شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 75)
المحتوى
نافذ أبو حسنة سل
أمَا التيار الثاني فيمظه, بشكل أساسء تكتل الليكوبء ويوّكد على «ضرورة استمرار سيطرة
اسرائيل على جميع أجزاء فلسطين بحدودها الانتدابية»7١١).‏ ويستند في دعوته الاستيطانية على
الاسس العقائدية والدينية» ولا يجد ضرورة للربط بين الدخول في تسوية سياسية مع الفلسطينيين,
ووقف الاستيطان. ويرى ان مناقشة مسألة الحكم الذاتي لسكان الضفة الفلسطينية في إطار كامب
ديفيد (أو في غير ذلك) لا تعني التنازل من اسرائيل عن حقها في الاستيطان في تلك المنطقة
وتطويرها»('). وقدم هذا الاتجاه؛ ممثلاً بحكومة اسحق شامير ترجمة عملية لفهمه لعملية الريط بين
الاستيطان والتسوية السياسية في أثناء الاعداد لعقد مؤتمر مدريدء وخلال جلسات المفاوضات
الثنائية في واشنطن, حيث استمر في تنفيذ برامجه الاستيطانية دون أن يرى في المفاوضات الجارية,
ما يوجب عمل عكس ذلك. ويبدى هذا الاتجاه شديد الوضوح لجهة الغاء أحد المقومات الاساسية
لقيام «كيان فلسطيني» وهى الامر الذي يرفضه بشدة.
بين هذين التيارين الرئيسين تتأرجح اتجاهات هامشية عدّة أخرى: بعضها يرى ضرورة
لاستيطان القدس فقط؛ وبعضها الآخريرى ان له حق في الاستيطان في كل أرض فلسطين بحدودها
الانتدابية» وعليه فان الاحتفاظ بالارضء كلها أى أجزاء منهاء هى الجامع المشترك الاعظم بين كل
الاتجاهات الاسرائيلية لناحية مصير الارض الفلسطينية المحتلة.
لقد نجح الاسرائيليون بمنطلقاتهم المتعدّدة في فرض «أمر واقع جديد» تمثله عشرات المستوطنات
«السياسية» و«الامنية» و«الدينية» المزروعة؛ اليوم, في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة (اللذين يدور
حولهما البحث كمناطق للحكم الذاتي): والقدس (التي يرفض الاسرائيليون أن يجرى أي بحث
بشأنها). ومَنْ تتبع مسار المفاوضات الثنائية المتعثرة في واشنطن؛ يمكنه استخلاص واقعة مفادها
ان الاسرائيليين يعتبرون البحث في موضوع الاستيطان خطاأً أحمر لا يجوز الاقتراب منه, ولا
يتوقفون, في الوقت عينه؛ عن محاولة خلق «وقائع جديدة» على الارض» تكاد تلقي «موضوع البحث».
في هذا السياق؛ تجدر ملاحظة ان الاسرائيليين سعواء دوماً. الى تكثيف النشاط الاستيطاني
بالترافق مع طرح «المبادرات السياسية» أو «وجود مشروع تسوية في الافق». وبينما تلحظ مشاريعهم
للتسوية السياسية (مشروع آلون مثلاً) الحفاظ على حدودب معيّنة للاستيطان» فانهم يعملون على
مضاعقة عدد المستوطنات من كل نوع؛ سياسية وأمنية» اذا جرى الاتجاه نحويحث مستقبل الارض
الفلسطينية المحتلة, وهذا ما حدث؛ على سبيل المثال؛ عقب اتفاقيتي كامب ديفيد وفي أثناء التحضير
لؤتمر مدريد.
لقد فهم هذا السلوك الاسرائييء غالباً. ضمن مستويين اثنين: الاول؛ كسلوك يهدف الى اعاقة
أية عملية سياسية وافشالها. والثاني ان الاسرائيليين يريدون استخدام المستوطنات الجديدة
كأوراق مساومة لأنهم يرفضون العودة الى حدود ما قبل العام /1571.
وربما يكون كل ذلك صحيحاً على نحو ماء ولكن ألا يطرح واقع المشهد الاستيطاني الراهن,
واصرار الاسرائيليين على مواصلة النشاط الاستيطاني تساؤل أكثر عمقاً يتيح مستوى جديداً لفهم
السلوك الاسرائيلي؟
يبدو طرح هذا السؤال ملحاًء وليس من معضلة في محاولة الاجابة عليه. فالاسرائيليون الذين
اعلنواء بشكل دائمء رفضهم ل «قيام الدولة الفلسطينية». بل لقيام أي شكل من أشكال الكيان
الفلسطينيء يترجمون هذا الرفض من خلال السعي نحو تقويض أهم أسس قيام «الدولة» أى
3ع شؤون فلسطنية العدد 44؟ ‏ 45 تموز ( يوليو) ‏ آب ( أغسطس ) 19517
تاريخ
يوليو ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)