شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 45)
- المحتوى
-
سلوى العمد سدم
التسلّح باستمرار». وتسامل في الخطاب عينه: «ما نفع بناء المدارس اذا كانت اسرائيل ستحتل هذه
المدارس في المستقيل؟»7' '). وعبد الناصر هو قامّل العبارة الشهيرة, أن الصراع مع اسرائيل هو «صراع
وجود لا حدود». ويقينه أن الصهيونية واسرائيل شكّلتا خطراً على الامة العربية برمتهاء فرض عليه
تقليص هامش التنمية لصالح التسلح لمواجهة هذا الخطر. من هناء جاءت دعوته الى الوحدة العربية,
وسعيه الدائب لاستنهاض همّة الجماهير العربية؛ بمثابة رد الفعل على حالة العجز القسري أمام
الخطر الماثل في اسرائيل. وتشير خطابات عبد الناصر أيضاً الى يقينه أن العرب لن ينتصروا على
اسرائيل بالشروط القائمة؛ أي في ظل دعم مطلق من الغرب أدّى الى اختلال ميزان القوى في المنطقة
لمصلحة اسرائيل.
وعلى الرغم من ان عبد الناصر غالباً ما استعمل لغة الخطاب الثوري في حضور الجماهير المصرية
والعربية, الا ان سياسته العملية اتنّسمت بالاعتدال. وتبلورت هذه السياسة ازاء الصراع العربي -
الاسرائيلي في اتجاهين:
الاول: تحريضي - تعبوي, ومن خلاله حاول عبد الناصر مخاطبة الجماهير الشعبية؛ المصرية
والعربية؛ داعياً اياها الى التضامن والوحدة من أجل مواجهة الخطر المتمثل باسرائيل ونواياها
التوسعية: ومن أجل الاطاحة بحكامها العربء المتناغمين في سياساتهم مع الغرب.
الثاني: التحرك الديلوماسي على الصعيد الدوليء وفي هذا الخطاب توه عبد الناصر الى الامم
المتحدةء وإلى الدول الكبرى في مجلس الامن, خاصة الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي»
داعياً الجميع الى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يستند الى قرارات ت الامم المتحدة, خاصة قرار
التقسيم للعام :١551 الذي نصّ على قيام دولتين احداهما فلسطينية والاخرى يهودية.
وفي اتصالاته الدولية؛ ذكر عبد الناصر باستمرار أن قرارات الامم المتحدة المتعلقة باسرائيل قد
فيما تم تعطيل تلك التي نصّت على حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير.
وعلى الرغم من ان الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي كانا رديفين لعبد الناصء في صراعه
مع الغربء الآ ان حسابات الاتحاد السوقياتي كدولة كبرى. آنذاك ونهجه السياسي الذي استند الى
3 «الردع المتبادل»: حتما عليه تخفيف لهجة دعمه لمصر وللعرب لصالح ما اصطلح على تسميته
ب «الوفاق الدولي». هذا الوفاق توح عملياً بلقاءات قمة اميركية سوفياتية» كانت هي الطابع المسيطر
على علاقات الشرق بالغرب ابّان الفترة التاريخية اللاحقة التي غاب عنها عبد الناصي وغاب معه القادة
الكبار للعالم الثالث أمثال تهرى وذكروما وسوكارنى.
هذا الواقع الاشكالي في تعقيداته الدولية والدعم الغربي غير المشروط لاسرائيل» وضعا عبد الناصر
أمام مأزق جعله يتعامل مع الصراع العربي - الاسرائيلي على أرضية مبدأ الحصول على ما يمكن
الحصول عليه من خلال التحرك الدبلوماسي على الصعيد الدولي دون التفريط في الاساسيات. وهذا
ما فشر توجه عبد الناصر, دولياًء للتأكيد على ضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة المتعلقة بفلسطين.
وقد تركزت مطالبهء في ذلك الوقت:. على حق عودة اللاجئين الى ديارهم, » والسعي للحدٌ من عدوانية
اسرائيلء وذلك من خلال فتح الحوار مع الولايات المتحدة الاميركية؛ عبر الرسائل المتبادلة بين
عبد الناصر والرئيس الاميركي» جون كيندي.
على ان التطورات اللاحقة؛ ومن بينها اغتيال كينديء ثم وقوع حرب حزيران (يونيو)
ء شْيُون فلسطيزية العدد 45؟ - 0 5؟, تموز ( يوليى) آب ( اغسطس ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10640 (4 views)