛ نقمت عليه سوريا لأنه لم يحتذ بموقفها في مقاطعة المؤتمرء ونقمت عليه,
أيضاًء القيادة الناصرية لأنه لم يظهر ما يلزم من التفهّم لحاجتها التي أملت عليها سياسة غير
متشدّدة ازاء الغرب أى أي من أصدقائه العرب. ووجدت السعودية والاردن ولبنان أسباباً جديدة
تنضاف الى الاسباب السابقة» لتنقم على الزعيم القلسطيني.
لقد وجد الشقيري نفسه معزولا بعد قمة الخرطوم. وقد تزامنت عزلة الشقيري العربية مع
الصعود الكبير في وزن منظمات العمل المسلّح الفلسطينيء أى «حملة البنادق»» وفق الوصف الذي
شاع كتسمية لناس العمل الفدائي الناهض. وبالرغم من معرفته بذلك كله؛ واصل الشقيري جهوده
ضد التسوية؛ وعندما عقدت الجمعية العامة للامم المتحدة دورتها الخاصة لمناقشة الوضع في الشرق
الاوسط: أذاع رئيس المنظمة: في ١7 تشرين الاول (اكتوير) 15117. بياناً كرّر فيه التأكيد على «ان
فلسطين بلاد عريية» ولا يملك أحد التناول عنها», وأعلن تشبث المنظمة بعروية فلسطين ومطالبتها
بعودتها الى الحظيرة العربية «من غير قيد أو شرط(١١). وفي هذا البيان أعاد الشقيري التأكيد على ان
المنظمة «ترفض أية مساومات على عروية فلسطين»(١), مخالفاً. بذلك. التوجه العام لغالبية الدول
العربية والتوجه الأعم لدول العالم الاخرى. ثم عندما اشتدت الحملة ضد الشقيري متهمة اياه بأنه
دعا الى القاء اليهود في البحرء وف معرض تفنيده لبنوب هذه الحملة ودفعه للتهمة: وجه الزعيم: الذي
تزايد منتقدى سياسته: بياناً الى يهود اسرائيل ليوضح موقفه من هذه المسألة. وحتى في هذا البيان
الذي يخاطب المجتمع اليهودي, لم يظهر الشقيري أي لين في تشبثه بعروبة فلسطين كاملة ونفي أية
حقوق خاصة لليهود فيهاء كما لم يظهر أي تساهل في رفضه للتسوية. وقد جاء في هذا البيان أن دلا
سلام بين السارق والمسروق» والغاصب والمغتصبء مهما طال الزمن وطالت التضحيات92''). وعن
رؤيته لمستقبل اسرائيل» قال الشقيري في البيان: «سنحارب اسرائيل حتى تزول»؛ ووصف الحرب ضد
اسرائيل بأنها حرب مقدسة. واذا حدث ان خسرها جيل عربي «فستواصلها الاجيال المقبلة من أبنائنا
وأحفادنا حتى تزول اسرائيل الدولة من الوجوب»!*'). أمًا رؤيته لمستقبل اليهود الموجودين في اسرائيل,
فتمثلت في دعوته اياهم الى مغادرة اسرائيل والعودة الى البلدان التي جاءوا منها. وقال الشقيري
بصدد هؤلاء؛ «انذا لا نريد ابادة اليهود أ القاء اليهوب في البحر»: لكنه حدّرهم من أن فلسطين لن
تكون وطن الهدوء والاستقرار الذي ينشدونه ما لم يعد اليها شعبها العربيء وما على اليهود؛ في ضوء
ذلك؛ الا أن يهاجروا الى البلدان التي جاعوا منها والتي يتوفّر لهم فيها الأمن والاستقرا على أساس
ان «هذه هي بداية الحل السلمي السليم»("2.
في غضون ذلكك؛ تكدّقت المناقشات الدولية في مجلس الامن الدولي؛ وتوّحجت باصدار
المجلس لقراره الشهير الذي حمل الرقم 587 للعام .١19717 هذا القرار رسم الخطوط العريضة
للتسوية التي يتبنّاها المجتمع الدولي. ونص على عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة» ودعا الى
انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية التي احتلتها في الحربء كما نص على ضرورة توفير حدود آمنة
لاسرائيل ومعترف يها من قبل الجانب العربي. ولم يتطرّق القرار للقضية الفلسطينية: الا انه دعا الى
حل مشكلة اللاجئين7'). وقد أعلنت مصر والاردن ولبنان قبولها بهذا القرار. وانفردت سورياء
العدد 55١-74٠ آذار ( مارس ) يسان ( ابريل ) 1551 هين فلسطنية م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)