شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 106)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 106)
المحتوى
ب محددات الفكر السياسي للعرب في اسرائيل
الى عكسه تماماًء لأن سرعة التبلور القيادي في الضفة والقطاع: بالتوازي مع نمى حركة المقاومة
الفلسطينية ومكانة السياسة الفلسطينيةء ضاعف حجم الضغوط على الذين أرادوا اتخاذ موقف عدم
التحيّز من العرب في اسرائيل. وبالنسبة للأجيال الشابة؛ تحديداء برزت معضلة على المستوى
الفكريء جوهرها ان معرفتهم المتفوقة بجغرافية اسرائيل ولغتها وعاداتهاء جعلتهم عرضة للضغوط
الخارجية للمشاركة في أنشطة المقاومة(؟"). فظهرت بينهم توجهات لممارسة العنفء وأرتبط بعضهم
بتنظيمات المقاومة الفلسطينية في الضفة والقطاع وخارجهما(”*), مما أبرز ميولاً للمشاركة في نهج
العنف والمقاومة المسلحة كسبيل لحل القضية الفلسطينية؛ وهي ميول لم تكن ملموسة؛ من قبل» بين
العرب في اسرائيل(1"). وكلّما اكتشف مشاركات في العنف من جانب الشبيبة العربية في اسرائيل» كلما
ازدادت مشاعر عدم الثقة من جانب المجتمع اليهوديء وتصاعدت من ثم العداوة تجاه العرب»
وتوسّعت دائرة الشكوك المتبادلة بين الجانيين(07).
لقد كان زوال القاصل الجغرافي بين شطري فلسطين التاريخية عاملاً هاماً في تطور الفكر
السياسي للعرب في اسرائيلء لا سيما في جوانبه الخاصة بنمى المشاعر الوطنية وصحوة البعد
الفلسطيني وبعث الثقة في الذات الوطنية. على أن تمائل السياسة الاسرائيلية على الجانبين كان»
بدوره» عاملاً حاسماً في هذا الاطار. حدث هذا التماثل في أكثر من ناحية: في مصادرة الارض ويناء
المستوطنات وسياسة التهويد وذهب الموارد المائية وإعاقة التطوّر الزراعي والصناعي بكل قسوة؛ الخ.
وإذا كان الوضع القانوني للعرب في اسرائيل» كمواطنين في الدولةء اختلف عن وضع أهالي الضفة
والقطاع؛ فان المعاملة التي تلقاها الطرفان من الغالبية اليهودية الحاكمة؛ كانت متماثلة: وهذاء طيقاً
للبعض» أنتج مشاعر مشتركة بين الجاتبين» » بحكم وحدة منبع العداوة(07),
وفي غمار المستجدات التي فرضتها نتائج حرب العام 19717 جاءت نتائج حرب تشرين الاول
(اكتوير) 19177 وما صحبها من شعور نسبي بالثقة والاطمئنان: وما لحقها من تصاعد للعامل
الفلسطيني في الصراع عمومأ("): كي تأجج الفكر السياسي في الوسط العربي في اسرائيل من
منطلقات جديدة, وتساهم في استقطاب هذا الفكر بين تيارين رئيسين: فمن جانب؛ طالب الشيوعيون,
على الدوام؛ بضرورة التضامن مع سكان الضفة والقطاع» لكنهم ظلوا على حذر من المضي الى أبعد من
ذلك؛ كما أكدوا دوماً. أنه يجب أن يكون هناك سبيلان ومنظوران مختلفان لحل مشاكل المجموعتين
السكانيتين. فبالنسبة للعرب في اسرائيل» يجب الاعتراف بهم كأقلية قومية ذات حقوق متساوية ضمن
الدولة. وبالنسبة لسكان الضفة والقطاع؛ يجب قيام دولة فلسطينية. ومن جانب آخرء ظهرت أفكار
العناصر والحركات الاكثر جذرية وراديكالية: التي مالت الى تأكيد الروابط بين كل أبناء الشعب
الفلسطيني, وعلى ضرورة الكفاح المشترك ووحدة الهدف. وكانت النقاشات بين هذين التيارين حادة
في أغلب الاحيان**). والحقء أن الخلاف الفكري حول علاقة مستقيل العرب في اسرائيل بمسار
القضية الفلسطينية؛ لم يكن مستحدثاً بعد العام 15717 فقد سبق لفعاليات عربية في اسرائيل قبل
حرب حزيران (يونيوى) 1571, أن عبرت عن رؤى متباينة؛ نسبياً. بهذا الخصوص. غير ان هذا
الاستقطاب أصبح أكثر الحاحاً ووضوحاًء بفعل نمو الحركة الوطنية الفلسطينية؛ وتميّز البعد
الفلسطيني في الصراع العربي. ‏ الاسرائيليء والتحول العميق من الهوية القومية الى الهوية
الفلسطينية (45).
إن احدى الحقائق المستجدة بعد العام !191 في الحياة السياسية للعرب في اسرائيل»
العدد ‎54٠‏ -181/ آذار ( مارس ‎ )‏ تيسان ( ابريل ) 11317 لشثين فلسسزية 16
تاريخ
مارس ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2350 (11 views)