شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 50)
المحتوى
حب تسوية القضية الفلسطيذنية في ضوء تحولات النظام الدويي...
النظام القديم؛ كما ان العلاقات ما بين المتغيرات فيها تتميّز بالتعقّد والتركيب الشديدين . ولذاء فانه
من الطبيعي ان تتعدد الرؤى الى هذا النظام ومكوّناته وحركته؛ وبالتالي» كيفية التعامل معه. هناك
ثلاث روّى متصورة للنظام الدوليء. وهي على الوجه التالي: ْ ش
الرؤية الأولى؛ التحوّل الى عالم القطب الواحد
‎١‏ ان النظام الدولي يشهد متغيّرات كبرى تبشر بتحوّل جوهري الى نظام يختلف نوعياً عن
النظام الدولي الذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية, والذي استند الى ظاهرة ما يسمّى بالقطبية
الثنائية التي كانت تعني انقسام العالم الى معسكرين متنافسين, اشتراكي ورأسماليء يقود الاول
الاتحاد السوفياتي: والثاني الولايات المتحدة الاميركية: ‎١‏
ان النظام ما بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن ساكناًء وانما كان شهد متغيرات في علاقات
اي النسبية بين المعسكرين. هذه المتغيرات مرّت بمرحلتين:
الاولى. استمرت» تقزيباً: على مدى ثلاثة. عقوبء منذ منتصف. الاريعينات. وحتى. منتصف
السبعينات», وتميزت بضيق الفجوة الهائلة بين المعسكرين: وهي السمة الرئيسة لعلاقة القوى بينهما
غداة الحرب الثانية مباشرة. هذا الضيق نجم عن نجاح.الاتحاد السوفياتي في تحقيق تكافوٌ عسكري
مع الولايات المتحدة, واللحاق بها في مجال الثورة الصناعية الثانية» وحقق معد لات للنمو الاقتصادي
أعلى منهاء واستفاد من حركة التحرر الوطني في العالم الثالث, والتي كانتء في اطار الاستراتيجية
الغالمية خصماً ضد المعسكر الرأسمالي. وجاء ضيق الفجوة. أيضاًء نتيجة ظهور أقطاب اقتصادية
جديدة داخل المعسكر الغربي (أوروبا الغربية واليابان)» وانهيار الهيمنة الاقتصادية الاميركية على
الاقتصاد العالمي الذي شكلته اتفاقيات بيتون وودز. وكان للهزيمة الاميركية في فيتنام أثرها في
اضعاف الولايات المتحدة, معنوياً واخلاقياً .خلال هذه المرحلة» على حين ان الايديولوجية الاشتراكية
نجحت في | ن تشكّل بديلاً مرموقاً ومطروحاً على النظام العالمي.
في المرحلة الثانية» والتي امتدت تدريجياً منذ منتصف السيعينات وحتى الآن: بدأت أسس
جديدة لنظام دولي جديد في الظهون, يقوم على ازدياد. الفجوة من. جديد بين المعسكرين مع حدوث
تحوّلات جذرية في الوضع الداخلي والمكانة العالمية للاتحاد السوفياتيء ودول المعسكر الاشتراكي
عامة. فقد ظهس نوع من الضعف البنائي في النظام الاشتراكي عبر عن نفسه في شكل ركود سياسي
وتراجع ,شديد الوحد التوقف في معدلات .النمى الاقتصادي. و في حالات. دول العالم الثالث الماركسية,.
فان هذا التوقف تمثل في ظهور المجاعات والحروب الاهلية (كمبوتشيا وأثيوبيا)ء وظهور الميول
الامبريالية (فيتنام في كمبوتشيا والاتحاد السوفياتي في افغانستان)» وظواهر الهجرة الجماعية نتيجة
تفاقم الاوضاع السياسية والاقتصادية. ومن كل ذلك: فان النظام الاشتراكي - كنموذج ومثال بديل
من النظام الرأسمالي الليبرالي - أصبح موضع شكوك قوية من الرأي العام العالمي» في الشرق والغري
والعالم الثالث. في الوقت عينه: بد المعسكر الغربي يسترد عافيته نتيجة الثورة الصناعية الثالثة التي
ظهرت: بشكل أساسي: في الولايات المتحدة واليابان: ثْمٌ تبعتهما أوروبا الغربية» وامثدادها من
المجالات العسكرية الى القطاعات المدنية في الاقتصاد ؛ وهو الامر الذي فشل الاتحاد السوفياتي في
تحقيقه. وبالاضافة الى ذلك؛ فان المعسكر الغربي اثبت قدرة هائلة على التكيّف مع الظروف العالمية,
حيث نجح في تكثيف الاعتماد المتادل ما بين الدول الصناعية المتقدمة؛ من خلال شيكة هائلة من
المنظمات والمؤسسسات الدولية (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: الجات: صندوق النقد
العدد :5 تشرين الثاني ( توقميزن) ‎١55‏ لتُيُون فلسطيزية.. 5
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10644 (4 views)