شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 5)
المحتوى
د. نبيل حيدري
ثمّة ما يدعو الى الاستعجال متى أأخذ في الاعتبار الوضع الدوليء من جهة؛ والوضع الاقليمي؛ من
جهة أخرى . فعلى الصعيد الدولي» بدا واضحاً؛ أكثر من أي وقت مضى» أن حذّة المنافسة الاميركية
- السوفياتية في شان الشرق الاوسطء بعامة؛ والقضصية الفلسطينية؛ على وجه التحديد؛ خفت الى حدٌّ
بعيد ؛ وآن نقاط الالتقاء بين الجانبين؛ الاميركي والسوفياتي؛ ازدادت على نحو لم يكن متوقعاأ من قبل؛
وان قدرة الاتحاد السوفياتي على ممارسة دور أكثر فاعلية في عملية التسوية لم تعد كما في السابق.
وعلى الصعيد الاقليمي, با الادارة الاميركية تعتقد بأن المنطقة قادرة على الانتظار» وان ليس ثمّة
ما يدعو الى بذل جهود استثنائية ية؛ اقلّه لعدم وجود خطر اندلاع حرب اقليمية. وقد أثبتت تجارب الماضي
ان وأشنطن لا تتحرّك جدياً ال عندما تتأكد من ان موسكو تعمل على تعزيز مواقعها في المنطقة, ومن
ثمّة ما يدعو الى تفادي مواجهة عسكرية بين اسرائيل واحدى جاراتها العربيات. وفوق ذلك كله,
0 اسرائيل العامل الثابت في سياسة واشنطن الشرق اوسطية؛ وليس ما يشير, اقلّه في المدى
المنظور, الى استعداد اميركي للضغط عليهاء بل ان كلمة «ضغط ليست موجودة اصلا؛ في قاموس
التعاطي مع تل أبيب.
يستوجب هذا التقويم الاولي مسحاأً موجزاً للظروف التي سبّبت هذا المأزق» وتحليلاً للقيود التي
تفرضها البيثة السياسية؛ المحلية والاقليمية والدولية؛ عند النظر, من منطلقنا الحالي؛ باتجاه عقد
التسعينات؛ وذلك بقصد تحديد الخاطر طر التي تُفرض على الآمال والتطلّعات المستقبلية الفلسطينية,
أي على الاقل على الفرص التي تقدٌ تقد
الرهان الدبلوماسي
لقد نجحت منظمة التحرير الفلسطينية؛ خلال العقدين المنصرمين» بصورة تحسد عليهاء في
وضع القضية الفلسطينية في مقدّم اهتمامات الشرق الاويسطء ووسّعت دائرة الاقتناع, على نطاق
واسعء بأن أي حل سلمي ناجع للنزاع في المنطقة لن يأتي من دون ضمان حل المشكلة الفلسطينية.
ولكن على الرغم من هذا السجل النضالي الهام, فان المنظمة لم تصل؛ بعدء الى تسوية تلبّي الحدود
الدنيا من المطامح الفلسطينية. صحيح ان العديدين سوف يردّون بأن العملية النضالية ما زالت في
منتصف الطريق» وان معايير النجاح؛ أو عدمه, ليست كافية؛ الا ان الصحيح؛ كذلك؛ ان ثمّة فرقاً
واضحاً بين انجاز المنظمة الدبلوماسي» وبين بلوغ هذا الانجاز مكاسب جغرافية محدّدة(١).‏
لم يكن هذا الوضع, بطبيعة الحال؛ يحول دون ضمان فاعلية المنظمة» أي يوهن قدرتها على
الاستمرار, الا انه أخّْرء الى وقت؛ ما كان مأمولاً تحقيقه حتى الآن. ومن دون التجوّل كثيراً على
التفاصيل؛ يمكن القول» ان م.ت.ف. قد اعاقتها نتوءات فرضها اسلوب العلاقات فيما بين التنظيمات
المكونة لهاء ‎٠‏ ووضع المحيط العربي الذي يلزم ان تعمل من خلاله. ونا كانت المنظمة «اطارأ جبهويأ»
عريضاً ‎٠»‏ فائها أفرزت» في الاجمال» دؤى سياسية مختلفة الى أي من الممكنات التي ينبغي ان يتوجه
النضال الوطني الفلسطيني اليها(؟)؛ كما ان التزام القيادة الفلسطينية الوقوف على «الخط الفاصل»
للاهتمامات المتقلّبة للنظام العربي نابع, »من حيث الاناس؛ من اغتراب القرار الفلسطيني عن وطنه,
ووقوعه على خطوط التماس العربية. ‏ العربية, ومتغيّراتهاء منذ ارتباطه بمؤسسة القمّة العربية
وقراراتها(”). ولقد حصار الؤقوف الفلسطني على الخط الفاصل «انستجابة» لتوازن النقائض العربية,
منفردة أى مجتمعة؛ متحصالفة أي متمحورة. فحين كانت النقائضى العربية تفرض شروط الغياب
التامٌ للفلسطينيين, أي ما سمّي «شطب الرقم الفلسطيني الصعبء»: كاذت استجابة القرار
ع لون فلسطية العدد ١؟؛‏ شباط ( فبراير) ‎١55٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)