شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 97)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 97)
المحتوى
د. تيسير الناشف سس
بالهجوم الاستباقي على دول عربية. ولكن حصول مثل هذا الامر يتوقفء أولاً وقبل أي شيء آخرء على
تصور صانعي القرار للتهديدات والاخطار المحدقة باسرائيلء ولحسابات الريح والخسارة من القيام
بهذا الهجوم.
ان حيازة الصواريخ القادرة على حمل رؤوس متفجرة وايصالها الى أهدافها من شأنها ان
تضعف الردع» وتضعف, في الوقت عينهء القيود على التوجهات العسكرية التصعيدية, لأن
الخوف من نتائج التعرّض للهجمات بالصواريخ يعزّن الحافز على القيام بالهجوم الاستباقي على
القوات المعادية. وبالطبعء» فان تعزيز الحافز على القيام بالهجوم الاستباقي مردّه خواص
الصاروخ المادية؛ ذلك ان الصاروخ ‏ باستثناء حالة العطل ‏ قور اطلاقه من شأنه ان يصل»
يقيناً. الى هدفه بصورة تقريبية» اذا لم تطلق باتجاهه صواريخ مضادة. ويالتالي؛ فان الطريقة
المثلى التي يمكن بها لدولة ما (دولة أ) ان تحمي نفسها من صواريخ دولة أخرى (دولة ب) هي
في تدمير منصّات ووسائل اطلاق تلك الصواريخ قبل اطلاقها. وبالنظر الى ان الضرية الاستباقية
من جانب (دولة 1) من شأنها ان تدمر قدرة (دولة ب) على الانتقامء فان الدولتين (أ وب) سوف
تكونان متأثرتين؛ في خلال أزمة من الازمات: بالمنطق المألوف المتمثّل في القول: «إما ان تستخدم
الصواريخ أى ان تفقدهاء».
ويمكن لهذه الضربة الاستباقية أن تجرى من طريق القصف الجويء أو الهجوم بصواريخ سطح
- سطحء أو جو سطح على مواقع الصواريخ المعادية. وعلى سبيل المثال؛ أدلى المدير العام لمكتب رئيس
الحكومة الاسرائيلية: يوسي بن أهارونء في العام ‎١944‏ ببيان أشار فيه الى ان اسرائيل: في أي حرب
قد تندلع في المستقبل, سوف تقوم بالعمل الاستباقي ضد منصّات اطلاق الصواريخ في السعودية9).
ولا ديب»ء فان عرض تصوّر ردود الفعل المتبادلة بين الدولتين (1 وب)» يبين ان بعض الدول
المتنازعة: والمسلّحة بصواريخ باليستية لا تحتمل الغموض في علاقاتها العسكرية. كما ان الكثير من
منظومات الصواريخ ذات القواعد البرية الثابتة في المنطقة يشكّل اغراء للقيام بضرية استباقية لهاء
ذلك ان اعادة تركيبها يتطلّب فترة طويلة» لاعتبارات عدّة, لعلّ أهمها انها تعمل بالوقوه السائل؛ ويذلك
يظلٌ ثمة خوف متبادل في العمل العسكري الاستباقي؛ وهذا نقيض للاستقرا
ان التحدي القائم للاستقرار المتأصل في الطابع التقني الصواريةة يزيد من تقاقمه خطر
الاستخدام غير المقصود أى غير المرخُص بهء النايع من حادث مفاجىء أو تحذير خاطىء أو ريما
الافراط في لامركزية القيادة» أى حتى تعطّل نظم القيادة والتحكّم والاتصالات.
من هتاء فان اغراء القيام بعمل عسكري استباقي ضد صواريخ الخصم الباليستية ريما يدعمه
التقدير بأن تدمير هذه المنظوماتء في ما بعدء ‏ أي بعد الشروع في العمليات العدائية قد يكون أكثر
كلفة. كما إن تحديد مكان منصّات الصواريخ أصعب في ظروف «ضباب المعركة», ويعد ان يكون
الطرف المعادي اتخذ اجراءات لمتع استهداف وأصابة هذه الصواريخ. ويمكن لهذه الاجراءات ان
تتمثل في تحريكهاء وفي الاستخدام المكدّف للأشراك التي تستخدم في اجتذاب الصواريع المعادية
وحرفها عن أهدافها الحقيقية. أضف الى ذلك: ان شروع الخصم بالحرب من شأته ان يولّد قيوداً
جديدة على قدرة الطرف الآخر على حشد الموارد المتاحة اللازمة لتدمير منصّات صواريخ الطرف
المعادي» وصواريخه الموجودة في المخازن, مما يعن الحافز, أكثر فأكثر, على القيام بالعمل العسكري
الاستباقى.
د اشوُون فلعطيزية العدد 557 -557, يار ( ماي ‎ )‏ حزيران ( يونيى) 1951
تاريخ
مايو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)