شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 42)
- المحتوى
-
سح العروبة وفلسطين في سياسة عبد الخاصي...
وفي الرسالة عينهاء جاء «ان الدول العربية لا تستطيع عزل نفسها عن أي عدوان يشنٌّ ضد
احداهاء وذلك لسبب واضح وهى ان العدوان على واحدة منها سوف يهدّد الاخرى بنقس المخاطر
والمصين(04.
هكذا تركّزت خطابات عبد الناصر, بعد العدوان الثلاثي: وكذلك؛ تحركاته الدبلوماسية على
الصعيد الدولي؛ بشكل واضع.ء على العمل لدرء الخطر المحدق بعموم العالم العربي بسبب الطبيعة
العدوانية لدولة اسرائيل. وجاء تتابع التطورات العسكرية والسياسية؛ في المنطقة, ليؤكد له أكثر
فاكثر. أن اسرائيل والصهيونية هما الأداتان الرئيستان لتحقيق مآرب الغرب الاستعماري. فقد
تضمّن غير خطاب له. وصفاً لاسرائيل بأنها «الخنجر المغروس في قلب الامة العربية». لذا وجد
عبد الناصر في الدعوة الى الوحدة العربية خير وسيلة لافشال المخططات المرسومة للمنطقة. وكان من
نتيجة العدوان الثلاثي على مصر ان تحوّلت هزيمتها العسكرية الى نصر سياسي أكسبها تأييد العرب
وبلد ان آسيا وافريقيا والمعسكر الاشتراكي. وهذاء في الواقع» ما مهّد لعبد الناصر تبوآ مركز الزعيم بلا
منازع بين العرب والفلسطينيين منهم على وجه الخصوص. وقد وقّر هذا الموقع الاعتباري لعبد الناصر
جوأ ملائماً «لاجتراح» سياسته الداعية الى الوحدة العربية» بشكل اتخذء في غالب الاحيان» طابع
المناوأة والتحدي للانظمة المتحالفة مع الغرب في عقر دارهاء مستنداً في ذلك؛ الى شعبيته التي طبقت
آفاق بلاد العرب. وقد تؤجت دعوته بنجاح أولي؛ عندما اتفقت مصر وسوريا على اعلان الوحدة بينهما
في شياط (فبراير) تحت أسم «الجمهورية العربية المتحدة». ولاقت هذه الخطوة الوحدوية
صدى واسعاً لدى الجماهير العربية من المحيط الى الخليج. وكان لها صدى متميّاً في الاقطار العربية
المحيطة بفلسطين, والتي كانت» قبل فترة وجيزة» تناضل ضد الاحلاف الغربية كحلف بغد اد ومشروع
تمبلر في الاردن.
على ان الوحدة بين مصر وسوريا لم يكتب لها النجاح, لأنها استندت الى الدعم الشعبي العاطفي
دون البناء المؤسساتي اللازم لاستمرارها وتعميمها. كما ان التصور النظري والممارسة العملية
لتجربة الوحدة بين القطرين لم يأخذا في عين الاعتبار الواقع الناتج عن التجزئة؛ الذي كان ترسّخ:
الى حدّ ماء في كل قطر على حدة» مما وفّر أرضية للشقاق على أساس قطري بين المؤسستين الحاكمتين
في مصر وسوريا. فضلاً عن ان هذه الوحدة حوريت من الانظمة العربية المتناغمة في سياساتها مع
الغربء مما فرض على عبد الناصر مواصلة دور الحاكم والداعية الثوري بهدف استقطاب الدعم
الشعبى العربى لسياساته العربية في مواجهة الانظمة المتعارضة معه.
رجل الدولة والتورة
يلحظ الدارس لفترة الخمسينات ومطلع الستينات ان القادة في آسيا وافريقيا أمثال محمد
مصدّق وجمال عبد الناصر وأحمد سوكارنى وكوامى نكروما وجواهر لال نهرى تميّرا بدور قريد اتسم
بثنائية الجمع بين دور رجل الدولة وشخصية الداعية الثوري. ومردّ ذلكء على الارجح؛ الى أن هؤلاء
القادة من رجالات العالم الثالث المتميزين: وجدوا أنفسهم, في بداية الاستقلال الوطني لبلادهمء أمام
محاولات غريبة للالتفاف على السيادة الوطنية وهي في المهد. لذا لاحظنا ان هؤلاء القادة خاطبوا
جماهيرهم بلغة الثورة والخطاب الثوري, في وقت كان عليهم ان يتعاملوا مع واقع متطلبات الدولة
والحسابات السياسية الباردة بعيداً من لغة الحماس والخطابة. وهذه الحال (أي حال الجمع بين دور
رجل الدولة وشخصية الداعية الثوري). لا نظير لها في واقع رجال الدولة في دول المركز
العدد 78 -150؟, تموز ( يوليى ) آب ( اغسطس ) 11957 لون فلسحيزية ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)