شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 67)
- المحتوى
-
لطفي الخوني. د. عبد المثعم سبعيد, د. محمد السيد سعيد “0
ومع ذلك فان آمامنا سنوات عديدة قبل ان تتبلور الاتجاهات طويلة المدى نسبياً في النظام
الدوليء بصورة غير مؤاتية للجانب العربي؛ بأكثر مما هي عليه في اللحظة الراهنة. وعلينا ان نستثمر
هذه السنوات بتكثيف كل العوامل التى لا تزال ايجابية في الهيكل الراهن للنظام الدوليء مْن خلال
المؤشر الاول. انه على الرغم من الخط التنازلي العام لسياسته الخارجية, الا ان الاتحاد
السوفياتي لا يقذم؛ 0 اتنازلات مجانية, وانه لا يزال قادراً اذا رغب على تدعيم موقع
المؤشر الشاني يتمثّل في موقف أوروبا الغربية. فعلى الرغم من انشغال الجماعة الاوروبية
بمشروعاتها للتطور والاندماج؛ وميلها الراهن الى تنسيق عالمي أقوى مع الولايات المتحدة» فان موقفها
من الصراعات الدولية عموماً والصراع العربي الاسرائيلي خصوصاًء قد اتخذ خطاً صعوبياً باتجاه
مزيد من الاهتمام بالاستراتيجيات السياسية للتسويات: وياتجاه مزيد من التوازن في صوغ هذه
التسويات.
المؤشر الثالث يتمثل في مواقف القوى الجديدة البازغة في النظام الدولي؛ وخاصة اليابان والصين.
وهذه القوى أميلء عامة؛ الى التماشي مع القطب الغربي القائدء ولكنها لا تملك اسباباًء أو تراكماً
تاريخياًء لبلورة مواقف غير مؤاتية للعرب» وهي أقرب الى العكس. وهناك احتمالات معيّنة لتعظيم
موقف متوازنء وايجابيء, من القضية الفلسطينية: في حالة اتباع العرب لسياسة خارجية نشطة
تؤسس روابط قوية ومبكرة مع هذه القوى الجديدة التي لا شك في أنها ستتمتع بقدر أكبر من القوة
السياسية في النظام الدولي المقبل. كما ان هناك احتمالات معيّنة لتوظيف مكانتها الراهنة في النظام
الدولي لصالح القضية الفلسطينية ومبدأ التسوية العادلة والمتوازنة للصراع العربي - الاسرائيلي
عامة.
وحتى يتم أفضل استثمار ممكن للعوامل التي لا تزال ايجابية في النظام الدوليء خلال السنوات
القليلة المقبلة: فان على الادارة العربية ان تحل التناقض بين ميل مكانة العرب الى التدهور في هذا
النظام ومصلحتهم في الصعوب بمسألة التسوية العادلة والمتوازنة للصراع العربي الاسزائيلي الى '
مكانة مرتفعة في قائمة الاهتمامات, أو جدول أعمال النظام الدولي الراهن.
فلا شك في أن مكانة العالم العربي» في النظام الدوليء قد تعرّضت لتدهور خطير في السنوات
الماضية؛ اقتصادياً وسياسياً. فقد تدهور موقع العرب في الاقتصاد الدولي؛ إن نصيبه من التجارة
الدولية يتعرُض لانخفاض شديد» ونصيبه من الاستثمارات الاجنيية الخاصة المباشرة محدودب للغاية,
وأهمية صادراته من النفط تتدهور أيضاً؛ وحتى لو عاد مركز النفط؛ في الاقتصاد الدوليء الى الارتفاع
في منتصف التسعينات, كما يتوقع تيار من الادبيات الاقتصادية؛ فان هذا الارتفاع لن يماثل
الاوضاع التي أعقبت العام 1174 ولن يكون كافياًلموازنة التدهور في مجالات أخرى. وقد كان الاداء
الاقتصادي العربي سيئاً خلال الاعوام الخمسة الماضية؛ الامر الذي ترتّب عليه انخفاض نصيب
العرب من الناتج المحلي الاجمالي المجمع للعالم. وفوق ذلكء فقد تدهور موقع العالم العربي في موازين
التعرض الاقتصادية؛ بسبب تراكم مديونيته, وتعاظم حاجته الى المعونة, ونقل التكنولوجيا والغذاء.
وكذلك هببطت المكانة السياسية للعالم العربي قْ النظام الدولي: بسيب عجزه عن اتخاذ
35 ادُوُونُ فلسطزية العدد ٠٠١ تشرين الثاني ( نوفمير ) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22439 (3 views)