شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 57)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 57)
المحتوى
العميد د. هيثم الكيلاني لل
رابعاً- السلاح التووي والميزان
لا يمكن لأية دراسة خاصة بالميزان العسكري العربي ‏ الاسرائيلي ان تهمل العامل النووي
وأثره في الميزان. وهو عامل لا يزال» حتى اليوم: قاصراً على الكفة الاسرائيلية دون العريية. وبالرغم
من ان أسرائيل لم تعلن بعدء عن حيازتها السلاح النووي» فثمة تأكيدات متواصلة على ان أسرائيل
تملك سلاحاً نووياًء وان لديها كمية من القنابل النووية تتراوح بين مئة ومئتين(١"),‏ وانها لا تعلن عن
امتلاكها هذا السلاح لسببين رئيسين: أولهماء اخراج السلاح النووي من أية عملية لنزع السلاح
النووي أو أسلحة التدمير الشامل في منطقة الشرق الاوسط. وثانيهماء ارهاب العرب بسلاح رادع
خفي تشهره اسرائيل في الوقت المناسب؛ أي حين الوصول الى عتبة الخطر التي لا بدّ عندها من
استخدام السلاح النووي.
وهناك مراجع أخرى تعطي تقديرات مغايرة» كمثل ذلك الكتاب الاميركي الذيٍ أُصدر في العام
0, وقال فيه مؤلفه ان ترسانة اسرائيل من القنابل النووية أوسع وأكش تقدماً من التقديرات
السائدة!''). وقدّر مؤلف الكتاب ان لدى اسرائيل «المئات» من الرؤؤوس النيوترونية محدودة الفعالية,
وان كثيراً منها مصنوع على شكل قذائف مدفعية وألغام أرضية: فضلاً عن القنابل الهيدروجينية. في
حين ل بعض المسؤولين الاميركيين خلصوا الى ان ترسانة اسرائيل النووية أقل من ذلكء فهي لا
تتعدى * رأساً9".
وليس لنا الا ان نأخذ هذه المعلومات - ومصدرها مراكز بحوث ودراسات استراتيجية وعسكرية
وتصريحات وتعليقات سياسية منشورة في أورويا وأميركا ‏ مأخذ الجدء ونفترض وجود السلاح
النووي لدى اسرائيل. وثمة اعتراض على هذا المحىء يستند الى حرب العام 1937/7, ومفاده أن
اسرائيل لم تستخدم سلاحها النوويء ولم تهدّد باستخدامه حينما تعرض أمنها لخطر شديد . وفي
الرد على هذا الاعتراضء يمكن القول ان ذروة الخطر التي بلغتها اسرائيل في حرب العام 1519 لم
تصل الى العتبة التي يصبح عندها استخدام السلاح النووي حتمياً؛ كما أن التزام الولايات المتحدة
الاميركية انقاذ اسرائيل من المأزق الذي وضعها فيه الهجوم المصري - السوري أخرج السلاح
التووي من إطار حتمية الاستخدام.
ويستند أنصار حيازة اسرائيل للسلاح النوويء سواء من أهل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية,
أى من الصهيونيين المظاهرين للتوجه النووي الاسرائيليء الى حجة قوامها قلق اسرائيل من الفارق
الكمي» البشري والسلاحي التقليديء بينها وبين العرب. فمن المؤكد ان هناك حدّاً اذا بلغته اسرائيل
في تسلّحها فقد بلغت حد الاشباع الذي لا مزيد عليه. وفي هذا المجال, يستطيع العرب من الناحية
النظرية على الاقل ‏ ان يكون حدّ تشبعهم بالسلاح فائقاً على الحدّ الاسرائيلي بدرجات كبيرة. ومن
هناء تنطلق الحجة التي أشرنا اليهاء وبخاصة أن حرب العام 111/7 وحرب الخليج (- 195 1951)
دعمتا هذه الحجة بالوقائع.
ثمة حجة ثانية تتذرع أسرائيل بها » مفادها أن الاعتماد على الولايات المتحدة الاميركية في حماية
أمن اسرائيل سياسياً يأ وعسكرياً اعتماداً مطلقاً قد يخضع لبعض المتغيرات التي تضعف درجة ذلك
الاعتماد. ولذا » فان الاعتماد على الذات هو الملاذ الاخير الذي قد تواجهه اسرائيل في ظرف ما من
الظروف. وهنا يبدى السلاح النووي الأداة المثلى في الاعتماد على الذات.
لمن شُرُون فلسطزية العدد ”55 ؟5؟, أيار ( مايى) ‏ حزيران ( يونيي ) 1451
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)