شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 55)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 55)
المحتوى
العميد د. هيثم الكيلاني حسم
العسكرية الاسرائيلية» وتعزيز قوة الردع الاسرائيلي» بتوفير امكانية اعتراض الصواريخ بعيدة المدى
- وصاروخ ياتريوت الذي أذّى دوراً كبيراً وهاماً في حرب الخليج أحد منجزات برنامج حرب الفضاء -
وتدميرها قبل بلوغ أهدافها. يضاف الى ذلك, ان التقانة المطلوبة لتحقيق هذا الغرض لا بدّ ان تكون
لها تطبيقات تتفع في مضادّة الصواريخ التقليدية أرض ‏ ارض ذاأت المسارات غير الباليستية والعاملة
في المنطقة لدى دول عربية عدّة ولدى اسرائيل أيضاً » ويخاصة إن أشعة الليزر التي ستستخدم قف
المحطات الفضائية هي موضع اهتمام العلماء الاسرائيليين» الذين تشير المعلومات الى انهم احرزوا
تقدماً في مجال أبحاث ‏ الليزر في السنوات الاخيرة. وعلى هذا فان استخدام الليزر كسلاح تدميري
(وليس» فقط, كحاسب بعد أومسافة) سيفتح أمام اسرائيل مجالاً لاقتباس نظام مصغر ومعدّل للنظام
الفضائي الاميركي الذي تشكّل أشعة الليزر أحد أسلحته.
ويفترض في نظام شمولي علمي دقيق» كنظام حرب الفضاءء ان يشتمل على وسائل للرصد
والانذار والقيادة والسيطرة والتوجيه جد دقيقة وفعّالة, بغية الكشف من الصواريخ المعادية لحظة
أطلاقهاء ثم ادارة العمليات المضادة. والى جانب هذاء لا بدّ من ان تكون هناك قدرة جد دقيقة
وحساسة على التفريق ما بين الرؤوس الحربية الحقيقية وتلك المموّهة أو المزيّفة, وان تتوافر وسائل
فمّالة لاختراق الدفاعات الفضائية والارضية على حد سواء. وفي هذه المجالات كلهاء ثمة منافع
لاسرائيل تستطيع اقتناصها واستخد امها من أجل تطوير قدراتها على الدفاع ضد الهجمات الفضائية
- الجوية المختلفة.
يمكننا القول, ان اسرائيل استفادت من المبادرة الاميركية استفادة جلى في اتجاهين رئيسين,
هدفا الى تعزيز التفوّق العسكري على مجموع الدول العربية؛ والى تغيير ميزان القوى تغييراً جذرياً:
الاول» هى ان الدعوة الاميركية لاسرائيل كي تسهم في برنامج المبادرة تفتح الباب أمامها للمشاركة في
أضخم برنامج عسكري ‏ علمي في التاريخ المعاصر. وهذا ما يساعدها على ان تبقى في خط التقانة
الامامي» ويعود عليها بمنافع كثيرة حيوية في مجال استجلاب الاموال الاميركية اللازمة للبحث
العلمي: واغناء قاعدته التقنية؛ وتبادل المعلومات والخبرات مع أهمّ العلماء والاختصاصيين في مجال
الدفاع؛ داخل الولايات المتحدة الاميركية وخارجها . ويذهب أصحاب هذا الاتجاه الى ان برنامج محري
الفضاء» من شأنه ان يقدّم بعض الحلول لمتطلبات اسرائيل الدفاعية والحربية والاقتصادية. آم
الاتجاه الثاني» فيهدف الى استثمار الدعوة الاميركية من أجل ايجاد الدفاعات والوسائل المضادة
لوسائل الايصال البعيدة المدى (الصواريخ) الحاملة للرؤوس النووية؛ وذلك في ضوء احتمال تحوّل
منطقة الشرق الاهسط الى ساحة سباق نووي. وعلى هذاء فان أنصار هذا الاتجاه يعتبرون ان
التقانات المنبثقة عن برنامج حرب الفضاء الاميركي سيكون لها تأثيرات وتطبيقات مباشرة على الميزان
العسكري العربي ‏ الاسرائيي. ويرى هؤلاء, أيضاًء انه لا يجوز استبعاد نشوء وضع تتوافر فيه
عوامل وظروف لا تكون اسرائيل فيها قادرة ‏ لأسباب ديمغرافية وجغرافية على ادامة رجحان ميزان
الرعب أو الردع النووي لمصلحتهاء أو حتى على استعمال السلاح النووي نفسه. ومن هناء ينتهي
أهل وجهة النظر هذهء الى ان البرنامج الاميركي سيفتح أمام اسرائيل أبواباً متعدّدة لاختيار وسائل
دفاعية جديدة تقوم على أسس التقانة الحديثة المتطوّرة التي لا يحتمل ان تتوافر للعرب, الآن, أو في
المستقبل القريب.
واضافة الى هذا كله؛ لا تزال تأكيدات الولايات المتحدة الاميركية لاسرائيل بأنها ستعمل» دائماً»
على ضمان تفسوق اسرائيل العسكري على العرب تتكرر في مناسبات وأشكال مختلقة. ففي بيان
غ6 مون فلسطزية العدد 147557 أياى ( مايى) ‏ حزيران ( يوني ) 19517
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)