شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 90)
- المحتوى
-
ب الرادع الثووي الاسرائيلي والادراك العربي
مكاتب الشركة الايطالية سنياتكتيك: كما أتها قامت يعمليات اغتيال للعلماء العراقيين أى العاملين في
العراق» فاغتالت الدكتور يحيى المشد في باريسء ثم قامت, بعد ذلك, بالضغط على فرنسا لايقاف
تعاونها مع العراق» وعملت الولايات المتحدة الاميركية لتعزيز الضغط على كل من فرنسا وايطاليا
لايقاف التعاون مع العراق. وما لم تجد جميع هذه المحاولات واستطاع العراق ان يقيم مفاعليه وكانا
على وشك التشقيل» قامت الطائرات الاسرائيلية بتقجير مفاعل (تموز)» ويومها كتب المعّق الصحفي
حغاي أشد بأن اسرائيل ستعمل على سلب العراق من القدرة النووية(؟'). أمّا الجنرال رفائيل ايتان
فقال: «نحن نعرف ما يجب فعله في المرة المقبلة, وليس من الضروري ان نتخذ اجراء آخر في العراق»
بل قد يكون في أي مكان آخرء(' '). لقد رأى العراق: يعد ضرب المفاعل النووي» انه: «بغض النظر عن
النواياء وامكانات الحرب؛ فعندما تمتلك اسرائيل القنبلة الذرية فعلى كل القوى المحبة للسلام ان
تعاون العرب ليمتلكوا مثل هذا السلاح من أجل السلامء أي لاقامة التوازن بين القتبلة الاسرائيلية
التي تمتلكها اسرائيل» الآنء فعلاٌ, وبين عدم امتلاك العري لأي سلاح من النوع الذي يجعل اسرائيل
تحربد من ان تستخدم هذه القنبلة ضد العرب»(51 . من هناء يتبين بأن الادراك العراقي كان في
الاتجاه المعاكس الذي رغبته اسرائيل عندما ضريت المفاعل النووي. ولقد استمر العراق في بناء
قدراته النووية والتي أعلن بأنها ستكون للاستخدام السلميء ووقع على اتفاقية الحدٌ من انتشار
الاسلحة النووية؛ الا ان الحملة الاسرائيلية لم تتوقف ضد سعي العراق لامتلاك هذه التكتولوجيا.
وبدأت الصحف الاميركية؛ أيضاًء بشن حملة لا تقل عن الحملة الاسرائيلية. وحينما جاءت حرب
الخليج؛ وجدت اسرائيل فرصتهاء من طريق السلاح الاميركي» للقضاء على القدرة النووية العراقية
وقام العراق بتوجيه ضربات صاروخية الى العمق الاسرائيلي؛ وواجهت اسرائيل ذلك بالتهديد بأنها
ستستخدم أسلحة تدميرية ضد العراق اذا ما استمر في ضرب الاهداف الاسرائيلية» الا ان ذلك لم
يردع العراق: وحاولت اسرائيل ربع العراق عن طريق طرف ثالث» حيث صرّح وزير الدفاع الاميركي,
ريتشارد تشينيء بامكانية اسرائيل استعمال أسلحة غير تقليدية: وقال أنه «اذا استعمل العراق
أسلحة كيميائية ضد اسرائيلء فمن المحتمل ان ترد اسرائيل على ذلك باستعمال أسلحة غير
تقليدية»(")» ويعتبر هذا التصريح الاميركي اعلاناً غير مياشر عن امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية,
وتأبيداً لاستخدامه أذا ما تعرّضت أسرائيل لضرية عراقية كيميائية.
ليس من شك في ان أمتلاك اسرائيل للسلاح النووي وتلويحها باستخدامه لم يمنع العراق من
توجيه ضربات صاروخية الى العمق الاسرائيلي» ولكن وجود هذا السلاح لدى اسرائيل وتهديد الولايات
المتحدة الاميركية والدول المتحالفة معها للعراق باستخدام أسلحة نووية ضده في حالة استخدامه
للسلاح الكيميائي ربما رددع العراق من استخدام هذا السلاح الذي هدّد باستخد امه ضد اسرائيل
في حالة قيام اعتداء اسرائيلي ضده. وهناك عنصر آخر دخل الى معادلة الصراع العربي - الاسرائيلي
في حرب الخليج آلا وهى ان الرادع الاسرائيلي الذي تعزّز يراد ع اميركي اوروبي باستخدام الاسلحة
غير التقليدية ضد العراق.
أمّا بالفسبة الى سورياء فرفضت, منذ البداية؛ اعتبار العامل النووي عنصراً حاسماً في الصراع
من خلال جميع الحروب التي خاضتها ضد اسرائيل؛ والتجات الى الحرب المحدودة؛ ولم تحاول توجيه
أية ضرية الى العمق الاسرائيلي خوقاً من أن توجه اسرائيل ضرية تقليدية أى غير تقليدية الى العمق
السوري. ولم يفت اسرائيل بأن تبين بعد حرب الخليج وعلى لسان قادتها بأن الرادع النووي
الاسرائيلي هى الذي ردع ولا يزال يرد ع سوريا من توجيه ضربة الى العمق الاسرائيلي. وفي هذا
العدد 187-587 أيار ( مايى ) حزيران ( يونيى) 1951 شزين فلسطزية 44 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)