شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 9)
المحتوى
د. نبيل حيدري
أخرجت قوات م.ت.ف .من لبنان علناً؛ ممًا أضعف القدرة السورية على ابتزاز منظمة التحرير
الفلسطينية جسدياً. وريما تآلف الاتجاه نحو الاردن ومحاولات المصالحة الفلسطينية الداخلية مع
طبيعة ومعطيات المرحلة الجديدة. حيث تأثّرت مرتكزات العمل العسكري والمؤسسي الفلسطيني» ولم
يعد في امكان القيادة الفلسطينية ان تضع «عنوانها السياسي» او «اداتها المسكرية» في لبنان» أى في
سورياء ولم تقدّم الاردن بديلاً من تلك الاحتياجات الضرورية؛ كما ابتعدت القواعد العسكرية المودّعة
في ارجاء العالم العربي من ان تكون نقاط ارتكان لانطلاق النشاط المسلّح اليومي ضد اسرائيل[05.
جاءت علامة على صعوبة الوضع وعلى وقوع الطرف الفلسطيني بين فكي الكماشة الاسرائيلية
السورية في قيام عرفات بخطوات مثيرة. كانت الخطوة الاولى زيارة القاهرة. حيث سعى الزعيم
الفلسطيني, من خلالها, الى اكتساب وزن مصر الاقليمي الى جائب منظمة التحرير الفلسطينية» ودعم
سياستهاء اقليمياً ودولياً. ولت تلك الزيارة, فلسطينياًء » على زيادة اعتماد القيادة على تأييد مطالب
أهالي الضفة والقطاع» وعلى عدم توفر آمال قوية في اعادة اللحمة والاجماع؛ سريعاًء إلى صفوف
المنظمة؛ كما ساعدتهاء ايضاًء على تقوية حوارها مع الاردن. وكانت الخطوة الثانية هي عقد المجلس
الوطني الفلسطيني في العاصمة الاردنية؛ عمّان؛ الذي اثمر الاتفاق الاردني ‏ الفلسطيني في شباط
( فبراير) 1144؛ حيث بدت في الافق, حينذاك؛ امكانات السلام القائم على مبادلته بالارض('"),
وعلى الرفم من نشدان الحل السياسي؛ فقد دأبت المنظمة على النظر الى انجازات الماضي بعين
الرضىء لكنها ذللت تواجه مسألة انها.لم تتقدّم أكثر على طريق الحصول على الاعتراف والارضء طاما
بقيت ترفض الاعتراف باسرائيل؛ والاكتفاء بدولة فلسطينية مصغرة, اقلّه بصورة معلنة وصريحة.
من هنا كانت منظمة التحرير الفلسطينية المستفيد الاكبر. بدون شكء في اطلاق الانتفاضة في
الارض المحتلة؛ في أواخر العام /1941؛ التي دعمت اوضاع م.ت.ف. السياسية في مجالات رئيسة
ثلاثة» هي العلاقات الداخلية والتوازن مع سوريا والروابط مع الاربدن.
ينا كانت الانتفاضة اكتسبت شرعية اعطت المنظمة «دق الرقبة», فان عرفات بات يكزر جملة
مؤداها: «ما كان جائزاً تكتيكياً قبل الانتفاضة لم يعد جائزأ بعدها». وتعكس هذه الجملة؛ بطبيعة
الحال؛ تقديراً يرقى الى مستوى التقديس لفعل الانتفاضة, وتعكس. في الوقت عينه؛ تفيّماً من القيادة
الفلسطينية لرهبة المسؤولية؛ عندما يتعلق الامر بمصير بلاد وعباد. وعلى هذا الاساسء. اصبحث
الحسابات التي تنظم ايقاع القرار السياسي الفلسطيني بين خطين متوازيين: الاول» يستهدف
تصعيد وتائر المشروع الانتفاضي في الداخل, والآخر سعى الى توظيف نتائج هذا المشروع لتحصيل
مكتسبات سياسية؛ وجغرافية؛ بوزن الانتفاضة.
ما سيق ذكره لم يكن تج يدأء وائما أجريت مناقشته عيانياً في الدورة التاسعة عشرة للمجلس
الوطني الفلسطيني (تشرين الثاني - نوفمبر 1584). في الجزائر, الذي ردّد البعض ان أروقته
شهدت, بالفعل؛ عملية فرز بين هذين الخطين. ففي حين رأى اصحاب الخط الاول ان الانتفاضة
مكلت انتصارأً معنوياً مائلاً؛ وأوجدت حقائق غلى الارض؛ لكنها لم تُوجد؛ بعد, الحقائق الكافية لبدء
التحرك السياسي للحصول على مكاسب جغرافية: وان التحرك السياسي ينبغي ان يبقى مقتصرأ على
دعم الانتفاضة وتحقيق التلاحم بها؛ وفضح العدو وممارساته القمعية؛ ومحاولة ايجاد حقائق جديدة,
فقد رأى اصحاب الخط الثاني ان الانتفاضة حققت الكثير على مختلف الصنعد والمستويات؛ وانه لا
بد من توظيف ما حققته, والتحرك من موقع الثقة بالنفس؛ وخوض غمار التحرك السياسي؛ وصولا
04 شو فلسطزية العدد ‎٠١‏ شياط ( فبراير) ‎165٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)