شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 59)
- المحتوى
-
لطقي الخولي. د. عبدالمثعم ستعيد, د. محمد السيد سعيد للسسيده
وعلى حين أن كفاءة دبلوماسية التسوية تتوقف على مشاركة جميع الاطراف المشتبكة في
الصراعات الاقليمة, ؛ فان ذلك قد يبدو متعذّراً بسبب التطور غير المتوازن بين الاطراف نحو قبول فكرة
التسوية والحلول الوسط. ومن هناء فقد تنوعّت أنماط المشاركة بين حالة وأخرى. ويمكننا مقارنة هذه
الانماط من خلال أربع سمات عامة رئيسة ميّرت الحركة الراهنة نحو التسويات الاقليمية؛ وهي:
(1) القسويات الاقليمية ومشاركة العملاقين: يعزو كثير من المحللين الموجة الراهنة من
التسويات الاقليمية الى التطور الكبير للعلاقات بين العملاقين: وتحولها من الحرب الباردة الجديدة في
الفترة ١9/5 ١91/5 الى الوفاق الجديد الذي لم تزل صياغته غير مكتملة بعد منذ العام 19/65.
. وفي هذا المنظور, فان المقولة الشائعة في أدبيات الوفاق هي أن التسويات الاقليمية تكتسب
خصائصها وقوتها الدافعة مما يسمّى سياسات الارتباط (5 20116 01 عع د كلصا ) . وتمثل سياسات
الارتباط أحد دوافع التسويات الاقليمية عندما تؤثر الحالة العامة للعلاقات بين العملاقين وهي
الحالة التي يمكن قياسها بمدى نجاح لمفاوضات حول ضبط التسلح النوويء وفوق النووي في
اسلوب تسوية صراعات اقليمية معيّنة» أو عندما يشترط أحد الطرفين؛ أو كلاهما معاًء اقدام الطرف
المقابل على تنازلات معيّنة في مجال الصراعات الاقليمية لانجاح مفاوضات ضيط التسلّح؛ أو العكس
الحجصول على تنازلات معيّنة في مفاوضات ضبط التسلّح, من أجل القيام بتنازلات مقابلة في مجال
الصراعات الاقليمية. ومنذ ظهر هذا التعبير أى الاسلوب التفاوضيء في العلاقات بين العملاقين: في
بداية السبعينات» وهو يسبب استقطاباً داخل كل من العملاقين بين تيارين. الاول يرى أن بين الشرق
والغرب مصلحة مشتركة كامنة في منع المخاطرة بالحرب النووية» وهي مصلحة قوية وحيوية للطرفين:
الى الدرجة التي يجب أن تفصل معها عن الاتفاق والاختلاف في المجالات الأخرى للعلاقات فيما
بينهماء بما في ذلك الصراعات الاقليمية. أمّا التيار الثاني» فيرى عدم امكان عزل التفاوض حول الحدّ
من سباق التسلح عن بقية مجالات العلاقات. بل ويدعو هذا التيار الى استخد ام التفاوض حول ضبط
التسلح للحصول على تنازلات من الطرف الآخر في المجالات الاقليمية» أو العكسء وقد ميّز ذلك الرأي
تيار الصقور الاميركيين.
وامتداداً لهذه المقولة» ثمّة نظرية تؤكد أن تحريك الموجة الراهنة من التسويات الاقليمية قد تمّ
يميادرات سوفياتية اشتملت على عدد كبيرمن التنازلات في مختلف الصراعات الاقليمية. ويمكن تفسير
ذلك برغبة السوفيات الشديدة في ظل غورباتشيوف - في الحصول على اتفاقيات متتابعة لضبط
وتخفيض التسلّح, بمختلف أشكاله, حتى يمكن توجيه جزء متزايد من الموازنة العسكرية الى الانفاق
على تطوير الاقتصاد السوفياتي. والافتراض الكامن» هناء هو أن اقدام السوفيات على تنازلات من
جانب واحد سوف يظلق ضغوطاً شديدة لا يمكن للولايات المتحدة مقاومتهاء من أجل منع المخاطرة
بالحرب وضبط التسلحء وحلٌ الصراعات الاقليمية» حلا مقبول في الوقت عينه.
ويتفق هذا التحليل مع الهيكل العام للدعاية والايديولوجية السوفياتية في ظل غورياتشيوف. فقد
انتقد غورباتشيوف من سبقوه من الزعماء السوفيات لتفضيلهم الاستراتيجيات العسكرية على تلك
السياسيةء ووصفه لهذا التفضيل بيأنه يعكس أفكاراً بالية» من الناحية التاريخية؛ وبالتاليء فقد
تحوّلت السياسة الخارجية السوفياتية الى استنفاد كافة سبل التسوية للنزاعات الاقليمية والدولية
بالوسائل السلمية؛ وتجريب وسائل مختلفة؛ لاغراء اء الخصوم الغربيين بالجلوس الى مائدة المفاوضات .
ومع ذلكء فان مجمل هذه النظرية لا بت يتفق» في كثير من جوانبها مع الواقع. فمن ناحية» لم
/0 يون فلسازية العدد .٠٠١ تشرين الثاني ( نوفمير) ١545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10644 (4 views)