شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 5)
- المحتوى
-
رسالة الاح ياس عرفات
خضمْ التاريخ البشري المتسارع؛ والمتدفق؛ ولكنهاء أيضاً وبالتأكيد, تعني من يعيشها ويعايشها ربع
قرن حافلاء وحياة كاملة؛ ومسيرة لأجيال مناضلة للشعب الفلسطيني, بطل أكثر الملاحم اعجازاً
وشجاعة وخصباً وتنوّعأ في القرن العشرين. انها ثورة المستحيل؛ وأطول ثورة في العصر الحديث. ثورة
أشبال الآر.بي.جي. مع أطفال الحجارة المقدّسة. ثورة المستحيل الذي أصبح ممكناً؛ وحقيقة تفرض
وجودها على الجميع, الاعداء قبل الاصدقاء. ثورة الفدائي يخترق الزمن ويعيد بها دورة التاريخ الى
الفلك الصديح. ثورة الحجارة, وانتفاضة الشعب المؤمنة؛ والجماهير المكافحة المناضلة؛ تجترح
المعجزات وتلهب الكون, فتنفجر الانتفاضات الشعبية تتلوها وتتبعها في مختلف الارجاء من هذا
العالم» وترفع شعارات النصر مع هذه الجماهير الهادرة؛ تمثّل ارادة الشعوب؛ وتجسّد وجدانها
وضميرها.
يا اخوتي؛ يا أحبتي؛
في مثل هذه الليلة منذ خمسة وعشرين عاماً» انطلقت الطلائع من شعبنا؛ «انهم فثية أمنوا بربهم
وزدناهم هدى». يدقون أبواب التاريخ وتتعملق هاماتهم لانتزاع الحرية لشعبنا. وكانت الطلقات
الشجاعة التي دوّت في تلك الليلة ايذاناً بانبلاج الفجر الجديد. حينذاك؛ كانت المسألة تبدى للكثيرين
مخاطرة» أى مجازفة ولكنها. كانت بالنسبة الى الطليعة التي حملت؛ حينذاك؛ ارواحها على أكفهاء
رهاناً لا مفرّمن الفوز به مع التاريخ. وبتواضع الثوارء وايمانهم, نقول بثقة: لقد كسبنا الرهان؛ «فان
لله جنوداً اذا أرادوا أراد». صدق الله العظيم.
وعندما انطلقناء قبل خمسة وعشرين عاماً. كان سلاحنا الايمان بالله والثقة بجماهير شعبنا
المناضلة. ولقد كان شعبناء على الدوام» هى المعلّم لقيادته. وهو القادر على السبق والمبادرة» يهِبٌ»
دائمأء وفي اللحظة المناسبة, اللحظة الحرجة؛ ليحمي حلمه المقدس بالحرية؛ وليشكّل هذه الركيزة
الجماهيرية التي لا تقهر, والتي استندت اليها الطلائع الفدائية عندما انطلقت في ليلة عربية مظلمة,
قبل خمسة وعشرين عاماً؛ لتباشر صنع زمن جديد, ولتذير الطريق بمشاعل أجسادها ومن وقود دمائها.
وكان شعبناء وثوارناء خلال كل لحظظلة من لحظاتهاء يصنعون التاريخ وينسجون اسطورة المقاومة
والتضحية. فمن الاغوار الى الكرامة؛ ومن غزة الى الشقيف؛ ومن القدس الى صيدا؛ ومن الجولان الى
القناة؛ ومن الخليل الى العرقوب؛ ومن نابلس الى النبطية؛ ومن عين الحلوة الى شاتيلا؛ ومن الفردان
الى تونس ؛ ومن ملحمة المشاركة في حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) سنة 19777 الى القتال الضاري سنة
الى الملحمة الاسطورية في بيروت سنة :١19/1 حيث كانت البندقية الفلسطينية والمقائل
الفلسطيني يدافع بشراسة ويحمي مستقبل؛ وحلم؛ ووجوب؛ شعبه؛ ويدافع عن كرامة وشرف أمّته,
التي ارادها العدونهاية للثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ فأصبحت أطول حرب عربية اسرائيلية,
وتنقلب على رأسه لتصبح هزيمته الملتصقة به دوماً» وحتى الآن. ومنها الى الحصار المزدوج في طرابلس
الذي فضح.: على الرغم من مرارته؛ تفاصيل المؤامرة, بكامل ابعادهاء على القضية؛ والشعبء والثورة.
خمسة وعشرون عامأ من عظمة الصمود الاسطوري في مخيمات صبرا وشاتيلا والبرج والبدّ اوي
وهر البارد والرشيدية وعين الحلوة, التي قاتلت؛ وما زالت تقاتل؛ وهي تأبى ان تسلّم البندقية؛ وتأبى
ان تُجْرٌ الى حرب الاشقاء ومؤامرة امراء الطوائفء وكانث باعثا لبداية موجات الانتفاضة الاولى سنة
7 ومنها الى الصمود الرائع في الجنوب اللبناني, جنباً الى جنب مع القوى اللبنانية الوطنية
والاسلامية؛ مؤكدة ارادتها الثورية بالالتصاق بهدفها الاساسي مع الارض التي باركها الله,
0 شين فلسطية العدد "١" كانون الثائي ( يناير) 155٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 202
- تاريخ
- يناير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)