شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 71)
- المحتوى
-
فيصل حوراني طح
دروخ لاعادة التفكير
كان من شأن الفواجع التي شهدتها الساحة الاردنية وما اقترن بها من خيبات أمل فلسطينية
ازاء الدعم العربي للفلسطينيين أن فتحا مزيداً من الأعين لرؤية المساقة الشاسعة التي تفصل بين
ما رسمته المنظمات من أهداف أو تصورته من أوهام وبين واقع الحال. وبمقدار ما يتعلّق الامر
بالموضوع الذي نتصدى لتابعته هناء فان دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثامنة التى انعقدت بعد
احداث أيلول (سبتمبر) 2197١ اتخذت القرار الشهير الذي نصّ على دان دولة المستقبل في فلسطين
المحررة من الاستعمار الصهيوني هي الدولة الديمقراطية الفلسطينية التي يتمتع الراغبون بالعيش
بسلام فيها بالحقوق والواجبات نفسها»7؛"). ويهذاء بدأ دخول الشعار الذي تبثته «فتع»؛ بشان
الدولة الديمقراطية؛ في البرنامج السياسي الفلسطيني العامء وان تم ذلك على استحياء ويعبارات
ينقصها الجزم؛ والوضوح. وكانت دورقتا المجلس السابقتان على هذه الدورة رفضتا تبنّي هذا الشعار.
وقد الا تكون لتبنّي الشعار المذكور, مثلما لم يكن لرفعه من قبل «فتح»؛ قيمة عملية كبيرة. الا ان هذا
التبني شكّل مؤشراً نحو العقلانية, وعكس عمق الحوارات التي اشتدت على الساحة الفلسطينية بعد
فاجعة أيلول (سبتمبر) ,1917١ وأظهر ان من غير المتعذر اختراق جدار الرفض المتصاب.
هذا التطوّر تزامن مع تعزّز تهجهات أخرى ايجابية على ساحة العمل الوطني الفلسطيني» حيث
تعرّزت النزعة لتأكيد استقلالية هذا العمل, وتقوّى التشبث ب م.ت.ف كممثل شرعي وحيد ضعب
فلسطين مسؤول عن صوغ مستقبل هذا الشعبء وتأكدت الحاجة لتمتين الوحدة الوطنية وتوسيع
الهوامش المشتركة بين القوى المختلفة المنضوية تحت لواء م.ت.ف. ان التداخل بين هذه التوجهات
أمر بين يكاد يكون بغير حاجة للبرهنة على وجوده. ففي تعزيز الاستقلالية الفلسطينية وتوسيع
الهوامش المشتركة الكثير ممًا يساعد على التبصّر بالواقع ونبذ الاوهام. وقد ساعد هذا كله. باقترانه
بتنامي الالتفاف الفلسطيني حول م.ت.ف. وتضخم مسؤولياتها وتكاشر الاعباء والتضحيات
المفروضة عليهاء في انبثاق أصوات متعقلة تجهر بالدعوة الى المطابقة بين الاهداف والامكانيات. وقد
أنضافت تأثيرات هذه الاصوات الى التأثير الذي مارسه الشيوعيون من قبل؛ والى تأثير المحيط العربي
والدولي» وتمخْض عن هذا كله ان تشكّل من هذه الاصوات تيار أخذ نشاطه يتعزن أول بأول. وف
البرزخ الممتد بين أيلول (سبتمير) 197١ وتشرين الاول (اكتوبر) 151. تعرّز وجود هذا التيار
وانتقلت دعوته الى الواقعية من الاحاديث التى تدور في المجالس والاجتماعات المغلقة الى العلن المتمثل
في الصحافة والاذاعات والندوات والاجتماعات المفتوحة. ونستطيع» من خلال معايشة هذه الفترة في
حواراتها السرية والعلنية؛ ان نجزم بأنها هي التي تأسس فيها التحول من موقف التشبث بالهدف
المطلقء ورفض ما هو أقل منهء الى الانفتاح على الواقع والتبصّر بالاحتمالات المتاحة والاستعداد
للتعاطي؛ بايجابية» معها. صحيح ان الخطاب الفلسطيني المعلن بقي خلال هذه الفترة, في الاعم
الاغلبء على حاله السابقة؛ وان الجملة الثورية الطانة الرئّانة بقيت هي الغالية في هذا الخطاب. لكن,
صحيح: » أيضاًء أن رؤية جديدة لموازين القوى القادمة أخذت تفصح عن نفسها هي الاخري. حدث
ذلك بعبارات فصيحة ومباشرة؛ في بعض الاحيان» وبعبارات ملتوية» في أحيان أخرىء غير ان دلالة
وجود التوجهات الجديدة لم تغبء في الحالتين. وقد أدى هذا كله الى اعطاء قوة دفع ونشاط وتشجيع
لدعاة الواقعية: وخلق الاجواء الملائمة لاستمرار التحولء وبدت الساحة الفلسطينية وكأنها بانتظار
حدث كبير طاغ كي يبلغ التحوّل تمامه.
07 شْوُونُ فلسطزية العدد :55١- 54١ آذ إن ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 1955 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)