شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 53)
- المحتوى
-
لطقي الخولىي؛ د. عبد المذقم سعقيد, د. محمد السيد سعيد لنسد
اليمين المحافظ التقليدي الأميركيء المرتبط بالمؤسسة الاميركية, والفكر القائم على توازن القوى
والاستغلال المستمر للفرص المتاحة. من طريق الاستخدام التمييزي للقوة العسكرية. وتتأثر هذه
الادارة بشكل عامء بادارة ريتشارد نيكسون السابقة» وبفكر هنري كيسنجر في استخدام عناصر
القوة المختلفة بشكل محدود للحصول على مزايا استراتيجية. وينطبق ذلك, بشكل محدّدء على
النزاعات الاقليمية, وخاصة في الشرق الاوسطء حيث تكون التسوية مرهونة باستبعاد الاتحاد
السوفياتيء أو اعطائه أدواراً هامشية: في الوقت الذي تتعاظم المصالح والنفوذ للولايات المتحدة
وحلفائهاء وخاصة اسرائيل؛ من التسوية. ان تحقيق ذلك لا يمكن ان يتسنّى بالاسراع بعملية
التفاوضء أو عقد المؤتمر الدوليء وانما بتجزئة القضية؛ والعودة الى سياسة الخطوة خطوة؛ وابقاء
القضية: برمّتهاء في مكانة متأخرة من قائمة الاعمال العالمية كلّما كان ذلك فمكناً.
4 وهكذاء فانه في ظل النظام الدولي الراهن؛ فان كلا من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة,
في الحقيقة؛ ربما يقبلان» لاسباب مختلفة؛ عدم الاقدام النشط على تسوية القضية الفلسطينية. ولا
يعني ذلك تجميدها نهائياً وهو الأمر المستحيل بفعل الانتفاضة وانما حصرها في اطار جهود وئّيدة
تركز على الأطراف المعنيّة مباشرة, بهدف ابقائها بعيداً من المواجهة الصريحة؛ مع تطويع مواقفهاء
حسب الظروف المتفيرة.
الروية الثانية؛ الوفاق الدولي الجديد
١ - ان الحقيقة الكبرى التي تحكم هذه الرؤية هي أن القوتين الأعظم توصّلتا الى درجة من
توازن الرعب النووي تجعل فكرة استخدام القوة, لتحقيق أهداف سياسية:؛ أمراً مستحيلاً .. فخلال
العقوب الاريعة الماضية» دخل الاتحاد السوفياتى والولايات المتحدة الاميركية في سباق كمّى» ونوعى:
من التسلّح لم تعرفه البشرية من قبل؛ وهو سباقء بالاضافة الى انه جعل فكرة الحرب مستحيلة؛ فانه
ادَّى الى اجهاد كلا الدولتين. فبالنسبة الى الاتحاد السوفياتيء فان سباق التسلح أدى الى تأخر البنية
الاقتضادية السوفياتية» وتحت ظروف الحرب الباردة: أدى الى جموب البنية السياسية وفقدان
الحيوية في البناء الاشتراكي. أما بالنسبة الى الولايات المتحدة؛ فعلى الرغم من أنها لم تتراجع
اقتصادياً بالقدر ذاته, الا ان مكانتها داخل العالم الرأسمالي أخذت في التراجع» نتيجة بروز قوى
اقتصادية عالمية جديدة في اليابان وأورويا الغربية؛ والأهم من ذلك أن سباق التسلح أدى الى عجن
ضخم في الميزانية الأميركية وضغوط على الدولار الأميركي» مما خلق ضرورة توقف ميزانية الدقاع
الأميركي عند حدوبها الحالية ( ٠٠١ بليون دولار ): أى تراجعها إنسبياً حتى يمكن زيادة الانفاق
الاجتماعي» وتحقيق التوازن في الموازنة. حسب قانون غرام رادمان» في العام 19557.
- ان حاجة الدولتين الى ايقاف سباق التسلّحء واكبتها درجة هائلة من الاعتماد المتبادل بين
دول العالم في المجالات الاقتصادية؛ والاجتماعية, والاتصالية: بالاضافة: بالطبعء الى الاعتماد
المتبادل في مجال الأمن؛ والذي حتّمه أن أمن كل دولة أصبح يعتمدء اعتماداً مباشراً. على سلوك
وقرارات الدولة الأخرى في المجال الأمنى. هذه الدرجة من الاعتماد المتبادل ولدت نتيجتين هامتين:
الاولىء ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير «نوعية» أفضل للحياة الانسانية أصبحت لها
الأسبقية في كل المجتمعات: مما حثّم تراجع القضايا الامنية الى مكانة متأخرة في أولويات الدول؛
والشانية» ان تكثيف الاعتماد المتبادل أصبح ضرورة لمواجهة قضايا كونية تمس الجنس البشري
بأسره. بغض النظر عن الدول. فقضايا مثل التلوّث؛ وحوادث المفاعلات النووية» وتأثر أوزون
دك لشُوُون فلسطزية العدد :٠٠١ تشرين الثاني ( نوفمير ) 1549 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10644 (4 views)