شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 89)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 89)
- المحتوى
-
د. سلمان رشيد سلمان
البشري في خدمة المعركة. وبذاك ازدادت ميزانية اسرائيل العسكرية حتى يلغت ٠١ بالمئة من دخلها
القومي العام ,», وتسببت في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف جندي اسرائيلي!*.
ولخْص عيزر وايزمان تأثير حرب الاستنزاف على نظرية الامن القومي الاسرائيلي بقوله:
«دون تحليل ادارة الحرب خلال الاعوام 19717 - 19176 ليس من الصعب أن نفهم كيف وصلنا
الى هذا الواقع, ولأسباب معروفة استطيع أن أقول ذلك في خطوط عريضة؛ في هذه الحرب»
اختفت من قاموس جيش الدفاع الاسرائيلي القاعدة التي كانت؛ دائماًء الشمعة التي تضيء
طريقنا خلال السنينء وهي انه اذا نشبت الحرب فاننا سننقلها الى أرض العدى7'"). لقد أدركت
القيادة المصرية بأن ميزان القوى العسكري لصالح اسرائيل»ء سواء على الصعيد التقليدي أو
النوويء وأدركت أن حرب الاستنزاف لا تجرد اسرائيل من عنصر المباغتة, بل تجردهاء أيضاًء
من التلويح بالسلاح النوويء وفي الوقت عينه تمكنها من بناء قوة مقاتلة مصرية تتصدّى, يومياً,
للوجود العسكري الاسرائيلي.
أعرب الكاتب الاسرائيي» شلومى اهرنسونء عن اعتقاده بأن العامل النووي هى الذي دفع
عبد الناصر لتبتي سياسة الاستنزاف والاعتماد على الاتحاد السوفياتي لتحييد الولايات المتحدة
الاميركية» وغير استراتيجيته من محاولة القضاء على اسرائيل الى اتباع الحرب المحدودة("". ولا
شك بأن حرب الاستنزاف عيّرت عن فهم عميق للعوامل التي تحدّد الصراعء. وتصاعدت هذه
الرؤية لتصل الى حرب تشرين الاول (اكتوبر) ١9377 والتي كان بالامكان ان تتخذ مساراً آخر
لى لم تتغير القيادة السياسية المصرية. وبالرغم من ذلكء فان هذه الحرب» خاصة في مراحلها
الاولى» تعتبر انتصاراً للارادة المصرية؛ لأن القيادة العسكرية المصرية أدركت مواطن القوة
والضعف ف الجانب الاسرائيلي. ومن هناء تمّ استخدام الاسلحة المضادة للدروع بشكل جيد
أدَّى الى وقوع خسائر كبيرة لدى القوات المدرّعة الاسرائيلية» كما أن وجود مظلة الصواريخ
المضادة للطائرات على جانبي القناة منع أسرائيل من الاستفادة من أقوى عناصر تفوقها
المسكري آلا وفق سلاح الطيران. في هذا الوقت, سرّبت اسرائيل معلومات مفادها تنصيب كلاثة
عشر رأساً نووياً في سيناء موجهة نحو المدن المصرية27), واستخدمت هذه المعلومات كفطاء من
قبل الولايات المتحدة الاميركية لبناء الجسسر الجوي لاسرائيل لتزويدها بالسلاح.
ان ما نطمح الى تبيانه, هناء هى تطوّر النظرة لدى القيادة المصرية في ادارة وفهم الصراع الحربي
- الاسرائيلي وتحييد عناصر القوة الاسرائيلية» سواء كان ذلك بتحييد الرادع النووي الاسرائيلي أى
بتجريد اسرائيل من تحقيق ضربة اجهاضية للقوات العربية.
أمّا العراق» فقد حاول بادىء الامر تجاهل امتلاك اسرائيل للسلاح النوويء على الاقل في أجهزة
دعايته؛ وحاول بناء تكنولوجيا نووية لأغراض البحث العلمي» بالتعاون مع فرنساء من أجل بناء
مفاعلين نوويينء الاول بقدرة ١ ميغاواط (مفاعل تموز) وهو من نوع مفاعلات اوزيريس التي تعمل
باليورانيوم المخصب, والثاني هى مفاعل للابحاث من نوع ايزيس بقدرة ميغاواط واحد ويعمل
باليورانيوم المخصّب.
قابلت اسرائيل سعي العراق للحصول على التكنولوجيا النووية بمجموعة من الاجراءات المتوقعة,
أولهاء شئْت حملة على الشركات الايطالية والفرنسية المتعاونة مع العراق» ووصل الامر الى تفجير
44 ْوُونُ فلسطزية العدد 787 *8؟,؛ أيار ( مايى) - حزيران ( يونيى ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)