شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 43)
- المحتوى
-
سلوى العمد ب
الاستعماري المتفوقة اقتصادياً وعسكرياً. والمهيمنة سياسياً بنتيجة هذا التفوق. ووجود الدور
المزدوج للقادة المشار اليهم هودلالة أكيدة على أن الدول المنبثقة عن حركات التحرر الوطني؛ والدول
التي منحت استقلالها على المستوى الشكيء لم تكن قد وصلت مرحلة الاستقلال الناجز الذي طمحت
اليه؛ ولا هي حصلت على هامش من القدرة على التحرك؛ الذي يؤمن لها الاستقلال النسبي في رسم
سياساتها الاقتصادية والاجتماعية بما يتوافق واحتياجات السوق الوطني. بل تركت هذه الدول
تصارع من أجل القضاء على المخلفات الاجتماعية والاقتصادية لمرحلة الاستعمار المباشر الذي لم
يسهم بتطوير المستعمرات الا بما يتوافق واحتياجات السوق العالمي لدول المركز الاستعماري» دون
الأخذ في عين الاعتبار الضرورات التنموية التي تفرضها الاحتياجات الاكثر الحاحاً لشعوب الدول
المستقلة حديثاً.
هذا الواقع فرض على عبد الناصر وجيله من قادة الاستقلال الوطني في عموم بلدان العالم الثالث
مهمتين هما: بناء الدولة وتنمية مؤسساتها في مختلف الميادين» الاجتماعية والثقافية والاقتصادية
والسياسية والعسكرية؛ ومواجهة المحاولات الغربية للتدخل في تفاصيل سياسات الدول المستقلة
حديتاً . ولم يكن التدخل الغربي في واقع تلك الدول ظاهراً للعيان على النحى الذي تم في حرب دول
التحالف ضد العراق )١590( وما بعدهاء بل كانت التدخلات:» تأخذ في غالب الاحيان: شكل انقلابات
عسكرية. وقصة رئيس وزراء ايران الاسبقء مصدّقء الذي قام بتأميم النفط الايراني في مطلع
الخمسينات؛ على سبيل المثال» أصبحت معروفة بعد ان تم الكشف عن ان الاطاحة به كانت بترتيب
مسبق بين المخابرات البريطانية والمخابرات المركزية الاميركية. وبموجب الترتيب نفسه أعيد شاه
ايران الى السلطة؛ بعد ان كان ثفي الى خارج البلاد بضغط من الشارع الايراني» الذي كان يدعم
مصدّق ف سياساته الوطنية المستقلة.
وتجلى الطابع الثدائي الجامع بين مهمات الثورة والدولة أكثر ما يكون في تعقيدات مهمات
عبد الناصر الذي كان قائد مصر العربية؛ مصر المسلمة, ومصر الافريقية . وإقد أدرك عبد الناصر باكراً
هذا الدور المثلّث الاطراف لمصر, وإزعامته هو. وقد تحدّث عن الدوائر الثلاث في كتابه «فلسفة الثورة».
وعالج عبد الناصر البعد العربي لدور مصر بالدعوة الى الوحدة العربية, وأما البعدان الاسلامي
والافريقي لهذا الدو فقد تم العمل على تعزيزهما من خلال منظمة التضامن الافرى آسيوي وحركة
عدم الانحياز ألتي كان عبد الناصر أحد مهندسيها الكيان
على أنه لا ينبغي للمرء ان يبالغ بأهمية ما وصل اليه عبد الناصر من وعي لهذا الدور على صعيد
المماريسة السياسية. فقد تحكّمت في سياساته العملية عناصر عدة فرضها الواقع السياسي المحلي في
مصرء فضلاًٌ عن الواقع العربي والدوليء والصراع مع اسرائيل. وفي أحسن الاحوالء يمكن القول أن
مواقف عبد الناصر الثورية عكست الطموحات؛ في ما عكست سياساته على الارض الامكانات. ويذكر
في السياق عينه أيضاًء ان الدور العربي لمصر ساهمت في خلقه الى حدّ كبن الحالة الجماهيرية العربية
المؤيدة لصر وللقيادة المصرية اثر وقوع العدوان الثلاثي. فالجماهير العربية التي كانت تعيش تحت
وطأة ضياع فلسطين وقيام اسرائيل على أرضهاء وجدت في البريق السياسي لمصر بعد العدوان, أمل
في قيادة عربية تسعى الى تحقيق الوحدة واسترد اد فلسطين. والرأي العام العربي «المنفعل» بالحدث
السياسي؛ لم يكن في ذلك الوقت؛ وربما حتى الآن على بيّنة من حقائق التنازلات التي اضطر اليها
عبد الناصر في مقابل انسحاب القوات المعتدية. فأجهزة الاعلام المصرية والعربية صوّرت الانسحاب
البريطاني والفرتسي والاسرائيلي على انه نصر لمصر وهزيمة للعدوان الثلاثي؛ الآ ان الامر لم يكن
5 نثزون فلسطزية العدد 55 140, تموز ( يوليو ) آب ( أغسطس ) 19517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)