شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 53)
- المحتوى
-
العميد د. هيثم الكيلاني سس
عن هواجسها الدائبة من أجل تعويض الفارق الكمي بفارق نوعي.
وتعترف الادبيات العسكرية الاسرائيلية بأن الحفاظ على التفوق النوعى ليس أمراً ميسوراً دائماً»
فالجيوش العربية تساير التطوّر التقاني العسكريء وتجدّد أسلحتها وتزيد في تراكمهاء وتحوز نظم
سيطرة وقيادة واتصال حديثة اضافة الى الخبرات العملياتية التي تتراكم فيهاء والمهارات العلمية
والتقنية التي تزداد نمواً بمرور الزمن. وجميع هذه العوامل تدل على ان التفوّق النوعي الذي تملكه
أسرائيل ليس عنصا ثابتا بالضرورة, وهو قابل للضمور بقدر ما تردم الدول العربية فجوة التفوق
النوعي . وهى أمر قد يتحقق. واذا ما تحقق» فان تكتلاً عسكرياً عربياً محدوداً قادر على ان ينصب
تحدياً أمام العسكرية الاسرائيلية» قد تعجز هذه عن الرد عليه؛ أوقد تجد صعويبات وعوائق في الرد
عليه؛ أو قد يكون الرد وهذا في أقل تقدير غالي الثمن جداً.
وف هذا الاطار, لا يجوز لنا ان تُعلي من قيمة الكثافة البشرية العربية في حساب مكونات ميزان
القوى. ذلك ان دروس الحروب المعاصرة, ومنها حرب الخليج (1550 .)١111- علمتنا ان الكثافة
البشرية لم تعدء بعد حدٌ معين, مزية كبيرة بالمقارنة مع التطوّرات المدخلة على أنظمة الاسلحة التي
بدأت تعيش الطور الثالث من الثورة التقائية, حتى أنه يمكننا القول ان المعادلة بين الحوامل البشرية
من جهة؛ والعوامل المادية التقانية من جهة أخرى في الحرب الحديثة تغيّرت لمصاحة الشطر الثاني
من المعادلة. ونا أن نلحظ من قبيل المثل إن المحتوى التقاني لأنظمة الاسلحة في حرب العام
77 في الجانبين العربي والاسرائيلي كان قريباً من حالة التوازن. بيد أن هذه الحالة عادت فاختلت
في حرب لبنان العام 19/7., واستمر هذا الاختلال التقاني في النمى بسبب تنامي العلاقة
الاستراتيجية الاميركية - الاسرائيلية» وحجب التقانة العسكرية والصناعية المتطوّرة عن الجانب
العربي.
وتكرر الادبيات العسكرية الاسرائيلية القول إن التقوّق النوعي للجيش الاسرائيلي يعوض التفوق
الكمي للجيوش العربية اذا تراوحت نسبة الفرق في الكمين الاسرائيلي والعربي بين 7/١ و١/”. أما
اذا فاق الكم العربي ثلاثة أمثال الكم الاسرائيلي. فان الكيف الاسرائيلي قد لا يستطيع تعويض هذا
الفارق. ومن الجدير بالذكر, ان اسرائيل حشدت في جميع الحروب والمعارك العربية الاسرائيلية
ما عدا في الايام الاولى من حرب العام 15177 - قوات عسكرية تفوق القوات العربية المشاركة في
القتال.
أن الحديث عن «التفوق النوعي الاسرائيلي» يقودناء حكماًء الى تلمّس آثار العون العسكري
الاميركي المستمر لاسرائيل باعتباره العنصر الرئيس الذي يجعل التفوق النوعي الاسرائيلي أمنأ
واقعاً وممكناً. وباعتباره, أيضاً عوزاً لا يحدّه ظرف أو مانع أى سيب قاهرء وانما يصبء دوماً
وباستمرارء في قناة القوة العسكرية الاسرائيلية, ويتدخل في أي وقت من الأوقات الى جانب اسرائيل:
ليعينها على نصر (حرب العام 1571١)؛ أو لينقذها من هزيمة (حرب العام 197/7). وليس في الحروب
المحلية التي وقعت في مختلف أنحاء العالم منذ العام 154 حتى اليوم: ما يماثل العون العسكري
والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي الاميركي لاسرائيلء نوعاً وشكلاً وحجماًء وفي الوقت المناسب»
والمكان المتاسب.
لقد جعل هذا العامل العون الاميركي لاسرائيل جميع موازين القوى في الصراع العربي -
الاسرائيلي ترجح لمصلحة اسرائيل ضصد العرب. . وحتى لا نخوض في عدد كبير من الادلة والشواهد
وال مراجع على صحة هذه المقولة, نشيرء بايجاز شديدء الى وإقعتين ذاتى دلالة أثرتا في مجريات
[دن هون فلعطيزية العدد 547-1757 أيار ( مايى ) حزيران ( يونيى) 15517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)