شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 7)
- المحتوى
-
د. نبيل جيدري
النظام العربي كشريك قطري شرهي له مكانته وحدوبه؛ لتجني المكاسب الدبلوماسية التي جاءت بها
الحرب العربية الاسرائيلية المحدودة؛ بعدما لاحت في الأفق وعود تحقيق المكاسب الجقرافية من
خلال الانضمام الى الموازين الدولية واللعب عليها. وكان الاغراء شديداً. خصوصاً ان المنظمة كانت
تتعرّض لآثار الخروج من الاردن؛ وللضغوط السورية؛ ولتجميد النشاط العسكري من جنوب لبنان( 0
في ضوء هذا الواقع الجديد؛ شهد الهدف الاستراتيجي الفلسطيني تعديلاً تكتيكياً. من المطالبة
بالهدف الاقصى باقامة الدولة الديمقراطية العلماتية على كامل التراب الوطني, الى المطالبة باقامة
«السلطة الوطنية المقاتلة [الدولة]» على «بعض» فلسطين الى جانب دولة اسرائيل. وكان ذلك نتيجة
لمناقشات حامية؛ أجريت داخل اطر المنظمة؛ وبشكل خاص خلال الدورة الثانية عشرة للمجلس
الوطني الفلسطينيء التي عقدت في القاهرة؛ في حزيران ( يونيو) )١١191/4
وباقرار برنامج «النقاط العشره في الدورة تلك, اختتمت, على الساحة الفلسطينية: مرحلة من
النقاش الحادٌ؛ والطويل» حول جدوى؛ أو عدم جدوى؛ مساهمة منظمة التحرير الفلسطينية في الجهود
الدبلوماسية الدائرة, وتكرّسء في داخل المنظمة, نهجان مختلفان تمايزا في السلوك السياسي: نهج
براغماتي أدرك ان الوقت قد حان للمبادرات السياسية؛ اضافة الى التمسّك بالسلاح ؛ وآخر دوغماثي
لم يعط كبير وزن للتبدلات الحاصلة, وخلل يعتبر الكفاح المسلّم سبيلا «وحيد أ» وشرعياً وفاعة لتم
فلسطين(01),
ولاريب في ان استعداد منظمة التحرير الفلسطينية لاقامة دولة في الضفة والقطاع أظهر مرونتهاء
وزاد الاعتراف الدولي بهاء وبقضيتهاء وقد دعم الاعتراف الفعلي بها ممثلا لشعب محتل له حقوق
اصيلة غير قابلة للتصرف, في مواصلة المساعي والجهوب الرامية الى تحقيق الاستقلال بجميع الوسائل
الممكنة بما فيها الكفاح المسلّح, غير ان المرونة الدبلوماسية الفلسطينية؛ هذهء بقيت ملتزمة؛ الى حدّ
بعيد, بالاهداف القصوى؛ فلم تطرح الدولة «الصغرى» سوى من باب «التمرحل» على طريق تحقيق
الحلم الاكبر؛ كما ان المنظمة لم تتخل عن ذلك الهدف النهائيء بل أكدت استحالة الاعتراف '
باسرائيلء أو الاقرار بحقها في الوجودء حتى خلال؛ أى بعدء أي حل سلمي يستهدف اقامة دولة
فلسطينية مستئقلة في الضفة والقطاع),
ولقد أذى التوازن في الاستراتيجية الفلسطينية بين المرونة وبين عدم مسٌ القضايا الاساسية
(مثل الاعتراف باسرائيل؛ أى التخلي عن الهدف النهاثي) الى الانتقال من «الدبلوماسية المكبّلة» الى
«الدبلوماسية المأمونة»؛ وتمثلت هذه الدبلوماسية في سعي منظمة التحرير الفلسطينية (بدفع خاص
من «فتح») الى توسيع دائرة القبول والتأييد لفكرة الدولة المصغرة التي اصبحت أكثر وضوحاً؛ في
العام /141/1, لتعني «تقرير المصيره و«الحق في أقامة دولة فلسطينية مستقلة» - والى رفض تقديم أية
تنازلات اضافية؛ أو فعلية» لاسرائيل» وزاد هذا الاسلوب المكاسب السياسية بأدنى ثمن, وقلّل؛ في
المقابل» من المخاطر الداخلية(07).
ولكي تفسد الانجازات الدبلوماسية التي حققتها المنظمة؛ التمست اسرائيل ثلاثة سبل محدّدة:
فمن جهة أولى, روّخت؛ على الصعيد الدبلوماسي, للفكرة الغامضة التي تشير تشير الى ان قيام الدولة
الفلسطيئية لا بن د ان يترك آثاراً سلبية على مصالح الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الاوسط,
وكذلك على الاستقرار الاقليمي؛ وان مثل هذه الدولة لا بد أن ينظر اليها باعتبارها مصدر «اشعاع
وحسدوي» ومصدراً ل «القلاقل» لا ضرورة ولها كما ان مصيرها الغالب هوق أن تكون قاعدة
3 شْيُون فلسطيية العدد ٠ ١؟؛ شباط ( فبراير) 1935 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22319 (3 views)