شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 27)
المحتوى
عمر سعادة
تقديم تنازلات سياسية؛ ما دام لا يشعر بأن وجودبه مهدّد بالخطر؛ بل انه؛ ياعتمادة على احساسه
بالقوة؛ يزداد عربدة وتطرّقاً. ويرفع شعارات عنصرية فاشية» كالدعوة الى الطرد الجماهي الفلسطينيين
من وطنهم.
أمَا الحقيقة الثانية واللتعلقة بصورة العربي كعدى نموذجيء فانها تجعل رغبة الاسرائيلي في
السلام ضحيفة؛ أى معدومة . فهي لا يرغب في التعايش مع خصم يراه شريراً ومتخلفاً ويمثلىء بمشاعر
الاستعلاء عليه.
فالجمهور الاسرائيلي يري نفسه جزءاً من الغرب «المتحضّىء وامتداداً له؛ وبالتالي» فهو لا يشعر
بالرغبة في الانفتاح على هذا المحيط العربي؛ أو الاندماج فيه, اى التصالح معه: أمّا شكل العلاقة مع
المحيط العربي, كما ترتسم في العقل الاسرائيلي, فقد عبّر عنها وزير الخارجية الاسبق» ابا ايبن» عندما
قال: «ان أمل اسرائيل هى في ان تصبع الولايات المتحدة الاميركية الصغرى. نحن لا نريد ان تكون
لنا علاقاث مع الشرق الاوسط على عر العلاقات القائمة بين سوريا ولبنان؛ ولكننا نريدها على غرار
علاقات الولاياث المتحدة الاميركية مع بلدان اميركا اللاتينية, من حيث التعامل الاقتصادي» مع
ملاحظة الفوارق التاريخية؛ والثقافية: واللغوية. ونريد» أيضاًء المحافظة على طابعنا الغربي»(09).
وُهكذاء نجد انه تنتفي لدى الجمهون الاسرائيلي الحاجة الى السلام, اعتمادأ على قوته؛ كما
تنتفي لديه الرغبة في السلام, استناداً الى تصوّره المشوّه للمحيطء واستعلائه عليه. واذا كانت
الانتفاضة الفلسطينية نجحت في هن هذا الجمهون بقوة» فقد حرّكت في داخله الركام الضخم من
الرواسب النفسية والفكرية؛ والتي تُشكّل, على أساسهاء هذا التجمّع العنصري.
لقد تشكّل هذا التجمّع عبر عملية صراع طويلة, ارتبط بها تحدّق اليهودية باستلاب حق الآخرين
ومعاناتهم. فالبيت الذي يسكنه اليهودي هو البيت الذي انتزعه من ساكنه الفلسطيني؛ والارض التي
يزرعها كانت لفلاح فلسطيني وثم ْم اغتصابها منه. ولهذاء فان محاولة الفلسطينيين تحقيق ذاتهم؛ عبر
انتفاضتهم الراهنة, ثعني, من وجهة نظر غالبية الجمهور الاسرائيلي» محاولة استرداد ميات
السابقة التي حققها الاسرائيلي عبر حروبه المتواصلة؛ والتي اصبحت جزءاً من تحققه الذاتي. وفي
هذا الصدد, اشار الباحث الاسرائييء يورام بيري؛ الى ان الرأي العام الاسرائيلي لم يقتنع» حثى
الآن, بعدم شرعية الاحتلال ,فالجمهور الاسرائييي ينقسم الى الذين يؤيدون ضم المناطق [الحتلة]. .
يعتيرون المكوث في المناطق [المحتلة] عملا محقأء وأخلاقياً؛ وتيجد. فقط, نسبة مثوية محدودة, ويم
فل دس خمسة بالثة من الملكان الاسرائيليين: تزعم ان مكوثناء اليوم» في المناطق [المحتلة] غير محق
في الأساس2("").
ولذلك» فان استجابة الشارع الاسرائيلي للانتفاضة كانت سلبية على العموم؛ ووصلت الى حدّ
الدعوة الى الطرد الجماعي للفلسطينيين, والى تشكيل العصابات المسلّحة التي تمارس الارهاب ضد
المواطنين الفلسطينيين في الضفة والقطاع. ش
ولعل أوضح المؤشرات الى انجرار التجمّع الاسرائيلي نحو التطرّق والفاشية تمثّل في نتائج
انتخابات الكنيست الثاني عشر, والتي أجريت في مطلع تشرين الثاني ( نوقمبر) /158؛ أي بعد
قرابة العام من اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية, حيث وضع الجمهور الاسرائيلي غالبية أوراقه
في صناديق الاحزاب التي تنادي باستمرار الاحتلال؛ أو بطرد الفلسطينيين من وطنهم, الامر
لد شؤون فلسطيزية العدد ‎١7‏ ؟؛ شباط ( قبراير ) ‎195٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10381 (4 views)