شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 77)
- المحتوى
-
محمد عبدالرحمن سل
الشرق الاوسط التي تشهد تغيرات سياسية متسارعة:؛ فان الجمود النظري يؤدي الى أخطار كثيرة,
ليس أقلهاء في الحالة الاسرائيلية. خطر التعرّض لهزيمة عسكرية؛ التي هيء بالنسبة الى اسرائيل,
لا تكون هزيمة حاسمة. وقد أثيت تاريخ النزاع المسلّح بين اسرائيل والدول العربية ان معادلة
ن القوى في المنطقة (الموارد البشرية والاقتصادية والوضع الجيى سياسي والعلم والتكنولوجيا
13 الدولية) تسير باتجاه اغلاق الفجوة بين الطرفين لصالح الجانب العربي. ونظراً الى ادراك
راسمي الاستراتيجية الاسرائيلية هذه الحقيقة؛ فان محاولات حثيثة يجرونها في البحث والدراسة,
من أجل ايجاد الطرق والوسائل التي تمكّنهم من وضع عقائد عسكرية جديدة تتلاءم والتطورات
المحتملة على صعيد مركّبات نظرية الأمن القومي ككل.
وفي حقيقة الأمر. كان المسعى الاساسء الذي استندت اليه نظرية الأمن الاسرائيلية العمل من
اجل غلق فجوة العامل الكمّي مع الطرف العربي؛ وذلك من طريق امتلاك اسرائيل ترسانة عسكرية
ضخمة تستخدم كقوة ردع ضد الدول العربية» ومنعها من التفكير في اللجوء الى الخيار العسكري
ضد اسرائيل: لأن اسرائيل لا يمكنها ان تخوض حرباً أخيرة تقضي فيها على جيوش الدول العربية
تفرض في نهايتها حلا سياسياً. يزول» بعدهاء خطر الصدام العسكري ويحل السلام؛ بينما يستطيع
الطرف العربيء بالمقابلء التخطيط لحرب يوجه خلالها ضربة حاسمة الى اسرائيل. وبسبب من
الامكانيات والموارد الكبيرة التي يملكها العرب» فانهم قادرون على العودة الى الحرب؛ في كل مرة تسمح
لهم الظروف بذلك؛ حتى يتم لهم النجاح في مسعى الانتصار المادي على اسرائيل.
واذا ما فكر الجانب العربي في الاستعداد لخوض الحرب ضد اسرائيل ولم ينجح عامل الردع
الاسرائيلي في منع ذلكء فان القوات الاسرائيلية تقوم بتوجيه ضربة «وقائية» تهدف الى ضرب
الاستعدادات العربية في عمق الأراضي العربية لازالة الخطر المحتفل.
واذا ما بدا ان هناك استعدادات عربية وحشود للقوات على خطوط المواجهة» تمهيداً لشن هجوم
وشيك على اسرائيل» تقوم القوات الاسرائيلية بتوجيه ضربة «استباقية» أى «اجهاضية» لاحباط الهجوم
العربي قبل ان يبدأ. وفي تلك الاثناء, تتم عملية تعبئة الاحتياط للقيام بهجوم مضاد داخل الاراضي
العربية» لتدمير القوات المحتشدة والحاق هزيمة بهاء اعتماداً على عقيدة هجومية تستند الى الحركة
السريعة للقواتء. لتحقيق نجاحات تكتيكية خلال وقت قصير. توجه خلاله ضربات ساحقة الى القوات
العربية. فتربكها وتضعها في مأزق يفرض عليها الانسحاب والتراجع؛ بحيث.يتحقق ذلك بأقل قدر
من الخسائر. | ٠ ٠
ومن أجل تقليل نسبة الخسائر في الارواح والمعدات. يجب نقل الحرب سريعاً الى أراضى العدو,
وذلك باستغلال خطوط المواصلات القصيرة لحشد قوة عسكرية ضاربة تندفع داخل الاراضي العربية
وفق نظرية التقرب غير المباشر العسكرية؛ تجبر القوات العربية على التراجع» ودفع ثمن باهظ في
الارواح والممتلكات» وتهدد وحدة ووسلامة وأراضي الدول المشاركة في الحرب.
ومن اجل تخطي عائق «القلّة» الاسرائيلية في مواجهة «الكثرة» العربية؛ فقد شُكّلت القوة
العسكرية الاسرائيلية من جيش احتياط يُدعى بسرعة نسبية وقت الطوارىء للقيام بهجوم وقائي», أو
استباقيء دُمجت فيه التشكيلات المقاتلة البرية الأساسية؛ وتشكيلات أخرى تضم بنية تحتية
لأغراض الاعداد والتدريب والصيانة والاشراف على تشكيلات الاحتياط؛ وتشكيلات من قوة جود
وبحرية على أساس الخدمة الدائمة. وتستخدم هذه القوة العسكرية الضارية في تنفيذ ل
0 لشؤُون قلسطزية العدد ,5٠١ تشرين الثاني ( نوفمير) ١9/45 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)