شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 10)
المحتوى
حل استراتيجية التنمية ف فلسطين
جديدة فحواها تلبية الحاجات الاساسية. وسوف نناقش الاستراتيجيات بشكل مختصي ثم نحاول
التعرّف على بعض الافكار المتعلّقة باستراتيجية التصنيع في دولة فلسطين.
استراتيجية احلال الواردات: يتلخُص جوهر هذه الاستراتيجية في انتاج السلع الصناعية
المستوردة محلياً؛ وهذه هي الاستراتيجية الاولى التي طبّقت في معظم الدول التي سعت الى التصنيع.
وقد اعتبرت هذه الاستراتيجية الخطوة المنطقية الاولى للتصنيع بسبب توفر السوق والمعرفة
بخصائص السلع المطلوبة» وامكانية توفير حماية للسلع المحلية من المنافسة الاجنبية في المراحل
الاولى. وساعد في نشوء هذه الاستراتيجية تدي أسعار المواد الخام التي تصدرها الدول النامية,
وتردّي شروط التبادل التجاري بالنسبة لها مما انعكس في تدنّي ايرادات الدول من العملات الاجنبية.
وقد تمّ تطبيق هذه الاستراتيجية بشكل واسع في بلدان آسيا والعالم العربي لكن نتائج تطبيق
هذه الاستراتيجية في تصنيع الدول النامية جاءت غير مشمجّعة. وأخذت فعاليتها تتقّص بشكل
لحوظ في أواسط عقد الستينات, لأن تلك الصناعات اعتمدت بصورة أساسية على تكنولوجيا
مستوردة؛ ومواد خامء ومواد وسيطة مستوردة أيضاً. وبذا فان التقليص في المستوردات من السلع
الصناعية الجاهزة رافقه ارتفاع في قيمة المستوردات من السلع الوسيطة والتكنولوجيا. وكانت النتيجة
فشل هذه الاستراتيجية في تعديل وضع الميزان التجاري.
كما ان احلال الاستيراد ركز على انتاج السلع المطلوية من قبل الفئات الميسورة من السكان التي
كانت قادرة على شراء السلع المستوردة؛ وبسيب اعتمادها على تكنولوجيا مستوردة ومتقدمة نسبياً,
فهي لم تنجح في توظيف أعداد كبيرة من العاملين: أى حل مشكلة البطالة وخلق دخول ذات تأثير
ملموس في توسيع السوق المحليء وبالتالي زيادة الطلب على منتجاتها. لذا فقد ظلت سوق تصريف هذه
المنتجات ضيقة ومحدودبة مما أدى الى تعطيل الطاقات الانتاجية فيهاء وحال دون توسّعها.
وترجع المصاعب التي نشأت نتيجة تطبيق استراتيجية احلال الاستيراد إما الى خصائص سوق
البلدان النامية؛ وإما الى طرائق احلال الاستيراد ذاتهاء أي ان النتائج السلبية للتنمية المستبدلة
للاستيراد لم تنشاً نتيجة استخدام هذه الاستراتيجية بحد ذاتهاء بل بسبب طموح البلدان النامية
الى التكيّف مع آلية السوق بدرجة أكبر مما كان مسموحاً به في أثناء تحقيق هذه الاستراتيجية. من
بين الخصائص التى عرقلت نجاح هذه الاستراتيجية: بنية الطلب في الدول النامية التي يغلب فيها
الطلب على المصذوعات الجاهزة: مما أدى الى تركيز التصنيع في انتاج السلع الاستهلاكية؛ واغقال
أهمية تصنيع المواد الوسيطة ووسائل الانتاج» مما جعل عملية التصنيع تنشأ على قاعدة استيراد
البضائع الوسيطة؛ كما أن عدم التكافؤ في توزيع الدخل في الدول النامية ونشاط الاحتكارات
الاجنبية يثيران تنوّعاً كبيرأ في الطلب على الرغم من مقاييسه المطلقة المتدنية, حيث يتم استهلاك معظم
السلع التي تستهلك في الدول المتطورة.
وتعتبر استراتيجية التصنيع مدفوع الطلب احدى أشكال هذه الاستراتيجية» حيث يتم التركيز
هنا على أن يبدأ التصنيع بالصناعات الاستهلاكية؛ انطلاقاً من تومّر الطلب في الداخل على السلع
والمنتتوجات. وتقوم حجة مؤيدي هذه الاستراتيجية على أساس انه لا يمكن زيادة الاستثمارات
الصناعية دون توفر السوق المحلي بالنسبة لمنتجاتهاء أي أنه لا يمكن انشاء صناعة معيّنة قبل توفر
الطلب الكافي في الداخل على منتجاتها. ‎١‏
العدد 547-787 أيار ( مايى ‎ )‏ حزيران ( يونيى) 15917 لتْؤُون فلسطيفية 35
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1599 (13 views)