شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 19)
- المحتوى
-
د. ذبيل حيدري
ارادية؛ أو مفروضة:؛ تستوعب التناقضات في «وحدة المصلحة الاستراتيجية»: وامّا عبر هيمنة
عسكرية سياسية تلغي هذا التناقضء من خلال المطابقة ما بين «وحدة الجغرافيا الطبيعية» و«وحدة:
السلطة التي تمارس عليها»(*)
على ان الاقليمية السورية» في ابعادها الجيو استراتيجية: حاولت تخطي هذا الوضع من خلال
الايديولوجيا العروبية. فمبدأ الوحدة العربية» كاطار متكامل؛ رفد شمولية الجيو استراتيجي,
وشكّل ؛ بالتالي» المستوعب النظري الذي احتوى خصوصيات وجزئيات الجغرافيا السياسية في وحدة
التركيب العروبي؛ وتخطى كيانية الدول والحركات السياسية في مركزية المنطلقات والاهد اف والانتماء
القومى الواحد(). وفي مثل هذا الحالء ذابت «الحدود القطرية» المتعددة في الحدود القومية,
واصبحت الاستراتيجيات القطرية عناصر مترايطة في اطار الاستراتيجية القومية الجامعة.
هكذا اعطى «التكامل الوحدوي» التكامل الجغرافي بعداً قومياً. واعطى الممارسة السياسية:
وربما العسكرية» «شرعية» قومية؛ بشكل انتفى معه التناقض بين «المدى الحيوي» لقطرء والسيادة
الوطنية لقطر آخر. وترتّب على هذا المعطى اعتباران ايديولوجيان: الاولء اعتبار الظاهرة الكيانية:
جغرافية وحدوداً. كيانات سياسية وانظمة» قوى وسياسات, واقعاً ظرفياً طارئاً يزول بمقد ارما تقتر,
من الهدف الوحدوي الجامع. والثاني» رفض الاساس المتعارف عليه في العلاقات الدولية عل صعيد
التمايز الكياني في اطار الحدود الجغرافية للدول العربية والنظام السياسي والسيادة الوطنية؛ كونه
يكرّس» رسمياً «واقع التجزئة» ويتناقض مع النزوع المطلق الى وحدة الامة().
وفي مجال الترجمة العملية لهذه الجدلية» رأت سوريا نفسها «المقياس» الذي تحدّد على اساسه
هوية القوى والانظمة العربية وانتماءاتها؛ كما هي «مقياس» التعامل والالتزام الوطني والقومي
للعروبة. وهذا يعني ان سوريا تعتبر تقويمها الواقع العربي هو الاطار الصحيح:ء وكذلك توجهها
السياسي الذي يستمد «شرعية» قومية لا غبار عليها: وبالتالي يغدو التحليل والمتطليات السورية
الاساش الصالح في كل استراتيجية عربية!"). ولم يكن بالامر المستغرب ان توصف القضية
الفلسطينية»؛ في هكذا مقياسء على انها مشكلة عربية عامة لا تجد حلا ثابتاً ودائماً لها الا في اطار
«استراتيجية عربية مشتركة»(").
بيد ان هذا «الدور الاستثنائى»: وان كان طموحاً عرويياً زائداً» الا انه رتب بالمقابل» «صعويات
استثنائية» عملية. ولا ريب في ان الصعوية الاستثنائية الاؤلى نشات من تأرجح الفهم السوري في
ضوء جدلية الاقليمي القوميء ما بين الواقع العربي القائم والاهداف العربية المبتغاة. من الممكن,
طبعاً. ان نجدء بدءاً من العام 191/4: مظاهر لا تحصى لهذا التأرجع: الآ ان ما يلفت النظر, حقاً» انه
على الرغم من ستار الايديولوجية العروبية» التي ظلت قائمة: على الاقل من الناحية الرسمية» اتبعت
دمشق سياسة براغماتية»: تناسبت مع لون من العروية: كان الامير فيصل نادى به في عشرينات
القرن الحالي. صحيح ان دمشق عادت الى المطالبة بوحدة عربية جامعة, لأنهاء حسب الفهم
السوريء «لا ترتبط بظرف معين؛ وليست رغبة طاريئة» انما هي رسالة»('), لكن الاسدء البراغماتي
بطبيعته, لم يكن ينظر الى الصومالء مثلاًء على انها تقع في اطار مصالح وطموحات وقدرة السياسة
الاقليمية السورية» وانما كان «المدى الحيوي» مو ذلك الذي يقعء بالضبط » بين الدولة السورية
«المصفرة» وبين حلم «الوحدة» العريضء حيث ظهرت في الوسط بلاد الشامء كمنطقة ذات سمة
جغرافية تاريخية وسياسية متميزةء لسوريا فيها مصالح اقليمية سعت الى تحقيقها.
١545 ) تشرين الثاني ( توفمير ٠٠١ لشْوُون فلسطيزية العدد ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)