شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 53)
- المحتوى
-
د. قسطندي شوملي سس
النشاطات في ميدان الترجمة كله. واحتلت الترجمة الادبية في الادب القلسطيني أهمية خاصة: فقد
عرف الادب الفلسطيني عدداً كبيراً من المترجمين الذين عملوا على تقل الآداب الاجنبية إلى اللغة
العربية؛ واصطبغ القسم الاكبر من المواد المترجمة في بداية هذا القرن بالطابع الديني؛ ومع ظهور
الصحافة انتقلت الترجمة من الاتجاه الديني الى الاتجاه الادبي؛ فتٌرجمت الحكايات والقصص
والروايات والابحاث المختلفة, التي أفادت في انطلاقة النهضة الادبية وتطوّر اللغة العربية وأساليب
تعبيرها. وساعدت سهولة وسائل الاتصال والمواصلات على انتشار الترجمة, وازدياد تأثير الثقافات
المختلفة على الثقافة الفلسطينية. وكانت هذه الترجمات المتنوعة بداية الطريق نحو الابداع والانتاج
المستقل. ويحكم صلة فلسطين بالحكم التركي كان الاتصال بالثقافة الغربية قد تمّء أولاء من طريق
اللغة التركية التي تسرب اليها العديد من الترجمات الاجنبية. وكان هناك نفر من الماقفين والمتعلمين
في فلسطين ممّن يتقنون اللغة التركية قراءة وكتابة. وقد ترجم المؤرخ الفلسطيني عبدالله مخلص
كتاب نامق كمال «سيرة الفاتح السلطان محمد الثاني» بعربية صافية» وعرّب حسن صدقي الدجاني
رواية «حذار» الاجتماعية عن التركية؛ ونقل عارف العزوني ١ل الى العربية «ترانتا بايىو من رسائل شاب
حبشي الى زوجته» وهي للشاعر التركي الكبير ناظم حكمت (1)
ولِعلّ من بين الصحف التي أسهمت في تنشيط الترجمة, مجلة «النفائس العصرية» لخليل بيدس»
الذي بذل جهداً كبيراً في الترجمة عن اللغة الروسية؛ وكان من أوائل الذين مارسوا الترجمة الادبية»
وقد ترجم عن الروسية ما لا يقل عن أربعة كتب بين عامي ١89/4 و1845 وما لا يقل عن ستة كتب
ما بين أعوام 16١4 - 1514 الى جانب عدد من الروايات القصيرة التي كان نشرها في مجلته
«النفائس العصرية». ومن أشهر ترجماته «ابنة القبطان» و«الطبيب الحاذق»(2). وقد انضم الى خليل
بيدس مجموعة من أصحاب المواهب الذين خرجوا من نطاق أديهم تلبية لحاجتهم الفكرية والفنية,
فترجموا عن الروسية» ونشروا ما ترجموهء أحياناً في «النفائس العصرية». ومن هؤلاء انطوان بلان,
احد أساتذة المدرسة الروسية في الناصرة, الذي نقل رواية «في سبيل الحب» العام 1417: وحكايات
قصيرة منها «سياحة في عالم الخيال». وخواطر من كتاب «طريق الخيال» لتولستوي وغيرها. وكانت
مجلة «النفائس العصرية» بيئة منشطة للترجمة عن الروسية بسبب تقافة صاحبها وبعض رفاقه. كما
وجدنا عددأ من الكثاب, مثل سليمان بولس؛ وأبراهيم جايرء وعبد الكريم سمعان, ولطف الله الخوري
صراف, والسيدة كلثوم عودة» وفارس نقولا مدورء ممّن اهتموا باللغة الروسية في بداية هذا القرن.
وقد خلف بندلي الجوزي الذي درس في جامعة قازان في روسياء وعِلّم العربية فيها وكذلك في جامعة
باكىء كتاب «تاج العروس في معرفة لغة الروس». وترجم الدكتور قسطنطين زريق «أمراء غسان»
للمستشرق نوإدكه. وترجم خليل بيدس العديد من القصص عن الأدب الروسي ونشرها في «النفائس
العصرية». كما نش عدداً من القسسن المترجمة عن الانكليزية والالمانية والايطالية وترجم الى
الروسية «المملوك الشارد» لجورجي زيد
ومن الذين ترجموا عن الروسية بكثرة سليم قبعين ونجاتي صدقيء فقد كان سليم قبعين من
أوائل خريجي مدرسة السينمار الروسية في مسقط رأسه الناصرة, وكان له نشاط خصب في الصحافة
المصرية. وشارك في انشاء عدد من الصحف هناك. وعرّف القراء العرب بكبار الكتاب الروسء أمثال
تورغنيف والكسندر بوشكين ومكسيم غوركي وتواستوي؛ وغيرهم. وترجم عن الروسية «حكم النبي
محمد», وكتاب «محكمة جهنم» لتواستويء و«انشودة الحكم» لتورغتيف, وكتباً أخرى. أمّا نجاتي
صدقي فقد سافر الى موسكو ودرس في جامعتهاء وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد السياسيء
وك شين فأسطنة العدد غ54 - 55؟, تمون ( يوليى ) آب ( اغسطس ) 1491 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6870 (5 views)