شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 9)
- المحتوى
-
محمد الجندي
بطبيعة الأمور, تتركزان: أولاًء على دور القوى التقدمية؛ وثانياً على مسألة الأوراق الطائفية في المنطقة
العربية. ظ
أولاًء هناك» بلا شك؛ قوى وطنية وتقدمية عربية؛ وبامكانهاء لى أرادت؛ ان تفعل الكثير: خصوصاً
في هذه الظروف التاريخية الخطيرة في حياة المنطقة. لكن حتى تستطيع تلك القوى ان تفعلء لا بدّ لها
من ان تتضامنء وتنسسّق جهودها على مستوى المنطقة. ويتطلب ذلك منها ان تعيد النظر في أمور كثيرة,
وتتحوّل الى نوع من الرؤية الموضوعية؛ التي تجعل فصائلها تتقارب مع بعضها البعضء وتتعاون في
اطار من التكافقٌ. لقد كشفت الاحداث والنكبات الخطيرة عن أخطاء كبيرة: نظرية وعملية؛ لدى أغلب
فصائل القوى التقدمية. ولعل هذه الفصائل تستطيع؛ بسرعة؛ ان تتخلص من سلبياتهاء وتنتقل الى
الفعل الايجابي.
ليسء» هناء موضوع الكلام عن القوى التقدمية: ولا عن التفاصيل المتعلقة بعملهاء وحركتهاء
وتعاونها؛ فكل ذلك هومن اختصاصها هيء مجتمعة أو منفصلة؛ ولكن يأتي الحديث عن هذه القوى
في معرض الكلام عن ردود الفعل الضعيفة.
الواقع, ان ثمة مسؤولية كبيرة تقع عليها في ضعف ردود الفعلء لا يمعنى ان هذا الفصيل, او
ذاك؛ قصّر في القيام بواجباته؛ اذ لسناء هناء في معرض التقويم: وربما كل فصيل قام عملياً بما
يستطيع؛ وضمن حدود امكاناته. انناء هناء نحاول تفسير ظاهرة حصلت, والمسؤولية المذكورة ريما
هي ناجمة لا عن تقصير كل فصيل بمفرده؛ وانما عن عدم وجود رؤية موضوعية بشكل كافء ومشتر. تركة
بين مجموع الفصائل» وعن غياب الاستراتيجية المتكاملة, التي يمكن ان تجعل من حركة القوى
الوطنية والتقدمية ذات تأثير هام في الصعيد الاجتماعي.
لعل المنحى الصحيح الذي يسمح لفصائل القوى الوطنية والتقدمية بأن تلتقي؛ وتفعل, بشكل
مشترك يقوم على مبدأين متلازمين, يتقيّد بهما كل فصيل: الأول ان تكون حركة كل فصيلء بالنسبة
الى الفصيل الآخرء باتجاه تضامنيء لا باتجاه انشقاقى:؛ مهما بدت الفروق كبيرة نسبياً؛ فالاتجاه
الانشقاقي من الفصائل التقدمية؛ هىى في حد ذاته؛ انتقال في اتجاه الفصائل غير التقدمية؛ وتقارب
منهاء أي هو حركة أمقصودة كانت أم غير مقصودة؛ في اتجاه غير تقدمى: وربما غير وطنى؛ والمبد ا
الثاني» ان يعمل كل فصيلء عند كل تحليل يقوم به. على تحديد أخطائه بالدرجة الأولى؛ قبل تحديد
اخطاء الفصائل الأخرىء لا لهدف محض أخلاقيء وانما كي يستطيع ترميم تلك الاخطاء. وحمل
مسؤولياته بشكل أفضل. لقد درجت العادة لدى الكثيرين» وبشكل عفويء على بناء احكامهم على
الفرضيات, لا على المعلومات؛ وعلى الانطلاق من كون جميع الآخرين مخطتينء ما عدا أشخاصهم.
وفي الأمرين مقتل لكل تحرك تقدميء لأن التخطيط للعمل الكفاحى يتطلب المعلومات؛ والمعلومات
الدقيقة» كما يتطلب وضع تصورء أو أكثرء للتحالفات المرحلية؛ والاستراتيجية.
النقطة الثانية هي المتعلقة بالطائفية. من المعروفء هناء ان الورقة الطائفية قديمة؛ واستعملت
في ظروف عديدة, متنوعة تاريخياً ومتمايزة اجتماعياً. المجتمع العربي, بالذات: هو, في الأصلء ذو
تركيب طائفي قبي, ولا تزال» حتى الآنء نسبة الأمية فيه كبيرة. لا شك في ان اتصاله متعدد الجانب
بالبلدان المتطورة حمل اليه؛ الى هذه الدرجة أو تلكء مستويات من التطوّرء ولكن لم يكن ذلك كافياً
ليغسل الرواسب الطائفية القبلية.
/ شُوُون فلسطيزية العدد .٠٠١ تشرين الثاني ( نوقمبر ) ١145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)