شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 44)
- المحتوى
-
سسحت العروية وفلسطين في سياسة عبد الخاصي...
من دون ثمن باهظ دفعته مصر والامة العربية كلها. «اذ جاء انسحاب قوات الغزى الاسرائيلية من
سيناء وقطاع غزة مشروطاً بموافقة مصر على فتح مضائق تيران أمام الملاحة الاسرائيلية والقبول
بمرابطة دولية لضمان عبور البواخر الاسرائيلية وغير الاسرائيلية. وبذلك نجحت اسرائيل في كسر أهم
أطواق !١ ار الاقتصادي الذي فرضته الدول العربية ضد الكيان الصهيوني» مما نتج عنه
الوصول الى الاسواق الافريقية واقامة ميناء ايلات أهمٌ الموانىء الاسرائيلية»(05).
وهكذاء في مقابل انسحابها خطوة, تقدّمت اسرائيل خطوات: بحيث يمكن القول بأن فتح مضائق
تيران أمام الملاحة الاسرائيلية في هذه الفترة المبكرة كان ثاني نصر, بلا ضجيجء أحرزته اسرائيل على
العرب بعد حرب العام /155. وربما كانت هذهء الصدمة الاولى التي يدأ عبد الناصر يدرك معها أن
الامكانيات السياسية ليست بحجم الطموحات» خاصة وان سياسات الغربء في المنطقة, تمحورت
حول قرضية أن دوا رادعاً (عدوائياً. وتوسعياً) لاسرائيل هى الضمانة للحفاظ على المصالح الحيوية
للغرب في المنطقة. ويمكن القول ان أزمة السويسء والنتائج السلبية للعدوان الثلاثي (رغم صورة
النصر السياسي الباهر) كانت فاتحة مأزق عبدالناصر في ممارسته السياسية على صعيد الصراع
العربي الاسرائيلي. وربما اسهم هذا المأزق في تعزين الثنائية في دور عبد الناصر كرجل دولة وداعية
ثوري في أن وأحد.
هذا الطايع الثنائي لدور عبد الخاصم جعله ضسحية الجمع بين مهمتين يكاد الجمع بينهما يكون
مستحيلاً أو من قبيل الممكن الصعب. ذلك لأن مهمات مرحلة التحرر الوطني تختلف وتتعارضء في
جوانب عدة, مع مهمات مرحلة بناء الدولة أى اعادة تشكيل هذا البناء على أساس من شروط سياسية
واجتماعية اقتصادية جديدة. فمن جانبء كان على سلطة الضباط الاحرار بقيادة عبد الناصر ان
تعالج مشاكل اعادة البناء في مصرء وتأهيل السواد الاعظم من المصريين للتكيّف مع الشروط الجديدة
التي أفرزتها ثورة 1" يوليو ( (تمونا .ولم تكن مرحلة الانتقال من القديم الى الجديد بالامر اليسي فقد
اكتنفها وتشابكت معها تعقيدات محلية وعربية ودولية » فضلاً عن الصراع العربي الاسرائيلي» الذي
فرض نفسه على مالقا بايا واقعاً لا يُفْض عنه النظر في ظل التهديد الدائم الذي شكلته
السياسة الاسرائيلية العدوانية: واحتفاظ اسرائيل الدائم بالمبادرة العسكرية. ولا نبالغ في القول أن
هذا الواقع هو الذي فرض على مصر التوزع في مرحلة الانتقال بين مهمتي التحرر الوطتي والبناء
المؤسساتي. ففي حين تتطلب مرحلة البناء الؤوسساتي توظيف اموال الدولة في مجالات التنمية وخلق
حال من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والازدهار الثقايء فان مهمات مرحلة التحرر الوطني -
على العكس من ذلك هي استنزاف لموازد الدولة في مجال التسلح العسكريء لأنها تفرض عليها
توظيف كل امكاناتها وطاقاتها المادية والبشرية باتجاه محاولة درء الخطر الناجم عن التهديد
العسكري الدائم. وعلى الرغم من ان مضر كاتت هي البند الاول على جدول أعمال الضباط الاخرار
عشية 5١ يوليو (تمون), الا ان التخوف من اسرائيل» في منتصف الخمسيناتء جعل من مهمات
التخرر الوطني البند الاكثر الحاحاً على جدول أعمالهم. وهذا ما بدا واضحاً في خطابات عبد الناصر
في تلك القترة. فقد عبّر عبد الناصرء في خطابات عدة عن تخوقه من ان تواجه بلدان عربية أخرى المصير
نفسه الذي آلت اليه فلسطين. وفي هذا الصدد قال مرة: «ان السياسة التوسعية لاسرائيل تشكل
تهديداً لمصر وسوريا والاردن ولبنان والعراق. وهي سياسة اجبرتناء تحت خطر التهديد» على
العدد 44 - 550 تموز ( يوليى ) - آب ( اغسطس ) 1955 لثزون فلعحيزية عر - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)