شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 14)
- المحتوى
-
جل نحو ادارة فلسطينية للتفاوض
الدمارء كما وظفت طاقات عقلية في سبيل توليد الافكار التي تدفع الى الحرب (إنشر تلك الافكار
وتعميمها) أو تزيينها (البطولة) أى تقديسها (الشهادة). وكي لا نكون بعين واحدةء شكّل السلام في
مسعى البشرية هاجساً نقيضاً للحرب . وكما وغلفت طاقات عقلية لتبرير الحرب والدفع اليهاء تنطحت
طاقات عقلية للترغيب بالسلام وتبيان منافعه الانسانية, وتحديد أسسه كالحق والعدل؛ واشتراطه
بالأخلاق. وكما كان للحرب ابطالهاء كان للسلام أنبياؤه. وكما كانت الحروب محكومة بمصالح شعب
أو فئة, كان السلام دعوة لمصلحة الجميع . هكما صارت الحروبء مع تشكّل الامبراطوريات: كونية,
صارت دعوات السلام انسانية عامة.
آخر الحروب الكونية التي ما زلنا نتابع ذيولها هي «الحرب الباردة» التي استمرت نحو أكثر من
أربعين عاماً» والتي لو تحوّلت الى حرب ساخنة لتسببت في نهاية الحياة على الكرة الارضية؛ وانتهت
تلك الحرب الى انهيار أحد عملاقيها (الاتحاد السوفياتي): مع احتفاظ ما بقي منه بأدوات الدمان,
وإلى «انتصاره العملاق الآخر (الولايات المتحدة الاميركية) مع كل «متطلبات» المنتصر المادية
والمعنوية. وقد شكّلت السياسة الاميركية. عشية انهيار الاتحاد السوفياتي وبعده؛ معالم ومؤشرات
امستقبل هذه السياسة (الاستفراد بالقرار الكوني ؛ اللجوء الى استخدام القوة والتهديد باستخد امها؛
التهديد بالحروب الاقتصادية واستخدامها أيضاً) . وتكاد ترقسم خطوط للمنظور القريب في:
اولًاً: انهاء التهديد العسكري للولايات المتحدة الاميركية الذي يشكّله مخزون دول الاتحاد
السوقياتي (سابقاً) من أسلحة الدمار الشامل. ١
ثانياً: ضبط النشاط الاقتصادي للدول المتطورة صناعياً في أورويا الغربية وجنوب شرق آسيا
وادراجه في التسق العام الاميركي لما قيه مصلحة الولايات المتحدة الاميركية.
ولانجاز هذه الاهداف الاميركية تعتبر منطقة الشرق الاوسط الاكثر حيوية» بما هي خزان للطاقة
التي تشكل دم الدول الصناعية في أوروبا الغربية وجنوب شرق آسيا . وعليه؛ بات الاستقرار في منطقة
الشرق الاوسط يشكلٍ ركيزة من ركائن السياسة الاميركية الكونية, انما ليس الاستقرار القائم على
الاستقلال» بل الاستقرار المحكوم بالهيمنة الاميركية المدعومة بالسيطرة» ولذا كان النشاط السيامي
الاميركي تجاه منطقة الشرق الاوسط خلال ربع القرن الاخير موجهاً بحيث يكون مقبولاً ومسيطراً.
ويبدى ان ذلك تحقّق بنتاكج الحرب الاميركية ضد العراق التي كانت شكلاً من أشكال السيطرة, كذلك
كان مؤتمر مدريد للسلام شكلاً من أشكال الهيمنة, وكلا الامرين أدارتهما الولايات المتحدة الاميركية؛
وما كان للهيمنة ان تتحقق لولا بسط السيطرة.
أمّا الوجه الآخر لعملة السياسة الاميركية» فيتمٌ فيه توظيف قدرات الولايات المتحدة الاميركية
الاقتصادية مضافاً اليه قدرات حليفاتها من دول أورويا الغربية وجنوب شرق أسيا للتفاوض مع دول
الاتحاد السوفياتي (سابقاً) على حل مشكلاتها الاقتصادية في مقايل تدمير أسلحتها الذووية.
وفي كلا وجهي العملة تشكل منصطقة الشرق الاوسط موضوعاً محورياً لادارة هذا النمط من
الصراع؛ يقابله استعداد وقبول لدى حكومات دول الشرق الاوسط للدخول في الاطار الاميركي؛ مع
وجود بعض الاستثناءات التكتيكية (العراق وايران) .
وهم الشريك الكامل
تعارض الولايات المتحدة الاميركية «سياسة الريط» بين مشكلات الشرق الاوسط المتعددة
العدد 544 - 180: تموز ( يوليى) آب ( اغسطس ) 1957 لشزون فلسطرزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10374 (4 views)