شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 32)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 32)
المحتوى
لل جدل العروية والفلسطتة ...
ويعتمد على الآخرين في الحصول على اكثر من نصف احتياجاته من الغذاء. هذه الحقائق القائمة
اضحت جزءاً لا يتجزا من نفسية صانع القرار المصري, بحيث اضطر الى ان يكون اكثر «واقعية» في
احلامه. واكثر «عقلانية» في سلوكه السياسي7١).‏
من هناء لن تتوفر لدى القيادة المصرية القدرة» او الرغبة؛ او الاثنان معاًء في قيادة العالم العربي
في مواجهة جديدة مع اسرائيل في الحاضر اوفي المستقبل المنظور؛ فالالتزامات المترتبة على اتفاقيتي
كامب ديفيد» ومشكلات مصر الاقتصادية» تستيعد: اساساً: الالتجاء الى مثل هذا الخيار. وللتأكد
من ذلك؛: فان صانع القرار المعاري قو تفل منذ زمن» عن الوهم الذي كان مقتنعاً به يوماً: بأن
اسرائيل لديها رغبة حقيقية في توطيد السلام,» ولكن فقدانه الثقة في اسرائيل لا ينتقل» بصورة تلقائية:
الى اتخاذ طريق الحرب مغها. وقد يتوقع بعض العربء مع ذلك ان مصر سوف تقوده؛ على نحو ماء
الى مواجهة دبلوفاسية مع اسرائيل والولايات المتحدة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من الحقوق
الفلسطينية: ومن الارض الفلسطينية المختلة» وان تطلق «استراتيجية احتواء» مهمتّها محاصرة خطط
السيادة الاسرائيلية في الشرق الاوسط. ويأخذ هذا التفهم في الاعتبار الحكم على التزامات اسرائيل
طبقاً للمعاهدة والتزامها «الاخلاقي» تجاه الفلسطينيين؛ كما انه يأخذ بعين الاعتبارء ايضاًء حماية
المصالح العربية. ويمثّل هذا الاسلوب» في ممارسة صانع القرار المصريء الامل في المحافظة على موقعه
المتوسط بين رومانسية القومية العربية» التي جسّدها عبد الناضرء واسلوب المواءمة العملية الذي كان
يتمسك بيه السادات17١)‏ . وهكذاء قد تستطيع مصر العودة الى تناول ملف النزاع» وان تعدّله بعض
الشيء في ما يخص البعد الفلسطيني؛ ولكنها غير قادرة, ابداًء على القضاء عليه.
ملاحظلات حتامية
انّْ كان لا بد من عودة الى نقطة انطلاقناء فاننا سوف نختم هذه الدراسة بمحاولة ابراز عدد من
المؤشرات التي تدل؛ برأيناء على الواقع الحالي للعلاقة الجدلية القائمة بين المشروع «العروبي» الهابط
والمشروع «الفلسطيني» الصاعدء ويمكنء ربماء ايجازها بأريعة:
اولاً: هناك اتجاه واضح (استطردنا في وصفه. ونكتفي هنا فقط بالاشارة اليه) نحو تضاوؤل
اتساع عمق الشق بين «العروبية» كمشروع ايديولوجي ‏ سياسي وبين «الواقع» العربي الراهن. هذا
الشق يمكن تلمّسه عبر علاقات «التضامن» التي حلّت مكان مشاريع «الوحدة»: فاذابت جزءاً هامًاً
من التماسسك الداخلي للمشروع العروبي. وقد لعبت السياسة المضرية تجاه اسرائيل؛ والسياسة
الاردنية تجاه الفلسطينيين؛ دور «الكاشف» الكيميائي لتراجع هذا المشروع.
ثانياً: ان العالم العربي الذي زاغت حدوده الخارجية:؛ فقدء في الآن عينه؛ قدراً كبيراً من تماسكه
الداخلي: واعاد تقسيم نفسه على اساس تجمعات «اقليمية» مرتبطة: ولا شك, بالمناخ العربي العام:
ولكنها متشددة. في:المسائل .ا لاقرب» جغرافياً علها.
ثالثاً: ان «منطق الدولة» الذي ظل يوجه السياسة العربية» منذ منتصف الستينات: بات اقوى
كثيراً من العروية الجامعة. كما ان التفكك كان بارزاً بمقدار ما كانت الرغبة في استغلال الورقة
الفلسطينية عميقة ومشتركة: لقد كانت هذه الرغبة تشكل نوعاً من «الشرعية» يرى المسؤولون العرب
أنهم مجيروت 4 الاستناد آليها بصورة متكررة. اما التفكك, فكان: غالياً حصيلة صراع فاقمته
العدد* 9:تشرين_ الثاني (انوفمين ) ‎١5/5‏ لشُون فلسطيزيية 55
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7437 (4 views)