شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 202 (ص 39)
- المحتوى
-
د. جسن ناففكة سس
متناغم. فالطرف الذي يذهب الى التفاوض في ظروف انعدام توافر أي خيارات أخرىء ودون ان تتاح
له حتى امكانية التهديد باللجوء الى الحرب؛ انما يذهب الى التوقيع على صك الاستسلام في حقيقة
الامر. وكما ان لقرار الحرب حساباته ومخاطره؛ فان لقرار التفاوض حساباته ومخاطره أيضاً.
ومشكلتناء نحن العرب, اننا تحدثنا كثيراً؛ في الماضي, عن الحرب, دون ان نتزوّد بأسباب تحقيق النصر
فيهاء اى نستعد, بجدية؛ لها؛ وأخشى ان نتحدث اليوم أكثر عن التفاوضء دون ان نكون مستعدين
له أى مسلّحين بالوسائل التي تكفل تحقيق نتائج مرضية؛ اذا قررنا اللجوء اليه. اذن؛ فحقيقة
المشكلة لا تكمن في المفاضلة بين الحرب والتفاوض» كوسيلة لانهاء الصراع؛ وانما في حساب تكلفة كل
منهماء في ضوء الاهداف المعلنة: أى الخفيّة. لأطراف الصراع والبدائل المتاحة لهم لتحقيق هذه
الاهداف.
في هذا الاطار, يبدى لي ان هناك شرطين يتعينٌّ توفرهما مسبقاً لكي تصبح عملية التفاوض مع
اسرائيل أمرأ ممكناً, وقابلاً للتخطيط على أساس علمي سليم؛ وليس مجرّد حركة انزلاق نحو المجهول؛
نسلّم فيه مصائرنا ورقابنا للآخرين.
الشرط الأول هى ضمان عدم تأثير عملية التفاوض؛ في أي مرحلة من مراحلهاء في قدرة الطرف
الحربي على اللجوء؛ أق التهديد باللجوء, الى وسائل أخرىيء اذا وصلت المفاوضات الى طريق مسدود.
والعبرة» هناء تكمن في مصداقية الطرف العرب بي واقناع الطرف الاسرائيلي بتوفّر مثل هذه الويسائل
البديلة بالفعل. بعبارة أخرى» يمكن القول ان ني اللقاوضات مع اسرائيل لن تصبح ممكنة اصلاً؛ أ
جدية؛ ان توثرت سبل اقامتها شكلاً؛ ما لم يدرك الطرف الاسرائيلي ان التكلفة السياسية؛ أى
الاقتتصادية؛ لرفض التفاوضء أو المماطلة وكسب الوقت؛ أكبر بكثير من قبول التفاوض وأظهار القدر
اللازم من المرونة المطلوبة لكي تصبع المفاوضات مثمرة.
ويمكن تررجمة هذا الشرط على المستويين» الاجرائي والعملي؛ الى ضرورة تنبيه الطرف العربي الى
الأهمية القصوى لرفض أي شروط اسرائيلية؛ أي اميركية؛ لاجراء التفاوض؛ يكون من شأنها اضعاف
قدرات الطرف العربي على الضغط في اثناء عملية التفاوض ذاتهاء وتعبئة كل الموارب العربية المتاحة
لرفع تكلفة الاحتلال الاسرائيلي للأرض العربية الى أقصى درجة ممكنة بالنسبة الى اسرائيل»
وخصوصاً في اثناء عملية التفاوض.
الشرطٍ الثاني هى ضمان تماسك الجبهة. العربية في اثناء عملية التفاوض. وهذا يعني » بداية»
ضرورة تجنب كل المحاولات الاسرائيلية الرامية الى التفاوض المنفرد ص أي طرف عربي» وان
تتجه دول الطوق؛ جميعهاء الى عملية التفاوض؛ من خلال استراتيجية مثفق عليها سلفاً, كي لا
يدخل العالم العربي في دؤامة جديدة من الصراعات العربية العربية, تملك فيها اسرائيل زمام
المبادرة, وتتمكن من اجهاض وهدر كل الامكانات الغربية التي يمكن حشدها في مواجهتها. لكن
هذا لا يعني» ؛ مطلقاً: ان مسؤولية الاطراف العربية تتساوى» أو ان قومية القضية الفلسطينية
تعني ان يصبح لكل طرف عربي, مهما كانت دوافعه ونواياه. حق النقض ( الفيتى) في قرار
الحرب والسلام مع اسرائيل. في هذا الاطار, لا بد من التسليم للشعب الفلسطيني بدوره الممين
في الصراع» لأن القضية:؛ بالنسبة اليه هي قضية مصير, وليست قضية حدود . ومهما. كان
ايماننا بالقومية: العربية» وبحتميّة الوجود العربي, فائنا يجب ان تسِلّم, ؛ جميعاً؛ من حيث المبداء
بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرهء وهو حق لا يقوم في مواجهة اسرائيل. فقط؛ وائما
38 نشزون. فلسطزية العدد ؟١؟, كانون الثاني ( يناير) 0199 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 202
- تاريخ
- يناير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)