شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 111)
- المحتوى
-
د. حسن تافعكة -
في معادلة الصراع العربي الاسرائيليء نظرياً. موظفة, فعلياً ؛ في صراعات عربية -عربية» ومن ثم قانها
لا تمل مجرد خسارة في عناصر القوة لعربية ولكتها تشكل عا عل القوة العربية وعنصراً من عناصر
تحجيمها واصابتها بالشلل. بعبارة أخرىء فان حسابات القوة الموظفة, فعلاًء في معادلة الصراع
العربي الاسرائيليء ترجح الكفة الاسرائيلية على الرغم من ان حسابات القوة الكامنة والمحتملة ترجح
كقة العالم العربي ويشكل حاسم.
وربما كان أخطر ما يفصح عنه ميزان القوى الراهن هو ذلك التفوّق التكنولوجي النوعي الذي
مكّن اسرائيل من احداث تحوّل جذري في ميزان القوى العسكرية؛ فالقرائن تشير الى ان اسرائيل تملك
ترسانة كبيرة من الاسلحة النووية ومن وسائل نقل واطلاق هذه الاسلحة. وأحرزت صناعاتها
العسكرية تقدّماً هائلاً بفضل المساعدات التكنولوجية غير المحدودة من جانب الولايات المتحدة
الاميركية. وتستطيع اسرائيل » بفضل علاقاتها الخاصة جداً بالولايات المتحدة الاميركية؛ ان تحصل
على كل ما تريده؛ تقريباًء من أنواع الاسلحة وأكثرها تقدّماً. كما ان معظم أسرار التقدّم العلمي
والتكنولوجي الاميركي وخاصة في ميدان صناعة الاسلحة التقليدية وغير التقليدية: أصبحت متاحة,
قانوناً. أو مباحة, ضمناًء أى مستباحة؛ غصباً, بالنسبة لاسرائيل. وقد تمكنت اسرائيلء في خلال
السنوات القليلة الماضية» من اطلاق أقمار صناعية تمّ تصنيعها في اسرائيل والتي أصبحت شريكاً في
برنامج «حرب النجوم» الاميركي . وهذه المؤشرات ت كلها توضح بأن اسرائيل أصبحت في موقف عسكري
أفضل كثيراً من الموقف العسكري للدول العربية متفردة أو مجتمعة, خصوصاً وان صناعة السلاح
في العالم العربي لم تصل الى مستوى درجة التقدم نفسه الذي وصلت اليه صناعة السلاح في
اسرائيل» كما ان مصادر امداد العالم العربي بالسلاح القابل للاستخدام في مواجهة اسرائيل بدات
تجف مع التحولات الجارية في النظام الدولي حالياً.
ومع ذلك كله وعلى الرغم منه؛ فان اسرائيل لم تستطع؛ حتى الآن, ان تحسم صرراعهاء نهائياً:
ولصالحها مع العالم العربي. صحيح ان فجوة القوة, وخاصة القوة العسكرية, بين العرب واسرائيل»
في ظل تحولات كبيرة في النظام الدولي» في اتجاه ترجيح المصالح الاسرائيلية: هي التي دفعت بالاطراف
العربية» بما فيها الطرف الفلسطينيء الى تقديم تنازلات كبيرة والدخول في مفاوضات من أجل التسوية
السياسية أو السامية للصراع. غير ان مجرّد الدخول في مفاوضات لا يعني» بالضرورة» ان التسوية
ممكنة أى أن هذه التسوية, إن تمّتء سوف تعكسء بالضرورة: موازين القوة العسكرية الحالية بين
العرب واسرائيل؛ اذ تتمثل أهمٌ التنازلات العربية التي قدمت؛ حتى الآنء في قبول جميع الاطراف
العربية, بما فيها الطرف الفلسطينيء الاعتراف باسرائيل في إطار حدودها الجغرافية قبل حرب العام
17 و#«تطبيع» العلاقات معها في حدود ما تقضي به الشرعية الدولية من علاقات حسن جوار وتعاون
على أساس المعاملة بالمثل وفقاً لقواعد القانون الدولي. وذهبت منظمة التحرير الفلسطينية في تنازلاتها
الى حدّ انها قبلت باستبعاد نفسهاء شكلاً ومؤّقتًء من عملية التفاوض المباشر الجارية الآن, انتظاراً
واختباراً لدى جدّية اسرائيل في التوصل الى تسوية على أساس مبادلة الارض في مقابل السلام. غير
ان كل الدلائل توحي» حتى الآن بأن اسرائيل» من منطلق احساسها بتفوقها العسكري الحاسم,
وادراكها لعمق المأزق العربي في الوقت الراهن, ليست على استعداد للانسحاب من على كل الاراضي
العربية المحتلة أو فتح الطريق أمام انشاء دولة فلسطينية مستقلة, وهو الثمن الذي يتعيّن عليها 7
تدفعه للتوصل الى تسوية يمكن قبولها والدفاع عنهاء عربياًء في تلك المرحلة.
والواقع انه من الناحية النظرية البحتة يبدى التفكير الاسرائيلي واقعي جداً؛ اذ يمكن
6 عثؤون فلسطنية العدد 2345747 أيار ( مايى) - حزيران ( يونيى) 15515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2152 (11 views)