شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 106)
- المحتوى
-
سل ميزان القوى ومستقبل الصراع العربي الاسرائيي
في «ردع» الخصم أو حتى في الحاق هزائم عسكرية أى سياسية يه.
وأخيراًء يتعيّن الاشارة الى وجود اختلافات حادّة بين الاكاديميين حول تقويم السياسات القائمة
على توازن القوى. فهذه السياسات تؤديء عادة: الى سباق للتسلّح تصبح معه امكانية الوصول الى
نقطة «توازن» مسألة مشكوك فيها ومحفوفة بالاخطار. وحتى بافتراض امكانية الوصول الى مثل هذا
«التوازن» أى التكاقؤ في القوىء فقد كان الاعتقاد السائد هى ان الوصول الى توازن القوى يكفل
الاستقرار ويحول دون اندلاع الحروب. غير ان هناك مَنْ يؤكد على ان حالة توازن القوى في ظروف
معيّنة قد ينجم عنها نوع من عدم اليقين وتساوي احتمالات المكاسب والخسارة؛ ممًا يؤدي بالقيادة
السياسية المغامرة الى الوقوع في اغراء شنّ الحرب لحسم الصراع أو للتوصل الى مكاسب سياسية
معيّنة. هذا بعكس الحال عند وجود خلل واضع في موازين القوى ينتقي معه الدافع لدى الطرف
القوي وكذلك لدى الطرف الضعيفء حتى ولو كان من النوع المغامر, لشن الحرب؛ ومن ثم تغليب
الحسابات الموضوعية على الحسابات الشخصية في ادارة الصراع
يعلى أي حال, أثبتت الخبرة التاريخية ان السياسات القائمة على توازن القوى لم تؤ؛
الاستقرار الدولي أى المحافظة على السلم والأمن الدوليين: بل وربما كانت سبياً في اندلاع 0
وإثارة الاضطرابات. ومع ذلك» ففي مجتمع دولي يخلى من سلطة عليا قادرة على فرض ارادتها على
الجميع» وفي غياب نظام فعّال للأمن الجماعي تصبح السياسات القائمة على توازن القوى هي أفضل
الخيارات المتاحة بالنسبة للدول الاطراف في صراعات دولية حادّة.
«ميزان القى 2 ف معادلة الصر اع
تثير طبيعة الصراع العربي الاسراكيلي عدداً من الاشكاليات عند حساب ميزان القوى الذي
يحكم معادلته. أول هذه الاشكاليات ما يتعلّق منها بعدد ونوعية ودرجة انقماس الاطراف المشتبكة
في هذا الصراع على جاتبي المعادلة. فاذا اعتبرنا ان الصراع هو بين اسرائيل من ناحية؛ والدول
العربية جميعها من ناحية أخرىء فان حساب ميزان القوى الخاص بهذا الصراع يتعين ان يضع
أمكانات وموارد اسرائيل في كفة, وامكانات وموارد الدول العربية: جميعاً؛ في الكفة الاخرى. ولا شك
ان اجراء الحساب, وفقاً لهذه الطريقة» يجعل كفة الميزان تميل, بشكل حاسم, لصالح العرب»
خصوصاً اذا تعلّق الامر بحسايات القوة الشاملة: وليس بحسايات القوة العسكرية وحدها. وريما
تفسّر هذه الطريقة في الحساب استمرار اعتقاد قطاع لا يستهان به من النخبة العريية بأن الصراع
لا بد وان يحسم.ء في النهاية. لصالح العرب لأن ميزان القوى يميل؛ من الناحية الاستراتيجية: لصالح
العرب» وان النكسات العسكرية المتلاحقة التي مني بها العرب ترجع الى عدم نجاحهم في حشد وتعبئة
وتوظيف مواردهم في مواجهة الخصمء وليس بسبب نقص هذه الموارد أو الامكانات. لكن هذا التفاؤل
التاريخي مبني على حسابات افتراضية واحتمالية» وليس على حسابات واقعية أو حاضرة. فواقع
الخبرة التاريخية يقول بأن الصراع مع اسرائيل بدا عربياً. ولكنه استمر في التآكل؛ تدريجياً: الى ان
أصبح يكاد يكون قاصراً علي عدد محدود جدا من «دول الطوق».: وفي طريقه لأن يصبح صراعاً
فلسطينياً - اسرائيلياً. اذ تبنت جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية؛ منذ اللحظة الاولىء
واعتبرتها قضية قومية. وفي هذا السياقء جاء قرار مجلس الجامعة في ١948/5/١١ بدخول
الجيوش العربية فلسطين قور انتهاء الانتداب البريطاني من جانب واحد في 1944/4/1 للحيلولة
دون قيام دولة اسرائيل. ولكن كانت تلك هي المرة الاولى والاخيرة التي تدخل فيها الدول العربية
العدد 27877747 أيار ( مايى ) حزيران ( يونيى ) 1157 ْيُونُ فلسطيؤية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2099 (11 views)