شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 69)
- المحتوى
-
فيصل حوراني للد
وثغرات. كما رأى هؤلاء ان التحفظ من القرار ؟ 5؟: من قبل الدول العربية ومختلف القوى الوطنية
والتقدمية له ما يبرره؛ أمّا رفض القرار, بالاطلاق, فوجدوه «أمراً غير مقنع»(1").
والحقيقة؛ ان الجدل العربي العام والجدل الفلسطيني الخاص حول القرار ؟8؟, واختلاف
المواقف بشأنه بين الرفض المطلق والتحفظ والقبول؛ عكسا ما هو أعمق وهى الجدل حول تحديد هدف
العمل الوطنيء أهو ازالة آثار العدوان, أي تحرير الارض المحتلة في العام 219717 أم هى تحرير
فلسطين بكاملها؟ ونا كان الشيوعيون الفلسطينيون: العاملون» آنذاك: تحت راية الحزب الشيوعى
الاردنيء أيّدوا من قبل وجود دولتين في فلسطين: ولما كان هؤلاء رأوا ان الهدف بعد حرب العام 195717
هو ازالة آثار العدوان فقد كان من المنطق ان يتعاطواء بايجابية» مع المشروع الدولي للتسوية. وفي
المقابل» كانت المنظمات المسلحة؛ المشكلة من قبل فرقاء وطنيين فلسطينيين وعرب قوميين» ترى ان
الهدف هو تحرير فلسطين بكاملها وازالة الدولة الاسرائيلية, فقد كان من المنطقي» أيضاًء ان ترفض
القرار ؟4؟, خصوصاً, لآن هذه المنظمات كانت حديثة التجربة في الساحة؛ وكانت ما تزال تحمل
الكثير من الاوهام حول حجوم القوى العربية» وتغذّي رغبتها بأن تتمكن من استدراج هذه القوى
كافة وزججها في العمل ضد اسرائيل. وما من جانب فلسطيني رفض القرار ؟5؟ كم مال في مقبل الايام
الى التعاطي معه. الآ مرٌ بالتجربة الشاقة التي حررته من الأوهام.
الى جانب مواقف الشيوعيين؛ هناك موقف آخر انطوىء منذ ذلك الوقتء على شيء من التميّن
واشتمل على جانب من البذور الاولى للتطورات اللاحقة: ذلك هو موقف «فتح» من يهود اسرائيل. فقد
أصدرت «فتح»» في وقت مبكر من العام 1574 بياناً موجهاً الى الرآي العام العالمي؛ تطرّقت فيه الى
رؤيتها لمصير هؤلاء اليهوب: جاء فيه ان الفلسطينيين العرب عاشوا على أرض فلسطين كفغالبية في
البلاد على مدى أريعة آلاف سنة؛ وذلك جنباً الى جنب مع أقلية يهودية فيها. وتوقعت «فتح», في بيانها
هذاء ان الوضع مرشح للعودة الى ما كان عليه قبل اغتصاب الصهيونيين لفلسطين: واستشراء روح
العداء بين سكانها العرب واليهود. ورأت «فتح» ان فلسطين المحررة ستعود إلى أصحابهاء وعندها
«ستبدأ حقبة جديدة يعيش الفلسطينيون العرب واليهود مرة ثانية بانسجام»7"). وفي واحد من
أحاديته المبكرة: بعد تسميته ممثلاً ل «فتح»» وناطقاً رسمياً باسمهاء تحدث يأسر عرفات عن الموضوع
ذاته: فقال: «ان المسلمين والمسيحيين يعيشون جنباً الى جنب في البلاد العربية» وأنا اعتقد ان المجال
ذاته سيكون أمام اليهود» في فلسطين(8) . هذه الافكار التي ترددت في أوساط «فتح» وعكستها بعض
آدبياتها في ابّان التشدد الفلسطيني ضد التسوية؛ شكّلت الممهدات الاولى التي انتهت بالمنظمة
الفلسطيذية الأوسع انتشاراً الى جعل المطالبة باقامة دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش العرب واليهود
فيها بحقوق متساوية في صلب برنامجها. والواقع» ان رفع هذا المطلب من قبل «فتح» تمّْء بصورة
رسمية؛ في أواخر العام ١974 أو في وقت مبكر من العام 15159. وفي المؤتمر الدولي لنصرة الشعوي
العربية الذي انعقد في القاهرة في كانون الثاني (يناير) 1575: أعلن ممثل «فتم» في المؤتمر ان الحركة
الوطنية الفلسطينية تقاتل من أجل اقامة دولة فلسطينية ديمقراطية يعيش فيها الفلسطينيون بكل
طوائفهم؛ مسلمين ومسيحيين ويهوداً» في جتمع ديمقراطي تقدمي «ويتمتعون بحقوق متساوية»(1").
ويجدى أن «فتح» بدعوتها إلى الدولة الواحدة التي يعيش فيها العرب واليهوب» شاءت؛ وقت طرح
هذه الدعوة علناًء ان تتخذ لغة تجعل طروحاتها قريبة من القهم لدى الاوساط العالمية التي أولتها
المنظمة الفلسطينية أهمية خاصة: دون ان تتراجع» الا من حيث التسميات: عن هدف تحرير
54 شُوُون فلسطزية العدد .15١- 75٠ آذار ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 19501 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)