شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 200 (ص 101)
- المحتوى
-
غواصات لسلاح البحرية الاسرائيل
بعد ثمانى سنوات من المناقشات داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حول جدول الأولويات بالنسبة الى
تسليح الجيش الاسرائيلي؛ ويعد مفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية والشركات الألمانية الاتحادية أخذ
بعضها طابع المناورة لابتزاز كلا الطرفينء مالياً صادق وزير الدفاع الاسرائيلي» اسحق رابين» مؤخراً: على
مشروع بناء غواصتين من طراز «دولفين» في أحواض بناء السفن الألمانية الاتحادية لحساب البحرية الاسرائيلية
بتمويل اميركي؛. تصل قيمتها حوالى ٠٠١ مليون دولار. وكان رابين صادقء في أوائل العام الجاري؛ على مشروع
بناء ثلاث سفن صواريخ من طراز «ساعر 5» في حوض بناء السفن «اينغلس» في الولايات المتحدة:ء في اطار
مشروع بعيد المدى لتحديث البحرية الاسرائيلية» تبلغ تكاليفه الاجمالية نحو مليار وربع المليار دولار: يتم
تسديده حتى العام ١11565 من أموال المساعدات العسكرية الاميركية الى اسرائيل.
ويعوب السبب الرئيس في تأجيل مشروع بناء الغواصتينء الذي تآخْر الحسم فيه مرات عدة» الى خلافات
داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حول أهمية سلاح البحرية الاسرائيلي بشكل عامء وأهمية الفواصات
بشكل خاص.ء ازاء فروع الأسلحة الاخرى؛ وبالتالي دور سلاح الغواصات في اطار العقيدة الأمنية الاسرائيلية,
ومكانة المشروع في الأولويات التسليحية للجيش الاسرائيلي. وهناك سبب آخر وقف وراء التأجيل؛ هو التغلّب على
العقبات التى كانت تعترض بناء الغواصتين: سواء من جانب الشركات الالمانية الصانعة؛ أو من جانب الطرف
الممول للصفقة: وهو الولايات المتحدة الاميركية. |
فالصفقة, بحدّ ذاتهاء تخالف القوانين الاميركية والألمانية» على حد سواء. فقد كانت الشركتان الالمانيتان
«اتش. دي. دبليو»؛ في كيبل؛ و«تايسون نورد سيرك».؛ في امدنء الشريكتان في بناء الغواصتين. متورطتين في
فضيحة تتعلق بتزويد النظام العنصري في جنوب افريقيا بتكنولوجيا متقدّمة لصناعة الغواصاتء مخالفة: بذلك,
قرار الامم المتحدة القاضي بفرض حظر على تزويد النظام العنصري بالسلاح.
وكان الاسرائيليون مارسوا مناورات ضد الشركات الال مانية» عندما رفعت أسعار البيع» غير مرة» في اثناء
المفاوضاتء حينما المحوا الى امكان شراء أربع غواصات من الأرجنتين: من طران «ت .آى 277١ التى كانت شركة
«تايسون» وافقت على صنعها في أحواض بناء السفن الارجنتينية» وذلك بهدف الضغط على المفاوضين الألمان
للحصول على شروط منافسة أفضلء من ناحية الأسعار.
وفي السياق ذاته؛ فقد استهدفت المناورة الاسرائيلية الجانب الاميركى أيضاً؛ ان ان ثمّة اوساطاً في الولايات
المتحدة لها مصلحة حيوية في اتمام بناء الغواصتين» لأن أنظمة الكترونية أميركية سوف تركب فيهاء وان الغاء
المشروع سيلحق الضرر بالصناعات الأمنية الاميركية ذات الاهتمام.
خلاف قديم
يعوب الخلاف حول أهمية ودور سلاح الغواصات في البحرية الاسرائيلية الى الخمسينات ويداية الستينات:
حين شهدت تلك الفترة نقاشاً بين هيئة الاركان الاسرائيلية وقادة سلاح البحرية حول أهداف السلاح ونصيبه
من ميزانية تطوير الجيش الاسرائيلي. وكان قائد سلاح البحرية الأسبقء شموئيل طنكوس.ء في الفترة من العام
4 الى العام :157١ اعتبر فكرة امتلاك غواصات تابعة لسلاح البحرية جريئة أكثر من اللازم: وانها «ترف
لا أمل له» (انسكلوبيديا الجيش الاسرائيلي والأمن» سلاح البحرية» تل أبيب: مطابع «معاريف», 219417
1545 تشرين الثاني ( نوقمير) ,٠٠١ اشُيُونُ فلسطيزية العدد ١٠١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 200
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1602 (14 views)