شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 21)
- المحتوى
-
د. ذبيل حيدري
فهوء في منطلقه كما اعتقدت دمشق وسيلة مميزة لتجميع القوى العربية وتوحيدها ؛ وهو, في غايته.,
اسلوب فعّال في المواجهة ضد اسرائيل. والتوازن ليس غاية في ذاته؛ بل انه ضرورة مرتبطة بالغايات *.
التي يخدمها؛ ؛ وبمحدى آخر, ان 0 35 اسرائيل ليس مجرد تطلوير القدرات العسكرية 0
المصداقية العسكرية التي من شأنها ان تتيح لها مجان معقولا من حرية المثاورة والتحرك ال بلوماسي,
والسياسي» والاهم من ذلك انه يكون كفيلا برد القوة العسكرية الاسرائيلية» والحؤّول دون نجاحها
وبالفعلء فقد اتاح ه؛ هذا | المخرج للقيادة السورية حيّراً لا يستهان به من القدرة على التحرك
والمناورة» سياسياً وعسكرياً على مدى السنوات التي اعقبت توقيع مصر واسرائيل على اتفاقيتي كامب
ديفيد. فمن جهة, باشرت دمشق بتنفيذ برامجها التسليحية والعسكرية الهادفة الى رفع مستوى
قدراتها القتالية. ضمن اطار من التعاون الوثيق مع الاتحاد السوفياتي, ولكنهاء في المقابل» حرصت
على عدم السماح لنفسها بالانجرار الى مواجهة عسكرية شاملة مع اسرائيلء في زمان» او مكان,
تعتبرهما دمشق «غير ملائمين»!4'). من هناء حاججت دمشقء بحرارة» بأن الغزى الاسرائيلي للبنان
في صيف العام .١1547 كان, بالضبطء المثال الحي على «المواجهة المفروضة وغير الملائمة» التي طالما
حذّرت دمشق من مغيّة الوقوع فيهاء وعملت جاهدة على تجذيها بانتظار توافر «التوازن الاستراتيجي»
كممهد ضروري لاقامة «سلام المتكافئين»17).
لقد انتاب القيادة السورية» في سياق هذه الجدلية» اطمئنان ايديولوجي مفاده «اذا استكمل
العرب مقوّمات قوة الدفاع ضد الاغتصاب الصهيوني وتوسّعهء حاق بالامن الاسرائيلي تهذيد من
الحجم نفسه». نظرا الى التلازم العكسي بين النظرية الامنية الاسرائيلية والضعف العربي القائّم على
مبدأً «أن حدود الامن الاسرائيلي تتسّع بقدر ما يضعف العرب». وهذا يعني ان القوة العسكرية
العريية تشكل الكابح للاندفاع الاسرائيلي» وان «التوازن» هو «القوة الوحيدة التي يحسب لها العدو
حسايا (” '). وهذا يعني»؛ على مستوى اكثر تجريداً ان جدلية السلام بين القوي والضعيف تنتج
فائتضاً من القوة لصالح فريق على آخر يفرز خللاً سياسياً يجعل «سلام القوة» قائماً على اختلال
التوازن. أمّا «توازن القوى»: فيخلق توازناً سياسياً موازياً يؤدي الى سلام مستقرء ضمانته الناتج
صفرلميزان قوى متعارضة!''). ٠
ولكن هل تبقى سوريا تواجه اسرائيل وتنافسها على احتلال الموقع الاول في المنطقة, وبالتالي فلا
مجال الا لعدائهما المتبيادل؟
على الرغم من كل التأكيدات السورية بشأن احتمالات المواجهة العسكرية مع اسرائيل» ومن
تكرارها المستمرء الا ان المرء يلاحظ استمرارية مدهشة في الحفاظ على الوضع القائم!؟"). وقد اشار
رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق» مناحيم بيغن» نة نفسهء الى هذا الجانب من سجل القيادة السورية»
في خطاب في الكنيست, في الثامن من حزيران ( يونيو) 19/7: في اثناء حرب لبنان» حين ذكر انه
اضافة الى اتفاق الجولان المكتوب» تم م التوصل الى تفاهم سري ٠ عبر وساطة اميركية» وافق السوريون
فيه ضمناً على منع الفلسطينيين من شن أي نشاطات مسلّحة, انطلاقاً من الاراضي السورية(”")
هذا الواقع يدعمه استنتاج احد المتايعين للسجل السوري» حين لاحظ ان دمشق تنتهج, إِنْ ف
مرتفعات الجولان او في الجنوب اللبناني او حتى مع الفصائل الفلسطينية. سياسة
١945 ) تشرين الثاني ( نوفمير .٠٠١ اشوُونُ فلسطيزية العدد ١. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)