شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 45)
المحتوى
مها بسطامي حت
السويس والمنطقة بشكل عام؛ وهي المهمة التي حملتهم على ان يرصدواء عن كثبء التيارات الفكرية,
والاتجاهات السياسية؛ والتحؤّلات الاجتماعية: بشقيهاء الاسلامي والوطني؛ ومدى تأثير ذلك في
الوجود البريطاني في مصر.
وتظهر الرسائل المتبادلة بين السفير البريملاني في اسطنبول ووزارة الخارجية في لندن محاولات
السفير المستمرة للتقليل من حجم الخلاف الحدوبي في سيناء("')؛ والاشارة الى دور الصحافة في
تضخيم الخلاف(؟", والميل الى استبعاد اللجوء الى القوة('")؛ في المرحلة الاولى من الخلاف؛ على
الاقل.
وفي المقابلء كان كرومر يضغط منذ البداية, باتجاه سياسة التصلّب والقوة واستعراض
الاسطول البريطاني في مياه البحرين» المتوسط والاحمر('")؛ ويطالب بارسال السفينة الحربية «ديانا»
للمرابطة في مياه العقبة. وشاركه في هذا الموقف, أيضاً, القائم بأعماله؛ فندلي» الذي نصح., في الوقت
عينه, بالحذر الشديد في استعراض القوة البريطانية ضد السلطان العثماني, نظراً الى ما قد يثيره
ذلك الاسلوب من حساسية الثيار الاسلامي في مصر(؟"). ولفت فندلي, أيضاً. نظر الخارجية
البريطانية الى خلى رسائل الصدر الاعظم الى خديوي مصر من عبارات التكريم والتفخيم التقليدية,
والاشارة الى مصر باعتبارها ولاية تابعة للسلطنة العثمانية واستثناء سيناء من الاراضي المصرية
الممنوحة لوالي مصر بموجب فرمان العام ‎,١44 ١‏
ومرة آأخرى, كان هذا التضارب في المواقف والتفسيرات» العثمانية والبريطانية» بشأن بعخض
المؤاقع الجغرافية في سيناء يخفي وراءه صراعاً سياسيا على مناطق النفوذ والمصالح الاستراتيجية
العليا. فالموقف التركي سعى الى اعادة الهيمنة والسيادة الحثمانية على المنطقة المحاذية للخط الحديد
الحجازي, نظراً الى أهميية هذا الخط في نظر العالم الاسلامي» بعامة؛ والملّة» الاسلامية داخل
السلطنة العثمانية. بخاصة. وبالتالي؛ كانت أهمية العقبة؛ التي ارادت الاستانه ان تمد اليها خطأ
فزعياً من معان بهدف ايصال هذا الخط؛ فيما بعد؛ من العقبة الى السويس» وربماء أيضاء من العقبة
الى شاطىء البحر الابيض المتوسط. ومن هناء أيضاًء كانت اهمية المحاولات العثمانية احياء الحديث
عن مصرء باعتبارها ولاية تابعة للسلطات في اسطنبول. ولكن بريطانياء من جهتهاء كانت تقرأ في هذه
المواقف العثمائية مطامع وأهدافا أبعد من ذلك بكثير, ترتبط, بصورة وثيقة؛ بالمخططات الا مانية في
توهها نحو الشرق. كما ان الساحة الاوروبية ذاتها لم تكن خالية من التوترء خاصة بين المانيا
وفرنسا؛ ذلك التوتر الذي انفجر بعد ثماني سنوات في أول حرب عالمية مدمّرة. ورأى بعض المسؤولين
البريطانيين ان موقف حكومة الجلالة البريطانية سيكون حاسماً في ما يتعلق بنتيجة أي مواجهة المانية
فرنسية؛ وبالتالي فان الثقارب الالماني ‏ التركي ربما يكون وراء الازمة على الحدود الشرقية لمصي
بهدف تحويل انظار بريطانيا عمًا يجرى في اوروبا("). وبالاضافة الى ذلك, رأى البريطانيون» أيضاًء
في حملة التحريض ضد بريطانيا؛ التي شئْتها الصحافة الاسلامية في مصرء ما حملهم على الاعتقاد
بأن اصابع المانيا تقف وراء تلك ألحملة. وبالتالي» فان العرض التركي, الذي نقله مختار باشا الى
اللورد كرومر في القاهرة؛ باعتبار الخط الممتد من العريش شمالا الى رأس محمد في أقصى الطرف
الجنوبي لسيناء حدّأ فاصلاً بين مصر والدولة العثمانية» جوبه بالرفض التام من جانب المعتمد
البريطاني؛ لما يتضمّن من اخطار تهدّد أمن الامبراطورية البريطانية. فقد رأى كرومرا؛") ان اعتماد
خط العريش - راس محمد يعني تحريك الحدود التركية غرباً باتجاه قناة السويس الى خط يمر بنقطة
نخل الملائمة, من حيث وفرة المياه فيهاء لحشد قوة عسكرية كبيرة يمكنها تهديد القناة
0 اتوُون فلسطزية العدب ‎7١1‏ شباط ( فبراير) ‎199١‏
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)