شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 83)
- المحتوى
-
ناقذ أبوى حسنة
النشاط الاسرائيليء طالما أن الهدف هو تفتيت الوحدة الجغرافية لهذه الرقعة المكتظة؛ بالرغم من
صغرهاء بمئات الآلاف من الفلسطينيين؛ فاندفعت السلطات الاسرائيلية الى تنفيذ حملات مصادرة
ضخمة من أراضي القطاع بغية تحويلها الى مستوطنات وطرق استيطانية؛ وليصل حجم الاراضي
المصادرة لصالح الاستيطان حتى أيار (مايو) 199١ الى 7١6١ دوتماً.
يشكل توزيع المستوطنات في قطاع غزة نمطا واضحاً لسياسة تقطيع الاوصال التي يطبقها
الاسرائيليون بواسطة المستوطنات. فاضافة الى كتلتين استيطانيتين في شمال وجنوب القطاع, تمّ
نثر عدد من المستوطنات التي تشكّل حواجز تحول دون التعامل مع القطاع كوحدة جغرافية
متكاملة.
الطرق الاستيطانية
لم يكن من المتيسر استكمال عمليات تشظية الضفة الفلسطينية وقطاع غزة المحتلين دون أقامة
الطرق الواصلة بين المستوطنات, والتي أدت الى تدمير عدد كبير من حيازات الاراضي للفلسطينيين,
وأسهمت في عمليات التطويق» حيث تعذرت اشادة المستوطنات أو توسيعها. وشهدت عمليات اقامة
الطرق الاستيطانية نشاطاً ملحوظاً في أعقاب الاتتفاضة؛ وعرقت هذه الطرق ياسم «الطرق المتفادية
للانتفاضة»؛ اذ كان الغرض الملن من اقامتها تفادي مرور المستوطنين بالقرى والتجمّعات
الفلسطينية وهو المرور الذي يعرضهم «للخطر». ولحظ تقرير «مركز القدس للاعلام والاتصال»؛ ان
السلطات الاسرائيلية خصّصت, ضمن موازنة وزارة الاسكان للعام 195١ 1" مليون شيكل لانشاء
طرق المستوطنات. ويشتمل آخر خطط الحكومة للاراضي القلسطينية المحتلة على ١7 طريقاً السيارات
(وقد انجز الكثير متها فعلاً) عشر منها تربطما بين المستوطنات وبمت تربط المستوطنات ببلدات داخل
اسرائيل؛ والاخير يش النصف الجنوبي من الضفة الفلسطينية؛ بينما يصل معاليه ادوميم
بمستوطنتين واقعتين في منطقة الخليل.
دلالات الواقع الاستيطاني الراهن
لقد أدَّى اغتصاب 8١,6 بالمئة من أرض فلسطين واعلان قيام دولة اسرائيل عليها العام ١15154
الى قيام ثلاث وحدات جغرافية ضمن حدوب فلسطين الانتدابية: الاولىء تقوم عليها دولة اسرائيل»
والشانية الضفة الفلسطينية؛ والشالثة قطاع غزة. وفي العام 1571, احتلت اسرائيل الضفة
الفلسطينية وقطاع غزة لتسيطر عسكرياً على كل رقعة فلسطين يحدودها الانتدابية: لكنها أبقت على
واقع وجود ثلاث وحدات جغرافية ظاهرياً في ما شرعت بواسطة عمليات الاستيطان والمصادرة بضم
القدس اليهاء والى تفتيت عملي للضفة والقطاع لمنع قيام أي سلطة فلسطينية على هاتين الوحدتين,
وللتهيئة لضم نهائي لهماء الامر الذي يتوافق والمشروع المعروف باسم «اسرائيل الكبرى».
والواضح ان المشروع الصهيوني لم يتراجع عن أهدافه وخطوطه الأساسية؛ بيد أنه أجري
العمل على كسب عامل الوقت بغية خلق «واقع جديد» و«حقائق منتهية»» بعد أن تبي انه ليس من
السهل القيام ب «هضم فوريء للاراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1571. وطوال الاعوام
المنصرمة, كانت مهمة النشاط الاستيطاني هي «خلق هذه الوقائع الجديدة» وفق شرط أساس قوامه:
المحافظة على الواقع الراهن بما يعنيه من وجود جزر معزولة من التجمعات الفلسطينية لا يمكنهاء في
أطار أي حلء ان تتوخد في ظل سلطة وطنية:؛ أى تتمتع بالسيادة على أرضها طالما بقيت
3م شؤون فلسطزية العدد 4 15 - 185 تموز ( يوليو ) - آب ( اغسطس ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)