شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 65)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 65)
المحتوى
لطفي الخو لي؛ د. عبدالمشقم ستعيد, د. محمد السيد سعيد س-
من اتفاق التسوية هى تسوية: أى حلء الازمة بكل جوانيهاء وانما مجرّد توطين الصراع. ويتم ذلك من
.طريق ضمان مجرّد فك الاشتباك بين الجانب الدولي والجانب الوطنى في هذه الصراعات . فاتفاقية
جنيف الخاصة بأفغانستان تعنىء في الجوهرء «أفغنة» الصراع بعد الانسحاب السوفياتى. وكذلك:
فان المفاوضات في جنوب أفريقيا قد فشلت في التوصل الى حل مقبول لدى الاطراف لمشكلة : حركات
افريقيا وقوات كوبا واستقلال ناميبيا. وفي حالة نيكاراغواء فان الولايات التحدة قد استخدمت مناه
مباشرة لاستخدام القوة, ولكن وسيلتها الرئيسة لاسقاط حكومة نيكاراغوا الشرعية هي استخدام
حركة الكونترا. وقد ينتهى الصراع حول كمبوتشيا بحرب أهلية مشتعلة بين المنظمات العسكرية
الكبرى الثلاث: بعد اقرار الانسحاب الفيتنامي.
- عوامل نجاحء أو فشلء دبلوماسية التسويات الاقليمية: لا يزال معظم التسويات
الاقليمية في اطار العمل التفاوضي في مراحله المختلفة؛ وبالتاليء يصعب التحدّث عن نجاح أو فشل
قاطعين؛ خاصة اذا أخذنا في الاعتبار الأمد الزمني الطويل نسبياً الذي تستغرقه دبلوماسية التسوية
حتى تستقر على الاتفاق النهائي. ومن هناء يمكننا التحدث؛ فقط؛ عن نجاح وفشل نسبيين.
فتوقيع اتفاق» مهما كان ناقصاًء يعتبر نجاحاً نسبياً؛ واستمرار المفاوضات, بتكرارية أكبر, يمثّل
نجاحاً اذا كانت شقة الخلاف تضيق بالتدريج؛ بل ان مجرّد الموافقة على ايقاف اطلاق النار يعتبر.
في بعض الاحوال؛ نجاحاً كبيراً. مثلما هو الحال مع الحرب العراقية ‏ الايرانية. ومعنى ذلكء ان كافة
التسويات الاقليمية فيها بعض عوامل النجاح وبعض عوامل الفشل.
ومن هذا المنظور, فان النجاح النسبي لدبلوماسية التسوية الاقليمية قد يتوقف على اجتماع
العامل الأول يتمثل في تعبير المشروعية الدولية عن نفسها بصورة فعّالة» من خلال تكييف المزاج
الحاكم للرأي العام العالمي» وصدور قرارات متواترة من منظمات دولية وشعبية عالمية» والدفع نحو
فرض عقويات مادية؛ أو رمزية؛ على الطرف المخالفء الخ.
ان محاولة التقليل من فعالية المشروعية الدولية والسخرية منها في الكتابات العربية لا تتفق مع
الوقائع التي تعكسها الدراسة المقارنة لتجارب التسويات الاقليمية. ففي الحالتين الأبرز نجاحاًء أي
الجنوب الافريقي وأفغانستان: كان لهذا العامل دور بارز في الدفع نحى التسوية. وكان لهذا العامل
دور ملموسء بهذه الدرجة أو تلك في مختلف الحالات الاخرى. كما أن المشروعية الدولية كانت, في
الاجمال؛ هي المصدر الرئيس لجداول أعمال دبلوماسية التسوية. بل ويمكن القول» ان درجة النجاح
قد ارتبطت, ارتباطاً لزومياً بالحدّة التي عبّرت بها المشروعية الدولية عن نفسها.
والعامل الثاني هى حدوث تحول ملموس في موازين القوى العسكرية على ساحات القتال» أو
حدوث تغيرات من شأنها ان تجعل عبء الامر الواقع غير مطاق بالنسبة الى الطرف الاقوى نسبياً.
وقد رأينا ان تحؤلات في الموازين العسكرية قد حدثت في خمسة من الصراعات العشرة موضوع
الدراسة هناء في حين حدثت تحوّلات مناظرة في الابعاد الاقتصادية: أو السياسية؛ للصراع في الحالات
الياقية.
والعامل الثالث يتمثّل في قيام أحد العملاقين بدور المبادرة النشطة في دبلوماسية التسوية: اما
باعتياره وسيطاً: واما ياعتياره شريكاً: قِ الصراع, ‎٠‏ مع حصوله على مسائدة المقايل, » على الاقل ف
1 لشُؤُون فلسديزية العدد ‎2٠١‏ تشرين الثاني ( نوفمير) ‎١545‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10644 (4 views)