شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 31)
المحتوى
عمر سعادة
ان هذا التوافق بين برنامجي الليكوب والعمل أسفر عن نتيجتين هامتين» على الصعيد السياسي.
فمن جهة؛ اختار حزب العمل المشاركة في:الحكومة الائتلافية بعد.الانتخابات؛ ولم ينتقل الى المعارضة
للدفضاع عن برنامجه السياسي. لقد كان بيرس يردّدء دائماًء عبارة «من الافضل ان نكون راسأ في
المعارضة على ان نكون ذَنْباً في الائتلاف». ولكنه؛ تجاه معطيات الواقع الذي تمخضت عنه الاحداث
في المناطق المحتلة, انحاز الى الخيار الثاني؛ حتي لا يفقد مواقعه في المعارضة أيضاً. وكانت محصلة
كل ذلك البرنامج السياسي الذي تبئّته حكومة الوحدة, برئاسة شامين والذي لا يعدى كونه نسخة
مشوّهة من اتفاقيتي كامب ديفيد, لا تعطي للفلسطينيين أكثر من حكم ذاتي دون سيادة على الارض.
ومن جهة أخرىء فان مشروع الانتخابات الذي طرحه رابين» وأيّده شامير ثم تبذته الحكومة
الاسرائيلية؛ شكّل تجاوزاً عملياً لبرنامج خزب العمل. ومع ذلك؛ فقد أيّد حزب العمل هذا المشروع.
غير ان الليكوب وبتأثير القوى الاكثر تطرّفاً فيه تراجع عن هذا المشروغ؛ ووضع مجموعة تحفظات
تفرفه من أي مضمون. ففي اجتماع مركز الليكود؛ في تموز.( يوليى ) الماضي» القى شامير بياناً
سياسياً تضدّن توضيداته لخطة الانتخابات في المناطق المحتلة. وقد جاء في ذلك البيان ما يلي: ‎١‏ -
مواصلة عملية السلام بموجب اتفاقيتي كامب ديفيد ؛ 0 عدم مشاركة عرب القدس الشرقية 8
الانتخابات؛ ‎ "‏ تصفية العنف (الانتفاضة)؛ قبل بده أي مفاوضات مع العرب؛ 4 ب استمرار
الاستيطان في الضفة والقطاع؛ © -لن تكون هناك سيادة «غريبة» على أي جزء من «أرض - اسرائيل»؛
“"-غدم اجراء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية,
ومع ذلك فان نسف مشروغ الانتخابات لم يدفع حزب العمل الى مغادرة مواقعه في السلطة. فما
ال قانعا بوجوده الراهن؛ كذيل في الائتلاف الحاكم. ويبدى ان ادراك حزب العمل للتحؤّلات الجارية
على الخارطة السياسية في اسرائيل؛ وتقلّص قاعدته الجماهيرية؛ يومأ بعد يوم» تدفعه الى التشبّت
بمواقعه في السلطة؛ والى مجاراة الليكود في طروحاته السياسية المتطرفة.
وبصورة عامة؛ فان استجابة اسرائيل لطروحات التسوية: لا تبدى, اليوم وبعد عامين من
الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة, أفضل منها في السابق. بل ان اسرائيل تبدي. اليوم؛ اكثر صلفاً
وتطرفاًء وأقل رغبة في تحقيق السلام. وقد عبر شامير منذ مدة ليست ببعيدة؛ عن هذا الموقف؛ عندما
قال: «لن تكون هناك دولة عربية ثانية في أرض - اسرائيل؛ وان اسراثيل تؤمن بالسلام؛ الا اننا لسنا
مستعجلين؛ ولن نخضع للضغوط (").
فمن الواضح ان خطة الانتخابات في الاراضي المحتلة (خطة شامير رابين) التي تتبئاها الحكومة
الاسرائيلية لا تهدف الا الى كسب المزيد من الوقت, على أمل اجهاض الانتفاضة؛ وتخفيف الضغوط
الدولية عن الكيان الصهيوني, وتحسين صورة هذا الكيان لدى اصدقائه في الغرب. وقد أعلن شامير
عن جملة الإهداف المتوحاة من خطة الانتخابات هذه, عندما قال: «انه؛ في غياب الوسائل الممكنة
لتصفية الانتفاضة:؛ فانه يعوّل كثيراً على ' خطته' في اثارة الخلاف ذاخل الانتفاضة:؛ وفي صفوف
العالم العربي 27 وقد علّق كاتب اسرائيلي على مشروع الانتخابات الذي تبنّاه شامين فكتب: «ان
مبادرة شامير ليست سوى مشروع وهميء الهدف منه الهاء الرأي العام العالمي وغش الذات(24),
وهكذاء يبدى ان اسرائيل قد أغلقت, عملياًء كل السبل نحو تسوية حقيقية في المنطقة؛ وان رهانها
الاساسي ينصبٌ على مناورة لكسب الوقت لانهاء الانتفاضة الشعبية الفلسطينية» أى الخد من
فعاليتها. وقد عبّر رئيس معهد البحوث الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب» اهارون ياريف»
‎١ 1‏ شين فلسطيزية العدد ؟١؟.‏ شباط ( فبراير) ‎1935٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6704 (5 views)