شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 29)
- المحتوى
-
عمر سعادة
وفي '1588/1/151, أعلن عضى الكنيست العربي عن حزب العمل» عبد الوهاب دراوشة» استقالته
من الحزب؛ احتجاجأ على أساليب القتل والقمع التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين
في الضفة والقطاع. وقال دراوشة؛ في تعليل استقالته: «لقد بلغ السيل الزبى؛ وانني لم أعد استطيع
تحمل عبء العنصرية في حزب اسجق رابين القاتل»('"). وقد علقت صحيفة اسرائيلية على الاستقالات
المتثالية من حزب العمل ب «انها تعكس حالة الارتباك داخل حزب العملء بعد ان فقد الحزب» خلال
الشهور الاخيرة» صورته المتميّزة واقترب في مواقفه من الليكوي»!؛").
وبالنتيجة؛ فقد خسر المعراخ مصداقيته, نتيجة ازدواجية مواقفه وتناقض سلوكه العملي مع
برنامجه السياسي. فقد انسحب حزبان منه, هما مبام (سنة مقاعد) والاحرار المستقلون ( 2085
وانسحاب عضى الكنيست يوسي ساريد. فمبام خاض انتخابات الكنيست الثاني عشر بقائمة مستقلة
وحصل على ثلاثة مقاعد ؛ والاحرار المستقلون انضمٌ عدد من رموزه الى الاحزاب التي تقف الى يسار
المعراخ؛ وساريد انضِمٌ الى حركة راتس التي ازدادت قوّتها في الكنيست الثاني عشر بمقعد اضافيء
فاصبحت خمسة بدلا من أربعة.
لقد تلقّى المعراخ الضربة العثيقة من جمهور الناخبين الاسرائيلي» بسبب افتقار برنامج المعراخ
لما يستجيب لتطلعات الناخبين, السياسية والاقتصادية . ولهذا كان طبيعياً فشل المعراخ في المحافظة
على وزنه التمثيلي في الكنيست» الذي تدئى, في الانتخابات الاخيرة؛ الى 5" مقعداً على الرغم من
انضمام حركة «ياحد» (ثلاثة مقاعد) اليه؛ مقارنة بأربعة وأربعين مقعداً كان يحتلها في الكنيست
الحادي عشر (1184),
ومع ان الاحزاب الصغيرة» التي تقف على يسار حزب العمل ».حافظت على وزنها التمثيلي» وحظيت
بحوالى 5 مقعداً, الا انها كانت أقل من ان تشكّل طوق نجاة لحزب العمل؛ الذي أغرة قته دؤامة
الانجراف الاسرائيلي نحو التطرّف والفاشية. ففي استطلاع للرأي العام في اسرائيل؛ أجراه معهد
الدراسات الاستراتيجية قبيل الانتخابات: عسشس 77 بالمثة من الجمهور الاسرائيي عن رفضهم لمبدأ
«الارض مقابل السلام» الذي يرفعه حزب العمل» ودأنا فيه دتعبيراً عن ضعف اسرائيل ف مواجهة
العرب2(*),.
اما تكتل الليكوب؛ الذي حافظ على مواقفه وشعاراته القديمة: فقد استفاد من المتغيّرات الجديدة»
ووظفها لصالحه؛ حيث ان الحالة النفسية للجمهور الاسرائيلي»؛ عقب قيام الانتفاضة؛ بدت أكثر ميل
الى الليكوب الحزب المتطرْف الذي يرفع شعار «ولا شبر» .وقد خاض الليكود معركته الانتخابية تحت
شعار دان الانسحاب يشكل أكبر خطر على وجود اسرائيل؛ وان 5,؟ مليون اسرائيلي سيجدون
أنفسهم تحث مرمى المدافع العربية وصواريخ الكاتيوشا». لقد خاطب الليكود مخاوف ٠ وشواجس»
الاسرائيليين؛ وخاصة اولئك الذين يعيشون في منطقة القدس والضفة الفلسطينية عموماً ٠فوجه اليهم
اسئلة؛ مثل: تحت أي علم تريد ان تعيش؟ علم اسرائيل؛ أم علم منظمة التخرير الفلسطيذية؟
وهكذا تمكن الليكود» على الرغم من اخفاق برامجه الإقتصادية والاجتماعية, من ان يتسلّق على
شعاراته السياسية المتطرّفة» ويحافظ؛ نسبياً على مقاعده في الكنيست» بخسارة مقعد فقط (من 4١
مقعداً في الكنيسث الحادي عشر الى اربعين مقعداً في الكنيست الثاني عشي ).
لقد كان لفوز الليكود في الانتخابات الإخيرة أكثر من دلالة على المستوى الاستراتيجي . فقد علّق
عضى الكنيست يورام اريدور (الليكود) على نتائج الانتخابات» بالقول: «ان نتيجة الانتخابات هي
لكا شين فلسطيزية ' العدد :7١٠ شباط ( فبراين ) 145٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2959 (9 views)