شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245 (ص 98)
- المحتوى
-
لب الكفاح المسلح الفلسطيني: التجرية والمحددات
التجربة العسكرية القلسطينية بسبب فرادة الوضع الفلسطينيء تطوّرت من خلال الممارسة وليس
من طريق المقاربة مع أي شكل آخر للتجارب الاخرى في العالم. وقد تم التركيزء بداية» على الوحدات
الصغيرة ذات الاسلحة البسيطة التي تمكّنها من سرعة الحركة ومن المرونة والمبادرة. ثم تطور هذا
الشكل بالممارسة والتجرية النضالية وأخذ شكله بحسب الظروف الموضوعية المستجدة بعد حرب
العام /1971. ويمكن القول انه, من الناحية الكلاسيكية» فإن مساحة فلسطين وتضاريسها وطبيعة
العدى الاستيطاني الاجلائي وجبروته العسكري كل ذلك غير ملائم لحرب العصابات (حيث التمركز
في الجبل والارياف)» ولهذا برزت الوحدات الصغيرة التي تنقّذ عمليات استشهادية بطولية» بسبب
الافتقار للقاعدة الآمنة ولخطوط التموين والامداد ومشكلات التنقل وحجم القوىء الخ. ومن الطبيعي
ان نتائج حرب العام 195717 فتحت المجال واسعاً لامتداد الكفاح المسلح الفلسطيني وتطوّره, واعطي
للثورة الفلسطينية هامش كيير في التعبئة والتدريب والتسليح والتنقل في الساحات العربية المتاخمة,
وأدّى ذلك الى تطوّر البنية الحسكرية الفلسطينية» واشكال الكفاح المسلح الفلسطيني. وفي ما بعدء
اتخذ تكتيك حرب المواجهة المباشرة مع الآلة العسكرية الصهيونية الدور الابرز في العمل العسكري
الفلسطيني وخاصة في مجال الدفاع عن قواعد الثورة وحمايتها من هجمات العدى الذي عمل بشراسة
على وآد تمو هذه القواعد . باختصارء فإن تضافر الاشكال النضالية المسلحة (حرب العصابات
والعمليات الاستشهادية: عمليات المواجهة) هو الذي أغنى التجربة العسكرية الفلسطينيةء وعزّن
الالتقاف الجماهيري حولهاء وأسهم في انضاج الحالة الثورية لدى الجماهير الفلسطينية داخل
الارض المحتلة.
لا فياض: أود التقدم بملاحظتين: الاولى تاريخية؛ فقد تحدث أحد الاخوة عن انطلاقة الكفاح
المسلح الفلسطيني بقيادة حركة «فتح» مشيراً الى تكتيك التوريط أى التحريك الذي اعتمدته الحركة.
ولا أحد يستطيع ان ينكر ان حركة «فتح» كانت تعتبز ذلك جزءاً من خطة أشمل لعمل وطني متشعب
مرتبط باستراتيجية أو بنظرية عسكرية متكاملة؛ أي انه كان لدى حركة «فتح» خطة عمل عسكري هي
أكبر بكثير من مجرد عملية لتوريطء وإِنّ كان هذا المبد أ هو جزء منها على أساس ان المعركة هي معركة
قومية أصلا. وممًا يؤكد هذه الحقيقة ان «فتح» كانت تتحرك من الجزائر الى فيتنام. ومَنْ يتحرك بهذا
الاتساع الجغرافي والعمق السياسي لا يمكن ان تقتصر فكرته عن الكقاح المسلح على مقهوم التوريط
فحسب. وثانياً. هناك اشكالية النص العسكري في عهد رئيس م.ت.ف. السابق» احمد الشقيري:
حيث تم استخدام هذا النص دون تدقيق أو تمحيصء فتحدث الميثاق القومي القلسطيني عن الكفاح
المسلح ثم عن العمل الفدائي وعن حرب التحرير الفلسطينية؛ وجيش التحرير» أي أن هذه المفاهيم
هي مقاهيم ملتبسة في الساحة الفلسطينية. وما يمكن قوله بأن ما تعلمناه لم يكن حرب تحرير شعبية
بمراحلها المعروفة (دفاع, توازن» هجوم) ويأشكالها وأدواتها الثورية. فهل هو كفاح مسلح حقيقي
أم هى مجرد عمل عسكري فلسطيني؟ كذلك تحدّث البعض عن تطور العمل العسكري ورد العدو,
ونحن نتذكر اننا كنا ننتقل من تجربة الى أخرى دون انجاز أى استيعاب مهام المرحلة السابقة,
فانتقلناء مثلاً, من السلاح البسيط الى الديابة والمدفعية. قهل هذا نتيجة تطور طبيعي» أم أن الظروف
وطبيعة المواجهة مع العدو هي التي أجبرتنا على خوض معارك دفاعية؟
تا عبد الرحيم: تحدثت عن التكتيك الفلسطيني قبل العام 1971 بوضوحء وأقول انه لا يجب
ان نحاكم تلك التجربة حسب وعينا الراهن والمنعطفات الراهنة. فقد كانت بحدودهاء آنذاك, طبيعية
ومنطقية. أمّا بعد العام /1971, فقد حدثت انعطافة نوعية في التفكير السياسي الفلسطيني
العدد 744 555؛ تموز ( يوليى) آب ( اغسطس ) 1595 لؤون فلمطيؤية /ا5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 244-245
- تاريخ
- يوليو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)