شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 120)
- المحتوى
-
مراجعات
متى سمعان بوري ود. يوسف أحمد شبلء» عكا: تراث وذكريات: بيروت: دار
الجمراء, 1555
اذا كانت الدراسات التاريخية والجغرافية والتراثية بالغة الاهمية في حياة الامم والشعوب: قان هذا الامر
أكثر أهمية بالنسبة لفلسطين وتاريخها وجغرافيتها وتراثها الشعبي» ذلك إن الغزى الاستعماري الصهيوني لها
كان مختلقاً الى حدّ بعيدء عن أي غزى استعماري في العالم, ماضياً وحاضراً. فالغزى الاستعماري الغربي اقتصصر
على التسلّط ونهب الثروات والتحكّم في الممرات الاستراتيجية دون الاستيطان واقتلاع السكان وتبديل المعالم
الحضارية والتاريخية والتراثية» وهذا ما أقدمت الصهيونية على فعله ولا تزال» وذهبت الى أيعد من ذلك في عملية
«تهويد» الارض وتزوير التاريخ والترات والمعالم الحضارية مدعية بأن ذلك يرقى الى القبائل العبرية القديمة, بغية
اضقاء «شرعية» باطلة في الادعاء «بالحق التاريخي».
كان لا بد من التصدي لهذا التزييف ومواجهته ودحض مزاعمه بإبراز الحقائق الدامغة عن تاريخ فلسطين
وحضارتها ودوام عرويتها بالرغم من محاولات التهويد بطمس هويتها الوطنية والعربية. ومن الجدير بالاهمية ان
تتصدّى لهذه المحاولات الاجيال الفلسطينية المقتلعة والمتبقية التي نشأت على أرض الوطن, وعاينت: شخصياً
معالمه الحضارية؛ يتسطير هذه المعالم كي تبقى: من جهة؛ محفورة في وجدان الاجيال الفلسطينية والعربية
الطالعة؛ ومن جهة ثانية, فان الانتاج في هذا المضمار من شأنه فضح الادعاءات اليهودية وتعرية تزييفها. وها
هي عكا من خلال كتاب المؤلفين - بعرويتها وتاريخها ومعالمها الحضارية والتراثية دليل ساطع على الافتراءات
اليهودية وبرهان قاطع على التزييف. وممًا يزيد الكتاب أهمية معاينة مؤلفيه الشخصية لكل تلك المعالم مضاقاً
اليها معلومات المصادس, ويذلك تبقى صورة المدينة العريقة حيّة في وجدان الشعب الفلسطيني؛ وتبقى: أيضاًء
صورة التشويه الذي الحقته بها المعاول الصهيونية بعد ان دفع ابناؤها ضريبة الدم دفاعاً عن عرويتها.
تصدّر الكتاب: بفصوله السبعة وملاحقه؛ الاهداء: «الى شهداء عكا الذين سقطوا على ترابها دقاعاً عن
عروبتها», فمقدمة تشتمل على الكفاح الفلسطيني «من أجل أرض وهوية», كما تشتمل على بريق أمل «بأن رحلة
العذاب هذه قد آن لها ان تشارف على نهايتهاء. وانتهى بهذا البريق في أبيات لنزار قباني» ومحمود درويش,
ومقطع لغسان كنفاني.
استعرض المؤلفان, في القصل الاول؛ «تاريخ مدينة عكا» منذ أقدم العصور حتى نهاية الانتداب البريطاني
على فلسطين وقيام «دولة اسرائيل». وتتبينء منذ البداية؛ حقيقتان: ان عكا مدينة عربية كنعانية قبل الغزو
العبراني العابر لفلسطين, وان هذا الغزى في اوج امتداده, لم يتمكن من الوصول اليها والى بقية الساحل
الفلسطينيء وأنه انحصر في المناطق الجبلية الداخلية. وعرج المؤلفان بالتسلسل على الغزوات التي تعرّضت لها
فلسطين على يد الفراعنة: والاشوريينء فالفرسء واليونان» والرومان بعرض موجز تضمن المظاهر العمرانية
والحضارية لمديتة عكا. واستعرضا بعد ذلك؛ ما حققته المدينة من ازدهار في الزراعة والصناعة والتجارة بعد
الفتح الاسلامي لهاء ومن ثم وقوعها تحت الاحتلال الصليبي وتحريرها منه. وخضوعها بعد ذلك لحكم المماليك
ومن ثم لحكم الاتراك. وخلال الحكم الاخي خضعت المدينة فترة من الزمن لحكم الامير فخرالدين المعني» ومن
ثم لظاهر العمر الفلسطيني الى ان تمكّن الاتراك من استعادة السيطرة عليها وتخصيب أحمد باشا الجزار
العدد 787 547 أيار ( مايى ) حزيران ( يونيى ) 1557 لثثون فلسطزية 11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2096 (11 views)