شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 85)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 85)
المحتوى
محمد عبدالرحمن ‏ سس
من المهاجم الذي يضطر الى الحركة المكشوفة للسيطرة على الارض . فالنظرية القتالية المرتكزة على دفع
ارتال مدرّعة داخل خطوط العدى الدفاعية, تتسبب في تعريض القوات المهاجمة لخسائر كبيرة» «وان
الجانب الذي يتبع شكل المعركة الهجومية يدفع ثمناً باهظاً جدأ» . واقترح يوغاب ان تتمسّك اسرائيل
بنظرية أمنية جديدة؛ تستندء أساساًء الى سلاح موجه دقيق» والى شكل قتال دفاعي . وهى لا يذهب
بعيداً من رفض الخيار الهجومي بالمطلق؛ بل يطالب الجهات المسؤولة في اسرائيل بأن «توجد اهدافاً
هجومية محدّدة للدولة» وان تعطي تعليمات الى الجيش الاسرائيلي بأن يكون مستعداً للدفاع عن
الدولة» والمحافظة, كذلكء على الخيار الهجومى؛ من أجل انجان اهداف معيّنة. ولكن لا يوجد مبرّر
للنظرية التي تعطي أفضلية كبرى لنقل الحرب الى أراضي العدي(8).
واقترح الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيبء اريئيل لافيتاء
أاضافة «مركب دفاعي ذي نجاعة؛ من خلال ملاءمة معينة مع بنية القوىء: وفي وسائل القتال
المستخدمة في الجيش الاسرائيلي»(''). وقد توصل الى هذه النتيجة من خلال تصاعد وتيرة التسلّح في
الشرق الاوسط مما جعل الدول العربية تملك كميات كبيرة من الاسلحة؛ الأمر الذي يحبط كل مسعى
هجومي اسرائيليء حيث ستواجه القوات الاسرائيلية بجبهات كثيفة بالقوات والاسلحة الغنية
بالتكنولوجياء التى تحبط محاولات الاختراق والالتفاف, مما يعرّض تلك القوات لتكبد خسائر باهظة,
لا تستطيع؛ في ظلهاء الاستمرار في المعركة.
تساهم المبادىء التي تستند اليها النظرية الأمنية الاسرائيلية في تقييد هامش حرية القيادة
السياسية في اتخاذ القرارات الاستراتيجية, وتعطي هامشاً أوسع لهيئة الاركان الاسرائيلية في تقدير
حجم الاخطار التي تفرض على القيادة الاسرائيلية اتخاذ قرار بدء الحرب. وقد أشار الى هذه الحقيقة,
مؤخراًء رئيس الاركان الاسرائيلية» دان شومرونء عندما أكد اهمية الهجوم المسبق, كمبدا أساسي
في العقيدة العسكرية الاسرائيلية» واعتبره «حيوياً وتقليدياً». وأضافء انه «عندما يكون واضحاً لنا
اننا نقف على أعتاب حرب» واذنا نملك معلومات مسبقة عن ان الحرب على وشك الاندلاع: فائنا سوف
ندفع ثمناً أكبرء اذا ما انتظرناها»(' '). وما يعنيه رئيس الاركان هىى بوضوح, ان القيادة العسكرية
هي التي تملي المواقف الاستراتيجية على القيادة السياسية.
ان اعتبار الحق العملياتي لتوجيه ضربة اسرائيلية مضادة هو ضمان مستقبل وجود اسرائيل,
يلغى: الى حد بعيد» دور العامل السياسى في كبح الميل الشديد لدى القادة العسكريين الى اللجوء الى
القوة. وقد اثبتت تجارب اسرائيل» في حروبها مع الدول الغربية» أهمية العامل السياسي في تقرير بدء
الحربء وفي جني ثمارها النهائية. فقد انسحبت القوات الاسرائيلية من سيناء. بفضل الضغط
الاميركي؛ واستطاعت اسرائيل الاحتفاظ بالاراضي العربية؛ التي احتلت بعد حرب العام 219717
بسيب الغطاء الاميركي 3 عهد أدارة الرئيس ليندون حجونسون ؛ ؛ ودلت تجرية حرب العام و١‏ على
مدى صعوية اتخاذ القرار ببدء الحرب عبر توجيه ضربة استباقية» مما أثار الشكوك حول قدرة
القيادة السياسية في الموافقة الدائمة على مبدأ عسكري ثابت» يرى العسكريون الاسرائيليون انه
يناسب عقائدهم العسكرية. فالضربة الاستباقية تحتاج الى توظيف طاقات معيّنة في الجيش النظامي
حتى يتمكن من القيام بالمهمة المطلوبة. ويعتمد هذا على قرار سياسي من المستويات العليا. وأي
ارتباك؛ أى خطاء في التقدير يضع اسرائيل في وضع خطيرء على غرار الساعات الحاسمة التي
00 شُوُونُ فلسطزية العدد ‎٠٠١‏ تشرين الثاني ( نوفمبر ) ‎١945‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22440 (3 views)